|   20 أبريل 2024م

 
 
 
 

 

كتب-أ. محمد بن سليمان الحضرمي (جريدة عُمان)

تصوير:إبراهيم بن سيف العــــــــــــــــــــــــــــزري:

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

اختتمت أمس (الثّلاثاء 29/ 10/ 2013م) في قاعة المشارق بالجامعة، ندوة "قراءات في فكر الشيخ درويش بن جمعة المحروقي" (1611م – 1676م)، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، وبحضورالأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، حيث خرجت بمجموعة من التوصيات والمطالبات، من بينها المطالبة بإنجاز عمل موسوعي، عن أعلام عُمان عبر التاريخ، بالاعتماد على الكتب والمخطوطات العُمانية، يتضمن معلومات وافية عن الشخصيات العُمانية التي وردت في كتب التراجم، ويتدارك النقص في الترجمة للكثير من الأعلام، الذين لم ترد لهم ترجمات فيها، على أن يتولى المنظمون لهذه الندوة التنسيق مع الجهات المعنية بهذا الأمر.

ودعت الندوة في بيانها الختامي، الذي تلاه على الحضور الدّكتور سليمان بن سالم الحسيني –باحث متفرّغ بمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربيّة- إلى مراجعة الكتبمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \ المحققة للشيخ درويش بن جمعة المحروقي، بالتعاون مع محققيها، وطباعتها بإخراج أفضل، بحكم التطور الكبير الذي يشهده عالم المطبوعات، وكذلك تحقيق كتب التراث العماني التي لم تحقق بعد، كما دعت إلى إجراء المزيد من الدراسات حول الجانب الفكري لدى الشيخ درويش المحروقي، ومحاولة بعثه في الوقت الحاضر، نظرا للتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يتركه في مجال إحياء التراث، والحفاظ على الفكر والهوية الوطنية، والثقافة العمانية. وأكدت على إجراء المزيد من الدراسات حول المنهج والنشاط التربوي والتعليمي للشيخ درويش بن جمعة، وإخراجه إلى الجمهور، نظرا للتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يتركه في المجال التربوي، والحفاظ على الفكر والهوية الوطنية، والثقافة العُمانية.

وأوصت النّدوة بضرورة الاستفادة من الأرشيف البرتغالي، للتعرف على تاريخ عمان في تلك الفترة، وذلك من خلال المؤسسات البحثية العمانية المعنية بالتاريخ والتراث، وإعداد الباحثين العمانيين القادرين على القيام بتلك المهمة، باعتبار أن حقبة حكم اليعاربة مرتبطة بالوجود البرتغالي في عُمان، كما أوصت بدراسة الألفاظ العمانية المحلية، لاستخراج ما يمكن أن تخدم به الدراسات الفقهية والتاريخية المعاصرة، ودعت إلى إجراء دراسات مقارنة، بين إنتاج العلماء المعاصرين للشيخ المحروقي، للتعرف على أوجه التوافق والاختلاف في النتاج الفكري في ذلك العصر، وإصدار كتاب محكَّم للبحوث والدراسات، التي قدمها المشاركون في الندوة.

ودعت إلى الاستمرار في التعاون الهادف والمنظم، في أعمال مشتركة أخرى بين جامعة نزوى، ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات، والمنتدى الأدبي، لتحقيق المزيد من الفائدة العلمية، وعلى قاعدة النجاح الذي حققته الندوة، وأكدت على تفعيل دور الباحثين العُمانيين، في المؤسسات العلمية والبحثية أو الأفراد؛ بحيث يقوم كل منهم بدوره، بحكم البيئة والانتماء، بإخراج التراث العُماني بشكل عام، والإنتاج الفكري والمعرفي للشيخ درويش بن جمعة المحروقي بشكل خاص، وذلك وفق منهج علمي يراعي مسألة خصوصية الهوية والزمان والمكان.

كما طالبت بإيجاد مراكز بحثية جديدة، في مؤسسات التعليم العالي، على غرار مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدرسات العربية بجامعة نزوى؛ لتحقيق كتب التراث العماني ومخطوطاته، ونشرها بطريقة حديثة، لخدمة طلاب العلم والدارسين.

 

حياة بين عصرين مختلفين

وكانت الندوة قد تضمّنت ثلاثة محاور؛ تناول الأوّل عصر الشّيخ المحروقي وحياته وأعماله، وكانت البداية أمس الأوّل للدكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام، رئيس جمعية التراث، بالجمهورية الجزائرية، حيث ألقى ورقةً بحثيّةً قدّم فيها ومضات وإضاءات في كتب المحتفى به ورسائله، منها كتابه "جامع التّبيان الجامع للأحكام والأديان"، و"الفكر والاعتبار"، ورسالته في الوعظ والنّصيحة، وكتابه "الدّلائل على اللّوازم والوسائل"، الذي عُني فيه بما يجب في إعداد الشّخصية على قواعد البناء الحضاري، وتطرق في كتابه إلى جملة من الآداب التي يجب أن يتحلّى بها الفرد. ونيابة عن د. مبارك بن عبدالله الراشدي من جامعة السلطان قابوس، ألقى د. محمد بن ناصر المحروقي "النصيحة الّتي وجهها الشيخ المحروقي لأهل الخضراء"، وهي نصيحة وجهها الشيخ لهم، لدرء الفتنة التي وقعت بينهم، وعلم عنها الشيخ درويش، فأرسل إليهم بتلك النصيحة، يخوفهم فيها من عواقب الفتنة، وكيد الشيطان بينهم، وهي مخطوطة من ثلاثة صفحات، وجدها الباحث ضمن مخطوطة بوزارة التراث والثقافة منذ زمن، فأحب إدراجها ضمن بحوث الندوة، من أجل الاستفادة منها.

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

وتتبع د. سعيد بن محمد الهاشمي من جامعة السلطان قابوس، في ورقته التي ألقاها حياة الشيخ درويش ومؤلفاته، وإسهامه في المجال العلمي والسياسي، وقدم وصفا تحليليا تاريخيا، في معالجة مباحثها الثلاثة الأساسية؛ تتبع فيها حياة الشيخ درويش من حيث النشأة والتعليم، والإنتاج العلمي في عصر اليعاربة، والحياة السياسية في عُمان خلال القرن11هـ/17م، وانتهت ورقته بتقديم خلاصةٍ تنمّ عن مدى جهود الشيخ درويش العلمية والسياسية، ومكانته بين أقرانه من العلماء ورجال دولة اليعاربة.

 

ملامح الفترة التي عاش فيها

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

وقدم د. محمد حبيب صالح، باحث بمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية بجامعة نزوى، ورقة تحدث فيها حول النظام السياسي والقضائي في عهد اليعاربة، ودور العلامة الشيخ درويش بن جمعة المحروقي، في تطوره وازدهاره، كما تحدث عن نصائح الشيخ درويش لأبناء الأمة، التي تعكس ثقافة العالم المسلم، ونظرته إلى الكون والحياة، انطلاقاً من القيم الدينية والأخلاقية الإسلامية. وقدم د. عبدالله بن سليمان الكندي ورقة، قدم فيها قراءة لكتاب "التبيان الجامع لأحكام القرآن" للشيخ درويش المحروقي، أشار فيها إلى أن المحتفى به أعطى في مؤلفاته صورة من ملامح الفترة التي عاش فيها من خلال الفتاوى التي أظهرت جملة أوصاف، في الحارة ومنازلها، والمسجد وملحقاته، وأوقاف كل منها، وبعض المشروبات التي حرمها، والتعاملات التجارية، والعملات، وغير ذلك مما ذكر فيه، أو أجاب عنه كرَوَاج"القاشع" وعملة "اللاريه" و الدرهم والعباسيات.

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

وتواصلت النّدوة صباح أمس في مقرّ إقامتها بالجامعة في قاعة المشارق، بتقديم جلستين بحثيتين، بمشاركة مجموعة من الباحثين ضيوف الندوة، حيث ألقى سالم بن سعيد البوسعيدي، معلم أول للغة العربية، بوزارة التربية والتعليم، ورقة حول العصر الذي عاش فيه الشيخ درويش، مؤكدًا أن الشيخ درويش أدرك في طفولته آخر عصر النباهنة، ووصفه بأنه عصر يتسم بالتفرّق والتمزّق في الجانب السياسي، أما الجانب الاجتماعي والعلمي فكانت الحروب والنعرات القبلية والطائفية، وخلو المحافل من العلماء الجادين المصلحين المؤثرين، غير أن البيئة التي عاش فيها المحروقي وهي مدينة أدم كان لها بعض الومضات المشرقة هذا، وأدرك عصر اليعاربة الذي عاصره الشيخ متعلما وقاضيا، وكان عهد قوة وتميز سياسي وعلمي واجتماعي.وتحدث عن مكونات شخصية الشيخ، وأهم الملامح التي شكّلتْ معالم شخصيته الكبرى، وهي البيئة الثقافية للمجتمع، والأسرة والاستعداد الفطري والعزيمة، واحترام الوقت والشغف القرائي والصفات الأخلاقية، التي تمتع بها كالتواضع والزهد والتسامح والعفو والذكاء الاجتماعي، والإصلاح والتواصل، إضافة إلى الذكاء الوجداني، والأسلوب التربوي، وعمله القضائي، والاجتهاد الفقهي والعقلي.

 

منهج الفكر والاعتبار

وتحدث صالح بن سعيد الحوسني عن منهج الشيخ درويش في كتابه "الفكر والاعتبار"، وهو كتاب ألفه الفقيه لنصح الناس بأسلوب وعظي، بدأه بمقدمة في توحيد الله تعالى، ونفي الأشباه عنه، واستعرض جملة من المخلوقات، ممن يحسن بالإنسان أن يتفكر فيها بداية بجسم الإنسان، منتقلا بعدها في تناغم يشد القارئ للحديث عن هذا الكون، بما فيه من حيوان وأشجار، وجبال، وبحار، ونحوها، محذرا في الوقت نفسه من التفكر في ذات الله تعالى، حاثًّا غيره للتدبر فيما وقع للأمم السابقة، موجها عناية القارئ للتدبر في آيات القرآن الكريم.

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

وقال الباحث: إن طريقة المؤلف في عرض قضايا العقيدة تتوجه إلى تنزيه الله تعالى بأسمائه وصفاته، ويستعرض مجمل قضايا العقيدة، وما يحتاج المكلف لمعرفته واعتقاده، مع تأكيده على القضايا العقدية في المدرسة الإباضية، ويعرض المسائل الفقهية بصورة مختصرة، وكان اعتماد المؤلف بصورة أكبر على القرآن الكريم في الاستدلال. كما احتوى الكتاب على جوانب وعظية مختلفة، ونوع في الأساليب، والطرائق لإيصال الموعظة إلى هدفها المقصود، وحذر من عصيان الله تعالى مبينا المآل الوخيم الذي ينتظر المصر على ذلك، متصفاً في ذات الوقت بالتواضع فيما يعرضه من نصائح، حاثا على التخلق بالأمانة والصبر. وأبان الكتاب عن طرائق استخدمها المؤلف في تأثيره على القارئ، من نحو استعمال المثل لتثبيت الصور عما يريد عرضه من توجيهات، وقيم، مكثرا من استخدام السجع، مراعاة للذوق العام في ذلك، ويستخدم من العبارات الحسنة واللطيفة في مناداة القارئ، أو الكلمات العامية المفهومة للقارئ، بما يحقق مقصوده وهدفه من غير مبالغة في الاستطراد.

 

ثيمة الموت في "تنبيه الغافل"

وقدم أحد المشاركين بحثا حول ثيمة الموت في كتاب تنبيه الغافل وتنشيط المتثاقل، قرأه بالإنابة عن الباحث د. عبد المجيد بنجلالي، والذي ركز فيه على تتبع مفهوم الموت، وكيف يتمثل في مخيلة وفي وجدان الشيخ درويش، وهو يدوّن كتابه "تنبيه الغافل"وهو حي يرزق، وكيف عمل على اصطحاب وتمثيل الموت حتى بعد الممات، وقال في بحثه: إن الكتاب يعكس مدى تأثير الموت على فكر الكاتب، بشكل نتخيل معه أن الشيخ المحروقي أصبح لا يتحرك إلا في ضوء الموت واستحضاره. وشارك د. أحمد عبدالمنعم حالو، أستاذ كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى، بورقة قرأ فيها أدب السلوك والتصوف في كتاب الدلائل، حيث قال في بحثه: إن المؤلف في كتابه "الدلائل"يفيض بمعاني الإيمان والإحسان، مؤكدا على الصور المشرقة لما قدمته يد السلوك من عناصر بناءة، في شخص المريد، السالك إلى الله عز وجل متمثلة بمقام الإيمان التوحيد والعقائد والإسلام والفقه والعبادات، ثم الإحسان أي السلوك الذي أنبأت به توجيهات الشيخ ونصائحه، وهو المقام الأهم عند أهل الذوق.

 

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

 

المناهج والأساليب التربوية

وفي الجلسة الثانية ألقى د. محسن بن ناصر السالمي، ورقة حول الأساليب التربوية لدى الشيخ درويش، في كتابه الدلائل، مستخدما أسلوب تحليل المحتوى، الذي اعتمد الأساليبمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \التربوية فئة للتحليل، والفقرة وحدة له، كما ألقى سليمان بن ابراهيم بابزيز الوارجلاني ورقة حول المنهج التربوي عن المحتفى به، وأكد أنه أجاد في مخاطبة النفس البشرية في جميع مستوياتها، حيث بلَّغ لنا صورة عصره، ودوَّن في كتاباته النماذج العملية المثلى للتصور التربوي الإسلامي الصحيح عن الإنسان والكون والحياة، وما يتميز به من صحة المعتقد وتوجيه النظر للبحث والتأمل، واستجواب الحسّ العاطفي، لتحويل المعارف إلى حركات فكرية عاطفية، ثم إلى قوات دافعة لتطبيق مدلولاتها في الواقع المعيش، وأسَّس لمنهج تربويٍّ أصيل يدعو المربِّين إلى الاحتذاء به، سبق به كثيرا من المناهج التربوية الحديثة في صياغة طرقها وأساليبها، مستمدّة من مقاصد الكتاب العزيز ومن مناهج السنَّة الشريفة بكلّ خصائصه النفسية والتربوية والاجتماعية، واستطاع بعبقريته وممارسته أن يمازج بين الأبعاد التربوية الثلاثة:المعرفية والوجدانية والسلوكية، في طريقة سَلِسَلة بسيطة لم يسبق لها مثال، نابعة من القيم الأخلاقية المتشبعة بروح الإيمان العالية. وقدم مصطفى بن محمد شريفي ورقة استقرأت كتاب الدلائل، أكد فيها أن المحروقي وظف النصيحة، والتذكير بعظمة الله ونعمه، ومارس أسلوب الترغيب والترهيب، واتسم خطابه بالبساطة في التعبير، واستخدام الأساليب البلاغية، وأسلوب الخطاب المباشر، وضرب الأمثال.

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

اللغة في كتاب "التّبيان"

وتحدث د. عبدالعزيز الصيغ من جامعة حضرموت اليمنية، حول لغة الشيخ درويش في كتابه "التبيان"، حيث رأى أن الكاتب تطرق في عديد من الصفحات الى مسائل لغوية، ارتبطت بممارسة العبادة، ولم تكن أسئلة مقصودة لذاتها، فهي تتعرض لكيفية نطق آية من القران، أو تتعرض لكيفية فهم جملة قرآنية، مما توفرت مادة صوتية ونحوية ودلالية، استطاع البحث منها أن ينشئ تصورا ما لاهتمام الشيخ باللغة ومدى توجهه فيها. ورأى الباحث أن الشيخ درويش يميل في صياغته إلى لغة ترق أحيانا، وتسلس حتى ليبدو للقارئ أنها لغة ناعمة، تصدر من أديب يشتغل بالتصوير والأحاسيس، أكثر مما يشتغل بالعلم والفتوى، وقد بدا ذلك جليا واضحا في لغته الشعرية، التي أنبأت عن شاعر فيه رقة وعذوبة، وكذلك تبين الأمر من خلال كتبه التي كان يتوجه فيها إلى تعليم وتقويم الشباب مثل كتابه الدلائل. وانتهى الباحث إلى جملة من النتائج، منها أن لغة الشيخ المحروقي هي لغة عالم، فيها من لغة العرب ما يذكرك بالعبارات القرآنية، ومن لغة الشعر الجاهلي، ومن لغة شعراء العربية في العصور الزاهية، وفيها قسم من لغة العامة، والذي دفع إلى ذلك ليس ميلا شخصيا عند الشيخ لاستعمالها، وإنما حرص وأمانة منه، أن يقدم العبارة التي استخدمت في السؤال، لتعبر عن السائل، وهو أمر له وجاهته، وقد كان ذلك مما وفر مادة لاستعمالات لهجيَّة، تعطي صورة للعصر ولغته الخاصة.

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

واختتمت الجلسة بورقة لمسعود بن سعيد الحديدي –أكاديمي في جامعة نزوى-، تحدث فيها عن "الألفاظ العمانية الحضارية في مؤلفات الشيخ المحروقي"، وركز على الألفاظ التي تناولت الحياة الاجتماعية، كالألفاظ المتعلقة بالملابس والزينة، وأدوات البناء، وبعضها ألفاظ متعلقة باللهو والغناء، وبعضها بأثاث المنزل، إلى جانب الألفاظ المتعلقة بالطعام والشراب.

بعد ذلك قام راعي الحفل سعادة الشيخ حمد المعمري -وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية- بتكريم المشاركين في النّدوة، والقائمين عليها. كما قام رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد الرواحي بتسليم راعي الحفل هديّة تذكاريّة من الجامعة.

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة والمنتدى الأدبي يختتمان ندوة \

 

تكثيف المشاركات الأكاديميّة

ومن المعروف أن الشيخ درويش بن جمعة المحروقي، أحد علماء عمان في القرن الحادي عشر الهجري، عاش في ولاية أدم، وأخذ العلم عن كثير من العلماء منهم، الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، والعلامة صالح بن سعيد الزاملي، والعلامة عبدالله بن محمد الكندي، والعلامة مسعود بن رمضان النبهاني، وتولى القضاء في عهد الإمامين سلطان بن سيف الأول، وبلعرب بن سلطان، له مؤلفات ورسائل عدّة منها جامع التبيان الجامع للأحكام والأديان صدر في 3 أجزاء، وكتابه الشهير "الدلائل على اللوازم والوسائل"، و"الفكر والاعتبار"، و"تنبيه الغافل وتنشيط المتثاقل"، وغيرها من الفتاوى والرسائل والنصائح التي تتناثر في المخطوطات. الجدير ذكره أن ندوة "قراءات في فكر الشيخ درويش بن جمعة المحروقي"، نظمها المنتدى الأدبي بالتعاون مع جامعة نزوى، ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية، بهدف تكثيف المشاركات العلميّة الأكاديميّة، عبر توسعة قاعدة المشاركين، والالتزام بالمعايير العلميّة المتّبعة لقبول المشاركات، ثم نشرها في عدد محكّم تحكيمًا علميّا.