|   24 أبريل 2024م

 "صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد يرعى حفل افتتاح الندوة العلمية "الإمام محمد بن عبدالله الخليلي ودوره الحضاري والعلمي في عمان 


 

 

رعى صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد –ممثل جلالة السلطان، رئيس مجلس أمناء جامعة نزوى- صباح اليوم الاثنين(14/3/2016م) حفل افتتاح الندوة العلمية التي نظمها مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية بالتعاون مع مركز سناو الثقافي تحت عنوان:"الإمام محمد بن عبد الله الخليلي ودوره الحضاري والعلمي في عمان 1920-1954".

وقد بدأ حفل الافتتاح بآي من الذكر الحكيم، تبعته كلمة الدكتور محمد بن ناصر المحروقي –مدير مركز الفراهيدي- قال فيها:" نلتقي اليوم في هذه الندوة الدولية "الإمام محمد بن عبدالله الخليلي ودوره الحضاري والعلمي في عمان" عملا بتوجيه رائد نهضة عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم الذي دعا إلى العناية بالتاريخ ودراسته دراسة موضوعية محايدة لا مبالغة فيها ولا تزيّد. والاهتمام بالإمام الخليلي إن هو إلا اهتمام بحقبة كاملة من حقب التاريخ العماني الكبير. والآمال تحدونا هنا في جامعة نزوى أن تكون ندوتنا الدولية القادمة بعنوان: "الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي ودوره السياسي والحضاري"، إيمانا راسخا أنه على الجامعات أن تقود الأبحاث العلمية المنظّمة والمعمّقة حفظا لتاريخ الأمة وتراثها من الاندراس والنسيان. لقد اجتمعت في شخصية الإمام الخليلي جملة من الصفات الإيجابية وطّدت دوره العلمي والسياسي، فأسهم في استقرار عمان في فترة موّارة بالفتن في الأقاليم المحيطة بعمان وبذل المجهود في نشر العلم وتحلّى بصفات الكمال البشري مما عزّز حبه في نفوس الجميع.

وقال أيضا:" إن جهودا بذلت وتبذل لجمع مادة تاريخية جيدة من معاصري وتلامذة الإمام الخليلي. وجعل المنظمون جلستين علميتين تغطيان سيرة الإمام، كما جاءت محاور الندوة لتغطي تاريخ المرحلة التي عاشها الإمام الخليلي قدر المستطاع، عدد الجلسات تبلغ تسع جلسات، وعدد الأوراق اثنان وثلاثون ورقة حتى الآن.

وأضاف: "سعدنا في جامعة نزوى بالعمل على مدى عامين كاملين مع مركز سناو الأهلي الثقافي ممثلا في شخص رئيسه الدكتور الشيخ مبارك بن عبدالله الراشدي، تنظيما وتمويلا. ونتمنى أن تكون هذه التجربة مثالا ناجحا لدور مؤسسة المجتمع المدني على المساهمة الإيجابية الفعّالة في تنفيذ المناشط العلميّة الكبرى، والشكر لأعضاء اللجنة العلمية الذين عملوا بشكل متواصل وما زالوا يعملون على إنجاح هذه الندوة، والشكر لكل من ساهم بعمل أو دعاء في ظهر الغيب، وهم لا شك كثر".

بعد ذلك ألقى الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي-رئيس مركز سناو الثقافي- كلمة المركز قدم فيها نبذة مختصرة عن الإمام محمد الخليلي ودوره العلمي والسياسي في الحقبة الزمنية التي عاش فيها، ثم أشار إلى الجهود التي بذلت  في إقامت الندوة لتفتتح اليوم بتعاون مشترك بين مركز الفراهيدي بجامعة نزوى ومركز سناو الثقاقي الذي اعتبر الندوة كخطوة إيجابية في نشر الفكر الراقي النير بين أبناء الأمة. واختتم حديثه بتقديم الشكر الجزيل لكل من عمل وبذل مجهودا في إقامت الندوة أو المشاركة فيها داعيا المولى السداد والتوفيق.

إلى جانب ذلك قدم فيلم وثائقي عن "نزوى" يحكي إرثها التارخي ومعالمها الحضارية، ثم قدم المتحدث الرئيس للندوة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي –المفتي العام للسلطنة- كلمة تحدث فيها عن مناقب الإمام الخليلي ذاكرا أقوال معاصريه ممن عاشوا معه أو سمعوا عنه، كما تحدث عن المكانة العلمية للإمام ومكانته السياسية وما عرف عنه مشيرا إلى أن الله تعالى ميز الإنسان بالعقل دون سائر المخلوقات وحثه على طلب العلم والسعي له فكانت كلمة الرسالة المحمدية الخاتمة للرسالات السماوية هي كلمة"إقرأ" في دعوة صريحة للقراءة في العلوم وما خلفته المجتمعات الإنسانية لبعضها البعض، ثم امتن الله على الأمة المحمدية بالقلم إذ أنه الوسيلة لتوثيق تلك العلوم، ولا يكون العلم نافعا إلا بتزكية الأنفس عن المحرمات وطلب العلم لرضى المولى ونفع الأمة، وهذا ما كانت عليه سيرة الإمام الخليلي وما حكاه عنه التاريخ.

ودعى الخليلي الآباء والأمهات إلى غرس القيم الإسلامية في نفوس الأبناء ولاسيما محبة الله -عز وجل- التي تصنع العجائب وهي مقرونة باتباع هدي النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- واجتناب نواهيه، كما دعاهم إلى توجيه الأبناء نحو سير الصالحين كالإمام الخليلي ليتمثلوا بأخلاقهم ويتبعوا سيرهم فيكونوا لهم القدوة والعون في شؤون حياتهم.

واختتم حفل الافتتاح بقصيدة شعرية في مناقب الإمام محمد بن عبدالله الخليلي قدمها الشيخ المكرم محمد بن عبدالله الخليلي –عضو مجلس الدولة-.

بعد ذلك بدأت أولى جلسات الندوة العلمية وقد تضمنت الورقة الأولى "ملخصا لسيرة للذاتية للإمام الخليلي" قدمها الشيخ القاضي حمود بن عبدالله الراشدي، و قدم الورقة الثانية الدكتور أحمد بن يحيى الكندي بعنوان" شخية الإمام الخليلي من خلال أحد تلاميذه؛ الشيخ يحيى بن أحمد الكندي"، كما قدمت ورقة ثالثة بعنوان" شهادات تلامذة الإمام الخليلي ومعاصريه" لعدة باحثين.

هذا وستتضمن الأوراق اللاحقة للجلسات مناقشةَ البحوث العلمية حول سيرة الإمام وتكوينه وأدائه السياسي والاجتماعي ودراسةَ فتاواه وآرائه الفقهية، إضافة إلى اجتهاداته في علوم النحو والبلاغة والمنطق. ويشارك في الندوة المقامة خلال ثلاثة أيام مجموعة من الباحثين من دول عديدة منها مصرَ وتونسَ والجزائرَ والعراق وسوريا وليبيا والمغرب وغيرها.