|   28 مارس 2024م
السابقالتالي


راعي الحفل والحضور أثناء افتتاح الندوة

تغطية- سالم السالمي وخلفان الزيدي:

افتتح معالي محمد بن سالم التوبي - وزيرالبيئة والشئون المناخية-  صباح أمس الأربعاء الموافق(15/4/2015) بجامعة نـزوى ندوة" نزوى في الذاكرة الثقافية" والتي تأتي ضمن الفعاليات الثقافية للجنة الرئيسية للاحتفاء بنـزوى عاصمة للثقافة الإسلامية.

حيث بدأت الندوة بآي من الذكر الحكيم ، تبعته كلمة اللجنة الرئيسية للاحتفاء بنـزوى عاصمة الثقافة الإسلامية ألقها الدكتور ناصر بن صالح بن منصور الكندي قال فيها : "إن هذه الندوة تأتي لتكون باكورة الندوات الثقافية التي تبرز الجانب الثقافي للاحتفاء بنـزوى عاصمة الثقافة الإسلامية، وهي حلقة ضمن حلقات متصلة من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تنفذها اللجنة الرئيسية واللجان الفرعية المنبثقة منها احتفاء بهذه المناسبة المهمة، وهي مناشط تعم المشهد الثقافي بجميع تجلياته وتعم القطر العماني العزيز في جميع محافظاته وأغلب مدنه بل وتمتد إلى خارج الوطن لتبرز الثقافة العمانية المتجذرة في هوية الإنسان العماني المسلم والمتجددة في النهضة العمانية الحديثة". ودعا الكندي المثقفين وطلبة العلم إلى المساهمة في هذه الفعاليات والأنشطة التي تحتفي بهذه المناسبة والتفاعل معها والدفع بها إلى الأمام فليس مكانهم هو مكان الفرجة من بعيد بل مكانهم مكان الصدارة لأنهم من حملوا مشاعل الثقافة العمانية و هم ورثة فكرهم وعملهم.

الكندي يلقي كلمة الندوة الشماخي يقدم الورقة الأولى في الندوة

بعد ذلك قدم الباحث خميس بن عبدالله بن علي الشماخي -مـدير العلاقات الثقافية بوزارة التراث والثقافة- الورقة الأولى التي تحدث فيها عن العواصم الثقافية كأحد أبرز مجالات التنمية الثقافية "نزوى نموذجا"، وتحدث من خلالها إلى أن الاحتفاء بالعواصم الثقافية هي أحد أهم الركائز الأساسية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات والتعريف بالثقافات التي تميز كل مجتمع عن الآخر، كما أنها تساهم في حفظ وصون هذا التراث الثقافي من الاندثار وإظهار الثقافات إلى العالم بأسره.

وتتناول الباحث في ورقته جملة من الموضوعات توضح الإثراء المعرفي للاحتفاء بالعواصم الثقافية والتعريف بالمدينة المحتفى بها داخليا وخارجيا حيث يأتي هذا الاختيار بناء على معايير يراعى فيها أن تكون المدينة المرشحة ذات عراقة تاريخية وصيت علمي واسع، تبوأت من خلالهما مكانة ثقافية بارزة في بلدها ومنطقتها على مر التاريخ الإسلامي للبلد والمنطقة بصفة عامة، وأن تكون لها مساهمة متميزة في الثقافة الإسلامية، وفي الثقافة الإنسانية من خلال الأعمال العملية والثقافية والأدبية والفنية لعلمائها وأدباءها ومثقفيها وفنانينها.

كما تتطرق الباحث إلى مفهوم التنمية الثقافية، العلاقة بين الثقافة والتنمية من خلال رؤية اليونسكو وفكرة نشوء العواصم الثقافية، ومنهج الايسيسكو في الاحتفاء بالعواصم الثقافية الإسلامية، وأهداف الاحتفاء بالعواصم الإسلامية، وآليات اختيار نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية 2015م، والعواصم المحتفى بها.

بعدها انطلقت جلسات الندوة وغطت في يومها الأول ثلاثة محاور قدمت في ثلاث جلسات، حمل المحور الأول عنوان "نزوى حاضرة من الحواضر العلمية في العالم الإسلامي"، وجاء المحور الثاني بعنوان "المكانة السياسية لنزوى عبر التاريخ"، فيما حمل المحور الثالث عنوان "نزوى في عيون الرحالة".

حيث استهلت الجلسة الأولى التي أدارها سعادة الشيخ حمد بن سالم الأغبري -والي نزوى-، بورقة فضيلة الدكتور عبدالله بن راشد السيابي -نائب رئيس المحكمة العليا- وحملت عنوان "مؤسسة القضاء العماني وأثرها في التطور القانوني المعاصر"، تناول فيها مؤسسة القضاء في عمان باعتبارها من أهم المؤسسات في الدولة.

وقال فضيلته: لقد مضى القضاء في عمان منذ بداية العصور الأولى يتولاه القضاة العدول الأكفاء النزهاء، يحكمون بشرع الله، ويطبقون تعاليمه وأحكامه، يستندون في أحكامهم على مصادر الشريعة الغراء  من كتاب وسنة وإجماع وقياس واستدلال ومصالح مرسلة وسد للذرائع وعرف وغير ذلك مما يدور حول الشريعة نصا أو روحا ومعنى.

وأشار إلى أن أساليب القضاء ومناهجه وطرقه تطورت عبر مختلف العصور، حتى برز عصرنا الحاضر عصر النهضة فأخذ القضاء شكلاً متميزًا وطابعاً بارزا، فأنشئت المحاكم الشرعية في بداية وانتشرت في ولايات السلطنة، وقرب التقاضي من الناس، وأنشئت محكمة الاستئناف بمسقط لتنظر ما يرفع إليها من المحاكم الابتدائية، وأنشئت لجنة التظلمات بديوان البلاط  السلطاني والتي هي بمثابة المحكمة العليا للأحكام المرفوعة إليها من محكمة الاستئناف. كما أنشئت المحاكم الجزائية بدرجي الابتدائية والاستئناف، ومحكمة القضاء الإداري، وأنشئت المحكمة التجارية، واستمر الحال على هذا النحو حتى أخذ القضاء شكلا آخر مطوراً منظما، حتى صدر مرسوم سلطاني قضي باستقلال القضاء وأصبح بموجبه مجلس الشؤون الإدارية للقضاء هو المختص بإدارة مؤسسة القضاء ويعد ذلك تحقيقا لمبدأ الحياد والنزاهة والعدالة، وتطويراً لمرفق القضاء.

جانب من الندوة

وتناول الباحث الخطاب بن أحمد بن سعود الكندي -مستشار وزيرة التعليم العالي لشؤون الكليات- في ورقته الثانية موضوع "العلاقة الثقافية بين نزوى والحواضر العلمية في العالم الإسلامي" وأشار في هذا الصدد إلى أن نزوى ومنذ الربع الأخير للقرن الأول الهجري تبوأت مركزا مهما في الساحة العلمية والثقافية العمانية.

وعرج الباحث إلى العلاقة الثقافية بين حواضر العالم الإسلامي وعمان، وقال: لابد أن يكون لنزوى من قريب أو بعيد دور مهم في هذا المجال لكونها تمثل المحور العلمي للبلاد، فمن نزوى خرجت وفود للبحث العلمي وإليها رحل طلاب العلم للغرف من مواردها العذبة الغزيرة وقصدها الرحالون بغية التعرف على مظاهر وشواهد حضارتها.

موضحا: على أرض نزوى كان استقبال أئمة عمان وفود وبعوث الأقطار المختلفة ومنها خرجت السفارات وعقدت ألوية الجهاد للدفاع والذود عن بلاد الإسلام كتلك الحملة التي خرجت لاسترداد جزيرة سقطرى زمن الإمام الصلت بن مالك الخروصي . كما قدم الباحث سعيد بن ناصر الناعبي ورقة  بعنوان "بروز أهم علماء نزوى في المجالين العربي والإسلامي".

أما الجلسة الثانية فقد ترأسها الفاضل خميس بن راشد العدوي، وتناولت المكانة السياسية لنزوى عبر التاريخ، وقدم ورقتها الأولى الدكتور سالم بن سعيد بن سالم البحري مستشار وزيرة التربية والتعليم لشؤون العلاقة مع المجتمع، وحملت عنوان اثر المحددات الجغرافية في الدور الحضاري لمدينة نزوى.

وأشار خلالها إلى أن نزوى كانت عاصمة لعمان في عصور الإسلام الأولى، وعرفت بنشاطها الفكري ولأجيال متعاقبة من العلماء والفقهاء والمؤرخين العمانيين ولهذا أطلق عليها بيضه الإسلام ولا تزال قلعتها التاريخية شامخة حتى اليوم كما ينتشر بها العديد من الحصون والأبراج والمساجد الأثرية القديمة والمواقع السياحية.

وقدم الباحث قراءة أولية للمحددات الجغرافية لمدينة نزوى وأثرها في الدور الحضاري، في محاولة لتقصي أثر الجغرافيا الطبيعية لمدينة نزوى، والبشرية في الدور الحضاري لهذه المدينة.

ثم قدم الدكتور إسماعيل بن صالح بن حمدان الأغبري-محاضر بكلية العلوم الشرعية- ورقته حول دور نزوى السياسي في المحافظة على الوحدة الوطنية في عصور الانقسام، وأشار من خلالها إلى أن عمان موغلة في القدم، فقد تجاوزت ستة آلاف عام، ولم تكن يوما على هامش التاريخ أو على قارعة الطريق، بل ساهمت في صنع مسيرة الحضارة، وشاركت في ميلاد الحدث الإيجابي.

مؤكدا إنها قدمت للحضارة الإنسانية في جوانب مختلفة من علوم اللغة والشريعة والفلك والطب والملاحة والهندسة ما يساهم في دفع عجلة المدنية قدما.

وقال الباحث: قامت نزوى بأدوار حضارية محليا وإقليميا ودوليا منذ أن اتخذها العمانيون عاصمة سياسية لولاة الأمر قرونا من الزمن، ابتداء من الإمام غسان بن عبد الله اليحمدي، وقد عُرفت باسم بيضة الإسلام، لأنها صارت موئل العلماء، ومنها تنطلق حركات تحرير عمان من الغزو، ومن خلالها ينطلق العمانيون إلى الفضاء الخارجي ينشرون مبادئ العدل والمساواة بين بني البشر.

وتحدث كذلك عن الأدوار السياسية التي قام بها ساسة عمان من أئمة وسلاطين في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية، وتقوية الجبهة الداخلية وحفظ الهوية العمانية، مشيرا إن ما يميز الساسة في عمان أنهم قد يختلفون نهجا سياسيا أو (أيدلوجيا) لكنهم يجتمعون إذا ما تعرضت البلاد لخطر الغزو الخارجي.

وتناول الدكتور سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي-أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المشارك بجامعة السلطان قابوس- في ورقته دور نزوى السياسي في بسط النفوذ العماني خارج الوطن.

وقال الباحث في هذا الصدد: إن العواصم العمانية تعددت في مختلف العصور، ولا شك أن للعاصمة دورا هاما في السيطرة على الوضع السياسي والاقتصادي لعمان وإذا كانت قلهات وصحار ومسقط هي من العواصم العمانية الواقعة على السواحل العمانية فلا تقل عنها أهمية الرستاق ونزوي وبهلا.

واتخذ نزوى عاصمة لعمان منذ أن انتخب الإمام محمد بن عبدالله بن عفان اليحمدي إماماً بها في عام 177هـ, ثم سار الأئمة من بعده مقرا دائما وعاصمة لعمان، وبنى حصنها الحالي الإمام الصلت بن مالك الخروصي، كما اتخذتها الإمامة الثالثة والرابعة ثم اتخذها بني نبهان لدولتهم الأولى (579هـ 906هـ) والثانية (964هـ - 1026هـ) وإلا في بعض الفترات الوجيزة فإن النباهنة اتخذوا لهم ثلاث عواصم أخرى: بهلا ومقنيات وينقل.

كما اتخذ نزوى أيضا كل من الأئمة ناصر بن مرشد اليعربي وسلطان بن سيف اليعربي وبلعرب بن سلطان بن سيف عاصمة لهم خلال القرن السابع عشر الميلادي.

وأشار الباحث إلى أن مدينة نزوى وخلال وجودها على رأس المدن الكبرى ولكونها عاصمة عمان، كونت لها علاقات سياسية مع الكثير من الأقاليم العالمية المطلة على المحيط الهندي وعلى وجه الخصوص الهند وشرق إفريقيا، وبنت لها علاقات مع سكان تلك البلاد، ودعمت الهجرات الوطنية إليها.

وعرف الباحث بالأثر الذي أسهمت به نزوى في التدعيم النفوذ العماني الخارجي لكونها عاصمة عمان، وأهمية الواقع التاريخي لهذا النفوذ السياسي والذي يعتبر من أهم التواصل والتعاون ذات دلالة معرفية في الحقل السياسي.

وكانت الجلسة الثالثة والأخيرة ليوم أمس، بعنوان "نزوى في عيون الرحالة" وقد أدارها سليمان بن عبدالله السالمي -مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الداخلية-، تناول فيها الدكتور محمد بن سعد المقدم نزوى في كتابات المستكشفين الغربيين.                            

وقال الباحث يمثل موقع عمان أهمية استراتيجية للمستكشفين الغربيين منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي مع وصول البرتغاليين إلى عمان ومنطقة الخليج.  ولم نجد أثرا لقيام المستكشفين بزيارة محافظة الداخلية وخاصة نزوى نظرا لبعدها من منطقة الساحل وصعوبة الوصول اليها حتى عام1835م.

مضيفا: في ذلك التاريخ بدأ الرحالة والمستكشفون يزورن نزوى. ومن بين هؤلاء الذين زاروا نزوى الضابط البريطاني ويلستد الذي قام بزيارة نزوى في عام 1835م، ويعتبر أول أوروبي يزور الداخلية، وقد زودنا في كتابه "رحلات في الجزيرة العربية" بمعلومات عن أهم المدن العمانية ومنها نزوى.   

وركز الباحث في ورقته على أهم المستكشفين الذين زاروا نزوى من 1835م حتى منتصف القرن العشرين، موضحا إن هدف تلك الرحلات كان جمع المعلومات عن طبيعة المكان والقبائل والعادات الاجتماعية.

وقال: لقد ظهرت لهؤلاء المستكشفين كتابات تؤرخ وتصف الحياة الاقتصادية، الاجتماعية، والصحية.  وقد اختلفت صورة نزوى في كتابات الرحالة بحسب فترة الزيارة.

ومن أشهر الرحالة الإنجليز الذين زاروا أو كتبوا عن نزوى جيمس ويلستد وصمويل مايلز، وبرترام توماس، وبيرسى كوكس، ويلفرد شيسجر وتشارلس كول، وادوارد هندرسون، وديفيد جوربن، وإيان سكين، وجيمس موريس.

ومن الرحالة الامريكان المبشرون مثل بيترز ويمز 1896م، وجيمس كانتين 1899م، ويليام تومس، والياس باكوش، والمؤرخ وندل فليبس، وعالم النبات الفرنسي ريمي أو شر أيلوى 1838م.

وأشار الباحث إلى أن كتابات المستكشفين عن نزوى تعتبر مصدراً مهماً لدراسة الحياة الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية ووصف العادات والتقاليد والكرم والتسامح الذى يعبر عن طبائع أهل نزوى عبر التاريخ.

أما الباحث سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني، فقد تناول عنوان "نزوى في كتابات الجغرافيين العرب" وأشار في ورقته إلى أن الكتبُ الجغرافية العربية تعتبر مصدرًا تاريخيا لا تقل أهميته عن مصادر التاريخ المباشرة، وهي – مع كونها تنطلق من (المكان) في مادتها ومحتواها – غنيةٌ بحصيلة وافرة عن الأعلام والحوادث واللغات واللهجات والعادات والتقاليد وجوانب من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وأشار الباحث سلطان الشيباني إلى أنه وجد في مدونات الجغرافيين العرب مادة جيدة عن (نزوى) تتفاوت في دقتها ونفاستها بين مَنْ زارها وشاهدها – وهم قلة -، وبين من نقل أوصافها بالخبر والسماع فقط ـ وهم أكثر ـ على حد قوله.

واستعرض الباحث أهم ما دونوه هولاء الجغرافيين عن نزوى وأخبارها، مع تقييم كتاباتهم، ووزنها بالميزان العلمي، بدءا من الفريق الأول، الذين عد منهم ياقوت الحموي (ت626هـ) في «معجم البلدان»، وابن بطوطة (ق8هـ) في «تحفة النظار».

أما الفريق الثاني فشمل الإصطخري (ق4هـ) في «المسالك والممالك»، وابن حوقل (ق4هـ) في «صورة الأرض»، والمقدسي (ت380هـ) في «أحسن التقاسيم»، والبكري (ت487هـ) في «المسالك والممالك»، والإدريسي (ت560هـ) في «نزهة المشتاق»، والدمشقي في «نخبة الدهر»، وابن سعيد المغربي (ق7هـ) في «كتاب الجغرافيا».

وفي الورقة الأخيرة ليوم أمس، تناول الدكتور محمود بن يحيى بن أحمد الكندي موضوع "نزوى في نص مغترب، نونية أبي مسلم نموذجا".

وقال الباحث في هذا المقام: إن نزوى سجلت حضورا حضاريا لافتا للنظر على الصعيد السياسي والثقافي والتاريخي، مشيرا أنه رصد في ورقته  حضورا من نوع آخر، وهو حضور المكان محملا بكل طاقاته الشعرية وجمالياته التعبيرية.

وأضاف: في نص أبي مسلم امتزجت الذاكرة العمانية بكافة أطيافها: المكونات الجغرافية أرضا وسماء، والتركيبة السكانية فردا وقبيلة، والإرث الفكري أصولا وفروعا؛ لينصهر في صورة بديعة نفذت منها القصيدة النونية إلى عمق الذاكرة العمانية، ولامست ذائقتها في مفاصل دقيقة.

مؤكدا أنه ليس أبو مسلم في فكره وجغرافيته آنذاك بالمغترب، فهو يمارس تحولا مشروعا رغم أنه تحول عابر للقارات، لكن حدثا في عمان موطنه الأصل يحدث، حرك الوجدان والفكر في روحه الوطنية جعله يشعر بالغربة، ويقر بسطوتها عليه، وعبر بالشعر ناصرا قضيته، ونظر إليها من بعيد نظرة جعلته أكثر تلهفا لنجاحها من المجاور القريب.

وتتواصل الندوة جلساتها اليوم الخميس، من خلال تقديم أربع جلسات، تحمل الجلسة الأولى التي سيديرها الدكتور محمد بن سالم المعشني، عنوان "نزوى في الذاكرة الثقافية الاسلامية"، وسيقدم الدكتور راشد بن علي الحارثي ورقة "نزوى في الذاكرة الفقهية"، ثم يقدم الدكتور محسن بن حمود الكندي ورقة بعنوان "نزوى في الذاكرة الأدبية"، ويقدم الدكتور عيسى بن محمد السليماني ورقة "نزوى في الذاكرة العلمية".

تحمل الجلسة الثانية عنوان "نحو بناء معجم جغرافي حضاري للحارات والأوقاف والطرق والمزارع النزوانية القديمة"، يرأس الجلسة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية، ويستهلها الدكتور محمود بن سليمان الريامي بورقة حول "الأسس العلمية لبناء المعجم الجغرافي: مدينة نزوى نموذجا"، ثم يقدم الباحث علي بن حمود المحروقي ورقة حول "مفردات الحارات النزوانية"، كما يقدم سالم بن عامر الحوقاني ورقة تتناول "مفردات الطرق والمزارع والأفلاج النزوانية القديمة: دراسة ومعجم.

وتبحث الجلسة الثالثة التي يرأسها الشيخ صالح بن سليم الربخي في محور "المؤسسات الثقافية النزوانية وإسهامها في الحركة العلمية العمانية"، وفيها يقدم الباحث خلفان بن زهران الحجي ورقة حول "المكتبات وتاريخها في نزوى"، ويقدم الدكتور علي بن سعيد الريامي ورقة بعنوان "المدرسة النزوانية: النشأة والمنطلقات الفكرية"، ويقدم الدكتور أحمد بن يحيى الكندي ورقة "الوقف العلمي في نزوى وأثره في الحركة العلمية".

وتناقش الجلسة الرابعة محور "الحضور الثقافي لنزوى في عصر النهضة"، يرأسها الدكتور محمد بن ناصر المحروقي، كما يقدم الدكتور محسن بن يوسف السالمي ورقة بعنوان "المؤسسات التعليمية الحديثة في نزوى ودورها في البناء الثقافي"، ويقدم الدكتور عبدالله بن سليمان الريامي ورقة بعنوان "الحركة العلمية في نزوى في عصر النهضة: الإعلام والمؤلفات".