|   19 أبريل 2024م
السابقالتالي


 في سابقةٍ من نوعها.. الجامعة تدشِّن برنامج العمل التَّطوُّعي وتربطه بكشف درجاتٍ مستقلٍّ للطَّالب

في سابقةٍ من نوعها في مؤسَّسات التَّعليم العالي بالسَّلطنة، دشَّنت جامعة نزوى اليوم الأربعاء (5/ 10/ 2011م) برنامج العمل التَّطوُّعي، ويأتي هذا البرنامج في إطار تنفيذ الجامعة لوظيفتها المحوريَّة الثالثة المتركِّزة في خدمة المجتمع، ومواكبةً للأوامر السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظَّم – حفظه الله ورعاه- بتكثيف الاهتمام بالعمل التَّطوُّعي.   

بدأ تدشين البرنامج بمحاضرةٍ توعويَّةٍ حول العمل التَّطوُّعي وأنواعه، قدَّمها الأستاذ عبدالله بن سليمان الكندي – محاضر زائر بكليَّة العلوم والآداب بالجامعة-، وتحدَّث في بدايتها عن مفهوم التَّطوُّع ومعناه اللغويِّ والإصطلاحي، وأوضح أنَّ التَّطوُّع هو في حقيقته تبرُّعٌ يقوم به الإنسان خدمةً للآخرين، ثم تطرَّق إلى أهميَّة التَّطوُّع للمجتمع، وأشار إلى أنَّ أهميَّة التطوُّع تنبع من أنَّه يعزِّز من انتماء الفرد وحبِّه لمجتمعه ووطنه، ويزيد من تماسك المجتمع وترابطه. وأوضح الكندي في محاضرته أنَّ للتطوُّع أنواعًا مختلفة، فمنها ما هو في مجال العبادة، مثل النوافل والسُّنن والرَّواتب، وكمثل بناء المساجد وتنظيفها وغير ذلك كثير، ومن التطوُّع ما يكون في المجالات العلميَّة، كإنشاء المكتبات العامَّة وتسخيرها للمجتمع، وإنشاء مدارس تحفيظ القرآن وتعليم الفقه وغيره، ومن التطوُّع ما هو في المجالات الحرفيَّة، ومنه ما يكون في المجالات الفكريَّة، ولذلك أمثلةٌ وشواهد لا تعدُّ ولا تحصى. وبيَّن الكنديُّ أنَّ المتطوِّع هو الشَّخص الَّذي يسخِّر نفسه عن طواعيةٍ ودون إكراهٍ أو ضغوطٍ خارجيَّةٍ لمساعدة الآخرين ومؤازرتهم بقصد القيام بعمل يتطلَّب الجهد، وقال إنَّ المتطوِّع له عدَّة أشكال، فهناك المتطوِّع بماله، وهناك المتطوِّع ببدنه، وهناك المتطوِّع بوقته، والمتطوِّع بفكره، وقد عضد ذلك كله بأدلةٍ من القرآن والسُّنة وشواهد من حياة السَّلف الصَّالح... وانتهز الأستاذ عبدالله الكندي هذه الفرصة ليدعو طلاب الجامعة وموظَّفيها وأكاديمييها كافَّة أن يشاركوا في هذا البرنامج، الَّذي يأتي كبادرة خيرٍ قامت بها جامعة نزوى لا مثيل لها في المؤسَّسات التَّعليميَّة بالسَّلطنة.

وفي هذا الشأن وبدءًا بتفعيل برنامج العمل التَّطوُّعي في الجامعة تحدَّثت للحضور الأستاذة ميمونة بنت نصرالله الرُّقيشيَّة – مديرة برنامج العمل التَّطوُّعي بالجامعة-؛ حيث قدَّمت تصوُّرًا عامًّا للطُّلاب عن البرنامج وكيفيَّة تفعيله وأهدافه، وأوضحت أنَّ هذا البرنامج ما هو إلا إكمالٌ ومواصلةٌ لتنفيذ رسالة الجامعة المتمثلة في نشر الفكر الإيجابي في المجتمع والوطن، وقالت: إنَّ هذا البرنامج يسعى إلى إبراز الصُّورة الإنسانيَّة للمجتمع، ويعكس سمات المجتمع العُماني بوجه الخصوص الَّذي ينبض بقيم التَّلاحم والتَّكافل والأوجه الإنسانيَّة النَّبيلة النَّابعة من تعاليم الدِّين الإسلاميِّ والقيم العربيَّة الأصيلة.

وأشارت الرُّقيشيَّة أثناء حديثها إلى إنَّ هناك مبادرةً من الجامعة تتمثَّل في احتساب السَّاعات المعتمدة لهذا البرنامج في كشف درجاتٍ خاصٍّ بالطَّالب غلى جانب كشف درجاته للدِّراسة الأكاديميَّة، وقالت: إنَّ هذه المبادرة ستضفي المصداقيَّة والجدِّيَّة والالتزام. وإلى جانب كونها خطوةً بارزةً في مسيرة الجامعة نحو التَّحديث، فإنَّه يعدُّ ملمحًا آخر من ملامح التَّميُّز لها. بعد ذلك شرحت الرُّقيشيَّة كيفيَّة تفعيل البرنامج وفترته الزَّمنيَّة للطَّالب الجامعي. كما تطرَّقت إلى أهداف البرنامج الَّتي منها تعزيز انتماء طلاب الجامعة بمجتمعهم، وترسيخ ثقافة التطوُّع وردّ الجميل للوطن، وربط الجامعة ومخرجاتها التَّعليميَّة باحتياجات المجتمع ومشكلاته، وتعزيز وعي الطُّلاب بالمشاركة المجتمعيَّة النَّشطة والفاعلة، وتعميق روح المواطنة وترسيخ قيمها، غلى جانب تنمية روح المسؤوليَّة والالتزام لصالح الوطن، وتنمية مهارات الطُّلاب الفكريَّة والفنيَّة والعلميَّة. وتحدَّثت مديرة برنامج العمل التَّطوُّعي عن مبرِّرات العمل التطوُّعي لطالب الجامعة، أهميَّة العمل التَّطوُّعي وعلاقته بمهنة المستقبل. وأنهت حديثها بدعوتها للطُّلاب إلى المسارعة والمبادرة بالمشاركة في هذا البرنامج، شاكرةً الحضور على تلبيتهم الدَّعوة، ومتنيةً للجميع دوام النَّجاح والتَّوفيق.

وقد تخلَّل التَّدشين فيلمٌ وثائقيٌّ يحكي مسيرة العمل التَّطوُّعي عند العُمانيين في فترة الأجواء المناخيَّة الاستثنائيَّة الَّتي ضربت السَّلطنة عام 2007م أو ما يسمى بـ"إعصار جونو"؛ حيث شهدت تلك الأيَّام بروز قيمة التَّطوُّع والإيثار لدى المواطنين العُمانيين اتِّجاه إخوانهم وذويهم وأفراد مجتمعهم واتِّجاه وطنه، وهذا ممَّا أشاد به المجتمع الدَّولي. حضر الفعالية جمعٌ من طلاب الجامعة موظَّفيها وأكاديمييها.