تغطية- مريم بنت جمعة الكميانيَّة

تصوير- إبراهيم العزري، وفيصل الرواحي، وحمد البوسعيدي:

        شهدت الجامعة مساء السَّبت الماضي (23/ 3/ 2013م) عهدًا جديدًا من مسيرة التَّنمية البشريَّة وبناء الإنساء أعظم ثروات الوطن، وذلك بتخريج الدُّفعة الخامسة من حملة الماجستير والبكالوريوس والدّبلوم، والبالغ عددهم (1103) خريجين وخريجات من كليَّات الجامعة الأربع، وذلك تحت رعاية معالي الدُّكتور عبدالمنعم بن منصور بن سعيد الحسني –وزير الإعلام- وبحضور عددٍ من أصحاب المعالي والمكرَّمين أعضاء مجلس الدَّولة، وأصحاب السَّعادة أعضاء مجلس الشُّورى والمحافظين، والمدعوِّين وأولياء أمور الخرِّيجين والخرِّيجات.

        بدأ الحفل بتلاوةٍ لآياتٍ من ذكر الله الحكيم، بعدها ألقى الأستاذ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي - رئيس الجامعة- كلمةً قال فيها: نحتفي اليوم بكوكبةٍ متكاملةٍ من أبناء الجامعة وبناتها، قوّامها ألفٌ ومائة وثلاثة خريجين وخريجات يمثِّلون كليَّات الجامعة الأربع منهم (114) طالبا وطالبة من حملة الماجستير و(539) من حملة البكالوريوس و(446) خريجًا وخريجة من حملة الدبلوم. إنّ هذه البرامج الأكاديميَّة بجميع مستوياتها قد تمَّ تصميمها بعنايةٍ فائقةٍ تعكس احتياجات المجتمع المحليِّ والإقليميّ، وتتجاوب مع خلاصات التَّجربة الإنسانيَّة الرَّفيعة بما يخدم جودة وحسن الأداء، ويضمن جودة المخرجات وثبات قدمها وتمكُّنها من نواصي المعرفة العلميَّة والمهنيَّة الممزوجة بالقيم والفضائل المتجذِّرة في إرثنا الحضاري والمتشرِّبة بمهارات الحياة اللازمة لصلاح المواطنة بشتَّى أبعادها.

       وانطلاقا من أهميَّة الارتقاء بمهارات الطَّالب وربطه بالواقع العمليّ، فقد عمدت ورسخت الجامعة بالتَّعاون مع المؤسَّسات العامَّة والخاصَّة داخل السَّلطنة وخارجها مفهوم التدّرب الميدانيّ بما يصقل قدرات الطَّالب ويرفع قدرات الاتِّصال والتَّعامل لديه ويعزِّز ثراء تجربته التَّكوينيَّة. أثبتوا جميعهم -ولله الحمد- مستوى مشرِّفٍ وعالٍ... يدّلل على جديَّة التَّجربة الَّتي خاضوها هنا في رحاب هذه الجامعة الَّتي تعدُّ المجتمع بمواصلة الجهد نماءً وتحسينًا. وفي هذا المقام يسرّني أن أتقدَّم بالشَّكر الوافر لسائر المؤسَّسات الخاصَّة والعامَّة، الَّتي أتاحت لطلبتنا قدرًا كبيرًا من التَّدريب الميداني، وأسهمت إسهامًا فاعلًا في إنجاح برامج التَّدريب الميدانيّ بجميع أنواعها، وأخصّ في هذا المقام وزارة التَّربية والتَّعليم، ووزارة الصِّحَّة الموقَّرتين، و(National Heart Institute) بماليزيا، وجامعة وسكنسون، ماديسون بالولايات المتَّحدة على الدَّور الرِّيادي في هذا المجال. والشُّكر موصولٌ لجامعة السُّلطان قابوس، وجامعة وسكنسون الأمريكيَّة، وجامعة روبرت جوردن، وجامعة برونل، وجامعة كامبريدج بالمملكة المتَّحدة، وسائر الجامعات الدَّاعمة لنا على تعاونهم القيّم في هذا الشَّأن.

      وقال الأستاذ الدُّكتور أحمد الرواحي؛ مخاطبا الخريجين والخريجيات: إنَّ التَّخرّج لحظةٌ من لحظات العمر الزَّاهية، وعيدٌ لا يتكرَّر في العمر إلا قليلا، يأتي تتويجًا لجهد دؤوبٍ وعطاء متَّصل، لكنَّه في الوقت نفسه إعلان ببداية مرحلةٍ أخرى من الحياة والعمل؛ يُظهر فيها الخريج قدراته، مسهما في بناء ذاته ووطنه وأمَّته، مرحلةٍ يحتاج فيها الفرد بجانب المعرفة العلمية أن يشحذ همته لتطبيق ما إكتسبه، وأن يتعرّف على نتاج خبرات السنين العملية ممن سبقوه، وهو في كل الأحوال محتاج إلى قيم التعاون والتفاهم البناء والتسامح والفكر الإيجابي.

         بعد ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًّا عن الجامعة عرض أهمَّ ما وصلتْ إليه من تقدُّمٍ وتطوُّر، كما عرض أهمَ دوائر الجامعة ومرافقها، تبعه تكريم الخرِّيجين المجيدين والبالغ عددهم تسعة عشر خريجًا وخريجةً، تلته كلمة الخريجين ألقتها الطَّالبة خلود بنت خلفان الزهيمية، وقالت فيها: ها نحن اليوم – ولله الحمد - نجني معًا ثمار ما غرسناه في هذه الأرض الطّيّبة الّتي أنبتتْ هذه الجامعة الزّاهرة.. هذه الجامعة المباركة الّتي ما فتئتْ يومًا ولا ساعةً تروينا بمعين علمها، وتظلّنا بظلال المعرفة، وتحفّنا برعايتها الأمينة في كلّ شؤون الحياة الجامعيّة؛ فكانت لنا – وأنتم على ذلك شهداء- كالشّجرة المباركة أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء، تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها.. لقد أنارتْ لنا عقولنا بأنوار العلم والمعرفة، وهدتْ قلوبنا وأفكارنا إلى سبل الرّشاد. فهنيئًا لك يا جامعتنا هذا الحصاد الّذي سيسطّر في قلب التّاريخ بماءٍ من ذهب. 

       وأضافت الزّهيميَّة مخاطبةً زملاءها الخرِّيجين: أهنّئكم بكلّ عبارات التّهاني والتّبريكات بهذا العيد البهيج، كما نهنّئ أولياء أمورنا وأهلينا أجمعين بهذا القطاف اليانع البهيّ. إنّنا اليوم ننعطف انعطافًا جذريًّا في حياتنا العمريّة؛ فلقدْ انقضتْ من عمرنا سنون التّعلّم المدرسيّ والجامعيّ، وها نحن السّاعة نتوّج ما تعلمناه بهذا الحفل الزّاهر ليكون انطلاقةً فعليّةً لنا للتّشمير عن ساعد الجدّ والعمل، فعمان بانتظار أفكارنا.. بانتظار أقلامنا.. بانتظار سواعدنا البنّاءة، بانتظار عقولنا المبدعة. وإنّني أدعوكم – كما أدعو نفسي أوّلًا- لمواصلة درب التّعلّم والتّدرّب والعمل الجادّ المخلص. ولْنكنْ إخوتي جميعًا سعاة خيرٍ وتقدّمٍ وصلاح، صنّاع تاريخٍ وحضارةٍ، روّاد مستقبلٍ مشرقٍ وضّاء.. لنكنْ فكرًا إيجابيًّا تزهو به عمان وتباهي به الأمم.

         بعد ذلك قام معالي الدكتور وزير الإعلام بتوزيع الشَّهادات على الخريجين (المجموعة الأولى)، ثم استمع الحضور إلى قصيدةٍ شعريَّةٍ للخريج محمَّد بن حمود الرواحي، قال فيها: 

خطرت كالشمس إبان الغروب

تتحدى كل أخطار الدورب

تتثنى والهوى يسبقها

وفؤادي مستهام لا يثوب

قال لي قلبي تحدث معها

وهو يهفو للقاها ويذوب

سنحت لي فرصة إذ عرضت

فإذا الألفاظ مني في هروب

***

جئت للتخريج في حفلتنا

أحصد الزرع بشوق ووثوب

وهي في جامعتي نزوى التي

بمسماها تسامى وتطيب

قتلت جهلا وأحيت أنفسا

بسلاح العلم فانزاحت كروب

هي للعالم غيث قد همى

زهر الغصن به وازدان طيب

وملاذ من إغارات الهوى

والهوى كالليث إن أبدى النيوب

كعبة العلم أنيري دربنا

قد حويت العلم في شتى الضروب

بعدها قام معالي الوزير بتسليم شهادة التَّخرُّج للمجموعة الثانية. تبع ذلك قصيدةٌ شعريَّة للشَّاعر هشام بن ناصر الصقري ألقتها الطَّالبة علياء بنت خميس العمرية، جاء فيها:

لِنِداكِ تَعلو هذهِ الأصواتُ
وإليكِ تَبزغُ في الحياةِ حَياةُ

ثم تلا ذلك تسليم شهادات المجموعة الثَّالثة من الخريجين. بعدها تفضَّل الأستاذ الدُّكتور أحمد الرواحي -رئيس الجامعة- بتقديم هديَّة تذكارية لراعي الحفل.