|   29 مارس 2024م
السابقالتالي


مركز التّميّز الطُّلابي بالجامعة يُحيي أمسيّةً تذكاريّةً بمناسبة الهجرة النّبويّة

       احتفالًا بذكرى الهجرة النّبويّة، على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التّسليم، أحيت الجامعة ممثلةً في مركز التّميّز الطُّلابي، أمس (الأحد 3/ 11/ 2013م) أمسيّةً بعنوان "الهجرة بين الماضي والحاضر" حيث قدّم فيها الأستاذ سعيد بن حميد الهنائي –الواعظ الدّيني بوزارة الأوقاف والشّؤون الدّينيّة- محاضرةً شرح من خلالها هجرة النّبيّ –صلى الله عليه وسلّم- من مكة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، وكيف أنّها كانت انطلاقةً لإشعاع نور الإسلام على صقاع الأرض.

        وقال الهنائي في بداية محاضرته: حريٌّ بكلّ مسلم أن يمحّص في دراسة الهجرة النّبويّة، ويمعن في أسرارها، وأن يتلمّس المنهج الّذي سار عليه نبيّنا –عليه الصّلاة والسّلام-. كما عرض أسباب الهجرة وإرهاصاتها وأمر الله تعالى لنبيّه الكريم أن يهاجر من بيته برفقة الصّديق أبي بكر –رضي الله عنه- إلى المدينة المنوّرة حيث الأنصار –رضوان الله عليهم-. وأوضح الهنائي للحضور خطّ سير الهجرة النّبويّة والمشاقّ التي كابدها رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه الصّديق، وكان أوّلها اتّفاق مشركي قريش أن يقتلوه في بيته قبل أن يهاجر، لكنّ الله حفظه ومنع المشركين منه. وتحدّث الأستاذ سعيد الهنائي عن معنى الحديث النّبويّ "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونيّة"؛ فإذا كانت الدّلالة المادّية ظاهرةً في مفهوم الهجرة، وذلك عبر الانتقال مكانيًّا فإنّ الدلالة المعنوية ظاهرةٌ كذلك لمن تدبّر معنى الهجرة في اللّغة واللّسان والإسلام؛ فالهجرة معنويًّا تتمثّل في هجر الذّنوب والمعاصي، والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بالثّبات على العهد والميثاق بين الإنسان وخالقه، كما أنّ الهجرة فرضت واقعًا جديدًا تمثل بقيام الدولة الإسلامية، وما ترتّب عليها من معانٍ وأحكام؛ إذ لم تعد الهجرة المكانيّة المخصوصة بالانتقال من مكة إلى المدينة عامّة، وإن بقيت الهجرة مفتوحةً في الزمان إذا تكرّرت الظروف والمناسبات، إذا "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونيّة"، وجهاد الإنسان لعدوّه ونفسه وشيطانه باقٍ إلى يوم القيامة. ولعلّ هذا الأمر هو أحد أهم معاني الهجرة الّتي لا بُد للمسلم من تذكرها والاستئناس بمعانيها الجليلة.

مركز التّميّز الطُّلابي بالجامعة يُحيي أمسيّةً تذكاريّةً بمناسبة الهجرة النّبويّة

        وختم الهنائي محاضرته –الّتي حضرها جمعٌ من الطّلبة والطّالبات وموظّفي الجامعة- بذكر الدّروس والعبر المستخلصة من الهجرة النّبويّة، ومنها: محاسبة النّفس ومراجعتها وفتح صفحةٍ جديدةٍ من الحياة في بداية هذه السّنة، يعاهد فيها الإنسان ربّه أن لا يعصيه وأن يمتثل أوامره، وأن يتّبع سنّة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. كما أشار إلى أهميّة الاهتمام بالتّاريخ الهجري، وأنّ الأوامر الرّبانيّة والعبادات جاءت مقرونةً به، فهو التّاريخ الشّرعي الّذي لا يستغني عنه المسلم في حياته اليوميّة. وحثّ على صيام يوم عشوراء الّذي أمر النّبي –صلى الله عليه وسلّم- بصومه. وفي ختام المحاضرة دعا الأستاذ سعيد الهنائي الطّلاب جميعًا إلى العلم والمعرفة، وأن يجعلوا القرآن الكريم والسنّة النّبويّة في المقام الأوّل من اهتمامتهم، بل ذلك واجبٌ علينا جميعًا.