السابقرجوعالرئيسةالتالي


تتضمن تقديم برامج وحلول لِقطاع أشباه الموصلات، وإنشاء مؤسسة متكاملة توفر برامج نوعية في مجال التأهيل والتدريب... جامعة نزوى وشركة GSME الأمريكية -فرع عمان- تعلنان عن تأسيس شركة "نزوى للتقانات المتقدمة"

تتضمن تقديم برامج وحلول لِقطاع أشباه الموصلات، وإنشاء مؤسسة متكاملة توفر برامج نوعية في مجال التأهيل والتدريب 

جامعة نزوى وشركة GSME الأمريكية -فرع عمان- تعلنان عن تأسيس شركة "نزوى للتقانات المتقدمة"



دائرة الإعلام والتسويق


وقعت جامعة نزوى، وشركة GSME الأمريكية يوم الإثنين 11 مارس 2024م، على مذكرة تفاهم لتأسيس شركة باسم " نزوى للتقانات المتقدمة"، تعنى بتقديم برامج وحلول لِقطاع أشباه الموصلات، وإنشاء مركز متكامل يوفر أقساما، وتقديم برامج نوعية في مجال التأهيل والتدريب في مجال أشباه الموصلات مقره في محافظة مسقط.




ويعد المشروع الأول من نوعه، وباكورة المشاريع المتخصصة في هذا النوع من البرامج على مستوى المنطقة، وسوف تتجه الجامعة في الفترة القادمة، بعد الانتهاء من تحديد موقع إقامة المشروع والانتهاء من باقي إجراءات التأسيس، إلى فتح المجال للشركات المحلية، والأفراد الراغبين في الاستثمار بالمشروع وفق آليات سيتم الكشف عنها لاحقا.

جاء ذلك على لسان الدكتور وليد بن خالد الراجحي، عميد عمادة الجودة والتخطيط بجامعة نزوى، الذي أكد على مكانة المشروع وأهدافه وتوجهاته الوطنية، وما يمثله من أهمية علمية واقتصادية واجتماعية، تتيح فرصا ومجالات عديدة ومتنوعة للموظفين والمهتمين وطلبة الجامعات والمؤسسات من داخل سلطنة عمان وخارجها؛ للاستفادة من الفرص والمجالات التدريبية لمشروع " نزوى للتقانات المتقدمة". وتضمنت مذكرة التفاهم مبدأ التشارك والتعاون بين جامعة نزوى وشركة GSME وإنشاء مؤسسة تختص بالتدريب المتكامل يحتوي أقساما تدريبية عدة ومختلفة بمعدات متطورة وحديثة في مجال أشباه الموصلات، وقيام الشركة بتقديم المعرفة الفنية المتعلقة ببرامج التدريب والتأهيل والتخصصات المطروحة ضمن برامج التدريب المقترحة.

وعن أهمية الاتفاقية والنتائج المرجوة منها، قال عميد عمادة الجودة والتخطيط: "تكمن أهمية المشروع في كونه يهدف إلى الدفع بجهود سلطنة عمان واهتمامها بقطاع أشباه الموصلات، وبما يتوافق أيضا مع استراتيجية عمان الرقمية، ورؤية عمان 2040 اللتين تؤكدان على العناية بمجالات التدريب التخصصي، والدفع بإنشاء الشركات الوطنية الناشئة في مختلف المجالات، بما فيها مجال التدريب، بجانب أنها تمثل نقطة انطلاقة لهذا النوع من المشاريع في البلاد، فهو يمثل لبنة أساسية في مجال التدريب والتأهيل، ويستهدف العاملين في المؤسسات والشركات الوطنية، والباحثين عن عمل، وحتى الشركات الإقليمية والعالمية والطلبة الدوليين، لكون أن المركز -حسب ما هو مخطط له- سيمتلك كل الإمكانيات والقدرات المادية والبشرية، خاصة تلك التي تعنى بالبرامج والمعدات، وسيكون الكادر التدريبي -بإذن الله- على قدر عالي من الكفاءة والخبرة والتجربة في مجالات أشباه الموصلات".

وعرج الدكتور الراجحي في حديثه إلى فكرة المشروع وبداياته، فقال: "الحكومة ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة العمل، تسعى جاهدة لدعم قطاع أشباه الموصلات بتشجيع وجذب الاستثمارات المحلية والخارجية، وفتح أسواق عمل جديدة؛ لذا جاءت فكرة الجامعة للاستثمار في هذا النوع من المشاريع النوعية لكون أن الجامعة دائما ما تسعى لتكون لها الريادة في المجالات الدقيقة، من منطلق اهتمامها أيضا بخلق جيل وطني متسلح بالعلوم والمعارف في مختلف التخصصات؛ لذلك علاقتنا مع شركة GSME الأمريكية بدأت منذ سنتين، عبر برنامج تدريبي لمهندسين عمانيين في مجال أشباه الموصلات، وكانت الجامعة المشرف الأكاديمي على البرنامج؛ لذا فإن مذكرة التفاهم التي وقعنا عليها اليوم تأتي لمواكبة التطور في هذا القطاع وتعزيز حضوره، كما نعمل على مراجعة برامج هندسة الحاسوب، وبرامج الهندسة الإلكترونية، ويتم بشكل مستمر تحديث هذه البرامج وتعديلها بما يتطلب واحتياجات المرحلة، ويواكب تطورها العالمي".

وعن اختيار شركة GSME لتكون شريكا للجامعة في المشروع، قال: "تعد من الشركات الرائدة في الولايات المتحدة الأميركية والعالم في مجال أشباه الموصلات ومنتجاتها، وتقوم على توفير وتصميم حلول السليكون في مجال أشباه الموصلات، وهي معروفة بعلاقاتها القوية مع المجتمعين الصناعي والأكاديمي في العالم، بما فيها جامعة نزوى؛ لذا فإن الفرع المقترح إنشاؤه في مسقط يعد الأول لها خارج أمريكا، بجانب أن لها العديد من التجارب والنجاحات في مجالات مختلفة، من أهمها تصميم شريحتين إلكترونيتين حملتا اسم عمان-1 وعمان- 2 بجانب التدريب والتأهيل؛ لذلك التوقيع على مذكرة التفاهم يعد مكسبا لنا في جامعة نزوى ولكل المؤسسات الحكومية والخاصة التي ستستفيد من وجودها في سلطنة عمان".

وأضاف الدكتور الراجحي في حديثه: "سنعمل في الفترة القادمة على إنشاء الشركة، وفتح باب الاستثمار للمستثمرين عبر الحصول على نسبة من حصة الجامعة البالغة 90 بالمئة، فالشركة حاليا في مرحلة التأسيس، وسنقوم تباعا بالكشف عن مراحل تنفيذ المشروع، وشروط وإجراءات الاستثمار في الشركة".

وعبر الدكتور وليد الراجحي عن تفاؤله بنجاح المشروع الذي يضاف لجامعة نزوى بشكل عام، وسلطنة عمان بشكل خاص، بجانب أن المشروع يعطي الريادة للجامعة لتقديم برامج متخصصة في مجال أشباه الموصلات، ومحور للتعليم والتدريب والتأهيل على مستوى المنطقة، كما يؤسس لبنية تحتية لقطاع أشباه الموصلات وتصميم وإنتاج الرقميات.




وأكد على أن هناك شحا في تقديم هذا النوع من البرامج داخل السلطنة، وتنفق الحكومة مبالغ مالية كبيرة لابتعاث طلبة وموظفين لدراسة هذه التخصصات في الخارج، ونحن اليوم -بوجود هذا المشروع النموذجي- سنوفر على الحكومة والمؤسسات المختلفة الكثير من المال والجهد الذي ينفق في مؤسسات خارجية، كما سيتيح المجال أمام المهتمين لإكمال دراستهم خاصة مع ارتفاع الطلب على هذه التخصصات في سوق العمل.

ونوه الدكتور وليد بن خالد الراجحي، عميد عمادة الجودة والتخطيط، بالجدوى الاقتصادية للمشروع، فقال: "إن الجامعة وبالتعاون مع الشريك الأمريكي قامت بدراسة المشروع، والنتائج المرجوة منه، وحاجة سوق العمل في سلطنة عمان والخليج لمثل هذه البرامج التدريبية المخصصة، وغيرها الكثير من الجوانب التي شجعتنا للدفع بإقامة المشروع".

وشكلت إيرادات صناعة أشباه الموصلات ما يقارب 600 بليون دولار عام 2022 وتلك الصناعة دعمت اقتصادا تقنيا عالميا تقدر قيمته بـ 3  تريليونات دولار. ويتوقع أن تتراجع الإيرادات لأشباه الموصلات بنسبة 11٪ في عام 2023م، حسب تقارير شركة ستاتيستا الألمانية، والتنازع بين قوى عالمية في ملفات سياسية واقتصادية ربما يقف وراء حيثيات التراجع المتوقعة. بطبيعة الحال لن يقلل ذلك من كون أشباه الموصلات النفط الجديد الذي يستمر في تغيير معالم الحياة يوما بعد يوم.

وتم الاعتماد على عناصر أشباه الموصلات خصوصاً السليكون في الخمسين سنة الماضية في صناعة الترانزستورات المتناهية الصغر على سطح الرقائق الإلكترونية بديلا لتقنيات الأنابيب المفرغة الضخمة والبطيئة. هذا بدوره أسهم في جعل الأجهزة الإلكترونية تبدو أصغر حجما وأسرع وأكثر ذكاء في معالجة البيانات الرقمية. الأمر الذي ساعد في وضع مليارات الترانزستورات على رقاقة إلكترونية واحدة ودفع بالثورة الرقمية إلى اتجاهات غير مسبوقة. إذن فإن رفع أداء جميع المنتجات الإلكترونية الحديثة من الجوالات والكمبيوترات والألعاب الإلكترونية والأجهزة الطبية التشخيصية والأسلحة العسكرية والمركبات الكهربائية وغيرها يعتمد على الابتكار المستمر في صناعة رقائق أشباه الموصلات وفعلاً لا يمكن تصور رفاهية الحياة دونها.

وتعد صناعة رقائق أشباه الموصلات من الصناعات الأكثر ارتباطاً في التاريخ المعاصر، إذ إن السليكون مثلاً يتم استيراده من الصين وروسيا اللتين أنتجتا معاً ما يقارب 75٪  من إجمالي السليكون المستورد عالمياً عام 2022م، بعد الاستيراد تبدأ خطوة صناعة الرقائق في عدد من الدول المتباينة في قدرتها التصنيعية ثم تشحن هذه الرقائق إلى العالم؛ لكي يتم تثبيتها في مختلف المنتجات الإلكترونية، وينتهي المطاف بتلك الرقائق بالعودة إلى نفس البلدان التي شاركت في الخطوات التصنيعية وغيرها من البلدان.




© 2024 جامعة نزوى