|   29 مارس 2024م
السابقالتالي


 

مركز الإرشاد الطُّلابي ينظِّم محاضرةً بعنوان \"فنُّ التَّواصل مع الآخرين\" 

كتبت- رابعة بنت حمود الرِّياميَّة:

نظَّم مركز الإرشاد الطُّلابي يوم الأحد (10/4/2011م) محاضرة بعنوان "فن التَّواصل مع الآخرين" ألقتها الدُّكتور هدى الضَّاوي – أستاذة علم النَّفس بقسم التَّربية والدِّراسات الإنسانيَّة-، تحدَّثت من خلالها عن أهمِّ مهارات التَّواصل مع الآخرين، حيث ذكرت أنَّ من مهارات التَّواصل النَّاجح أن يكون الإنسان على وعيٍ بذاته، فلابد أن تكون لديه القدرة على فهم ذاته وعواطفه وانفعالاته، وانفعالات وعواطف الآخرين، والتَّمييز بينها، واستخدام المعلومات النَّاتجة عن ذلك في ترشيد تفكيره وتصرُّفاته وقراراته؛ الأمر الَّذي يؤدي إلى تنظيم النَّمو الذِّهني المتعلق بتلك العواطف والانفعالات وتطويره. كما نوَّهت الدُّكتورة على أنَّ الإنصات الجيِّد للمتحدِّث يعدُّ أهمَّ وسيلة اتِّصال؛ فحتى نفهم من حولنا لا بدَّ أن تستمع إليهم؛ ولذلك يقال "أنصت يحبُّك النَّاس"، وتطرَّقت -أيضًا- إلى مهارة التَّسامح والبحث عن أعذار للآخرين، ويجب أن لا نلوم من يخطئ؛ بل يجب أن نسامح في حدود لا يظنّ معها المخطئ أنَّنا ضعفاء أمامه، كما أنَّ على الإنسان أن يضع نفسه في موقف الآخرين حتَّى يستطيع أن يفهمهم، ولا ينبغي أن ينظر إلى أخطائه على أنَّها صغيرة، وعليه تقبُّل العذر، ولا ينظر إلى أخطاء الآخرين على أنَّها كبيرة، ولا يمكن أن تغتفر.

وقد ذكرت الضَّاوي أثناء حديثها أنَّ من أساسيَّات التَّواصل النَّاجح أن نتعاون فيما نتفق عليه ونترك الجدل العقيم الَّذي لا يرجع لصاحبه بأيِّ نفعٍ أو فائدة، ومن ضمن مهارات التَّواصل الَّتي تضمنتها المحاضرة مهارة التَّواصل غير اللَّفظي (لغة الجسد) الَّتي لها دورٌ كبيرٌ في التَّواصل قد يفوق التَّواصل اللَّفظي؛ وذلك لأنَّ لغة الجسد أبلغ في التَّعبير وأكثر صدقًا من لغة الألفاظ، وعليه يجب أن نوظِّف لغة الجسد بطريقةٍ صحيحةٍ؛ حتَّى لا نؤذي الآخرين، وبالتالي نفقد الزُّملاء والأصدقاء، وفي نهاية المحاضرة أكَّدت الضَّاوي أنَّ الأسلوب الحسن في التَّواصل مع الآخرين يوصل الإنسان إلى أرقى مستويات الصِّحة النَّفسيَّة، كما أنَّه سببٌ لرغبة النَّاس في التَّعامل معه؛ مصداقًا لقوله تعالى: "ولو كنت فظًّا غليظَ القلبِ لانفضُّوا من حولِك".