|   24 أبريل 2024م
السابقالتالي


في إطار الارتقاء بالبحث العلمي، والاستفادة من تجارب الخبراء والمتخصِّصين في مجال البحوث العلميَّة والتَّطويريًَّة؛ استضافت لجنة البحوث في الجامعة يوم الأحد (17/4/2011م) الأستاذ الدُّكتور محمَّد بن ضو ابن خضر، المدير العام للمركز الفنِّي للفلاحة البيولوجيَّة في الجمهوريَّة التُّونسيَّة الشَّقيقة، حيث قدَّم الأستاذ الدُّكتور الضَّيف خلال زيارته محاضرةً علميَّةً قيِّمةً بعنوان "الزِّراعة العضويَّة في تونس.. تجربةٌ رائدةٌ وآفاقٌ واعدة" حضرها رئيس الجامعة المكرَّم الأستاذ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي، والأستاذ الدُّكتور عبدالله أم الزّين نائب الرَّئيس للدِّراسات العُليا والبحث العلمي، رئيس لجنة البحوث في الجامعة، والأستاذ الدُّكتور محمَّد عبدالمنعم إسماعيل عميد كليَّة العلوم والآداب، وعددٌ من موظَّفي المديريَّة العامَّة للزِّراعة والثَّروة الحيوانيَّة بالمنطقة الدَّاخليَّة، إلى جانب جمعٌ من موظَّفي الجامعة وطلابها.

 

الجامعة تنظِّم محاضرةً علميَّةً بعنوان \"الزِّراعة العضويَّة في تونس.. تجربةٌ رائدةٌ وآفاقٌ واعدة\"

الدكتور محمَّد بن خضر يلقي محاضرته

 وقد بدأت المحاضرة بتقديم الأستاذ الدُّكتور عميد كليَّة العُلوم والآداب، حيث عرَّف بالضَّيف المحاضر، ثمَّ ألقى الأستاذ الدُّكتور محمَّد بن خضر محاضرته، وبدأها بتوجيه رسالة شكرٍ إلى كلٍّ من الجامعة، ووزارة الزِّراعة. وتحدَّث بعدها عن سبب الاهتمام العالمي بالزِّراعة العضويَّة أو البيولوجيَّة وتاريخها، وأوضح أنَّ من أهمّ الأسباب المؤديَّة لذلك التَّلوُّث النَّاتج من الزِّارعة الصناعيَّة والَّتي تعتمد على الكيماويَّات والأسمدة الصِّناعيَّة، فيما تعدُّ الزِّراعة العضويَّة طريقًا بديلًا لاستدامة التُّربة الزِّراعيَّة، كما أنَّها سبيلٌ مهمٌّ للتَّغذية الصَّحيحة السَّليمة. بعد ذلك عرَّف الأستاذ الدُّكتور المحاضر الزِّراعة العضويَّة بأنَّها منظومة تصرف في الإنتاج عامَّةٌ وشاملةٌ ومستديمة تهدف إلى حسن استغلال الموادِّ الطَّبيعيَّة وتثمين صحَّة المنظومة الزِّراعيَّة البيئيَّة، واستعمال مستلزمات محليَّة وملائمة.

وأوضح ابن خضر أنَّ الزِّراعة العضويَّة ترتكز على التَّطوُّر العلمي ونتاج البحوث في مجال المعاملات الزِّراعيَّة وتربية الحيوانات، والتَّمويل الغذائي. كما أضاف: يحجر في الزِّراعة العضويَّة أو البيولوجيَّة استعمال كلَّ المواد الكيماويَّة المصنَّعة؛ مثل: الأسمدة والمبيدات، وكلِّ المدخلات الَّتي تغيِّر النُّموَّ الطَّبيعي للنَّبات والحيوان. وتحدَّث الأستاذ الدُّكتور المحاضر عن أهمِّ التِّقنيات الَّتي تتميَّز بها الزِّراعة العضويَّة، الَّتي منها: العناية بتغذية التُّربة والمحافظة على خصوبتها وأنظمتها الحيويَّة، بالإضافة إلى اعتماد الوقاية ثمّ الحماية لمقاومة الآفات والأمراض عند النَّبات والحيوان؛ وذلك باتِّباع طرقٍ زراعيَّةٍ وميكانيكيَّةٍ وبيولوجيَّةٍ تهدف إلى تقوية وسائل الدِّفاع الطَّبيعي، والمحافظة على التَّوازن البيئي والتَّنوُّع البيولوجي. وأشار ابن خضر إلى أنَّ الزِّراعة العضويَّة تخضع إلى قوانين وأنظمة تضبط مقاييس وتراكيب الإنتاج والتَّمويل، وقوائم المدخلات المسموح باستعمالها في تخصيب الأرض وحماية الإنتاج وتحضيره. كما أنَّها تخضع إلى هيكل مراقبةٍ وتصديقٍ؛ للتَّثبُّت من احترام قوانين الزِّراعة العضويَّة. وتحدَّث الأستاذ الدُّكتور في محاضرته عن جودة منتجات الزِّاعة البيولوجيَّة من حيث الجودة الغذائيَّة والصِّحيَّة والبيئيَّة.

بعد ذلك تطرَّق المدير العام للمركز الفنِّي للفلاحة البيولوجيَّة في تونس إلى وضع الزِّراعة العضويَّة أو البيولوجيَّة في العالم، وذكر لذلك أرقامًا وإحصائيَّات توضِّح مدى أهميَّة هذه الزِّراعة في العالم، ومسار تطوُّرها وانتشارها السَّريع عبر السَّنوات الماضية، وقال إنَّ مساحة الزِّراعة العضويَّة في العالم تقدَّر بـ(79) مليون هكتار، منها (37) مليون هكتار زراعاتٌ ومراعي، و(42) مليون هكتار غاباتٌ ونباتاتٌ بريَّةٌ، كما تقدَّر فيمة المنتجات العضويَّة بـ(55) مليار دولار، وبلغ عدد المنتجين في مجال الزِّراعة العضويَّة (1.8) مليون منتج، في (160) بلدًا في العالم.

وتعرَّض المحاضر خلال حديثه إلى نشأة الزِّراعة العضويَّة وتطّوُّرها في الجمهوريَّة التَّونسيَّة حيث بدأ الاهتمام بهذا النُّوع من الزِّراعة خلال تسعينيَّات القرن الماضي، وأشار الأستاذ الدُّكتور إلى أنَّ الجمهوريَّة التُّونسيَّة وضعت لذلك خطَّةً وطنيَّةً لنشر هذه الزِّراعة. ثمَّ تحدَّث عن المنجزات الَّتي أحدثتها تونس في مجال الزِّراعة العضويَّة، الَّتي: منها إصدار القوانين والتَّشريعات الخاصَّة بهذه الزِّراعة، والمصادقة على خمسة هياكل للمراقبة، إلى جانب إنشاء مؤسَّسات ومراكز متخصِّصة؛ منها: المركز الفنِّي للفلاحة البيولوجيَّة، والإدارة العامَّة للفلاحة البيولوجيَّة، والمركز الجهوي للبحوث في البستنة والفلاحة البيولوجيَّة. وأضاف: إنَّ من بين الإنجازات في هذا المجال إدماج تدريس الزِّراعة العضويَّة أو البيولوجيَّة في معاهد التَّعليم العالي الزِّراعي، والبعثات والبرامج والبحوث المتخصصة المعدَّة في هذا المجال. وأشار الأستاذ الدُّكتور محمَّد بن خضر إلى أنَّ الاتِّحاد الأوروبي اعترف منذ سنتين عام 2009م بتونس كبلدٍ مصدِّرٍ للمنتجات العضويَّة دون الالتجاء إلى رخصة تزويد، كما أنَّ تونس تأتي في المرتبة 27 عالميًّا، وفي المرتبة الثَّانية إفريقيًّا، والأولى عربيًّا في مجال الزِّراعة العضويَّة.

الجامعة تنظِّم محاضرةً علميَّةً بعنوان \"الزِّراعة العضويَّة في تونس.. تجربةٌ رائدةٌ وآفاقٌ واعدة\"

حضور من المديرية العامة للزِّراعة والثروة الحيوانية بالمنطقة الداخلية ومن موظفي الجامعة وطلابها

واختتم الأستاذ الدُّكتور محاضرته بذكر الآفاق المستقبليَّة للزِّراعة العضويَّة في تونس، والَّتي منها تطوير المساحات البيولوجيَّة إلى أن تصل إلى (500) ألف هكتار، وتحديد مناطق نموذجيَّة في الزِّراعة العضويَّة، والمزيد من إدماج تدريس هذه الزِّراعة في المؤسَّسات التَّعليميَّة، وزيادة الإنتاج المحلي، وتكثيف البحوث ومواصلة التَّدريب والعناية بالزِّراعة والمزارعين، ودعم المخابر لتحليل الرَّواسب الكيماويَّة.