|   25 أبريل 2024م
السابقالتالي


 

نظَّم مركز خدمة المجتمع خلال أيَّام الشَّهر الفضيل مجموعةً من الفعاليَّات الرَّمضانيَّة الخاصَّة بالنِّساء فقط، والَّتي تمركزت حول تجديد الحياة والعلاقة بالمولى - جلَّ شأنه- والاستعداد لرمضان وأيَّامه المباركة، وكيف تكون المرأة متميِّزةً في حياتها فريدةً من نوعها مختلفةً عن غيرها من النِّساء، وجاء ذلك من خلال ثلاث محاضرات حملت الأولى عنوان "جدِّدي حياتك" ألقتها الفاضلة رابحة بنت خميس بن زايد المعشريَّة –مرشدة دينيَّة – يوم الإثنين (30/7/2012م) تحدَّثت فيها عن مفهوم تجديد الحياة، وكيف تعمل المرأة على تغيير روتين حياتها؛ بحيث تكون أكثر إيمانًا وقربًا من الله - عزَّ وجلّ-، فأشارت في حديثها إلى محاور عدَّة منها تجديد العلاقة بين العبد وربِّه والتَّقرُّب إليه بالعبادات، وما يتَّصل به من معرفةٍ بالأمور الفقهيَّة المتعلِّقة بها، وكذلك تجديد الحياة مع المجتمع من خلال التَّواصل الفعَّال الَّذي يهدف إلى نماء المجتمع ورقيّه، وتجديد الحياة مع الأسرة الَّتي هي محور المجتمع وأساس قيامه وكيفيَّة بناء أسرةٍ مستقيمة، وكيف تجدِّد المرأة حياتها في رمضان، وتجعله مختلفًا عن غيره من الشُّهور من خلال التَّجديد في العبادة والذِّكر والتَّميُّز بالأخلاق الرَّفيعة والهمَّة العالية.

أمَّا المحاضرة الثانية فقد كانت يوم الأربعاء (8/8/2012م) بعنوان" حياتك بين المدِّ والجزر" للفاضلة تحيَّة بنت زهران بن زاهر السُّليميَّة –مرشدة دينية-، حيث عرَّفت فيها بالغزو الثَّقافي، ولماذا يركز الغزو على المرأة تحديدًا، وما هي مظاهر الغزو الثَّقافي في حياة المرأة المسلمة والعُمانيَّة تحديدًا من خلال مناقشة بعض التَّغيُّرات الَّتي لا تتَّصل بالعادات أو الدِّين الإسلامي الحنيف، كما تحدثت عن ظاهرة باتت منتشرة كثيرًا في المجتمع، وتغفل عنها الكثير من الأمّهات وهي ما تعرف بـ"الإيمو"، وقدَّمت المحاضرة عرضًا فلاشيًّا تعريفيًّا بالإيمو وتاريخها وكلِّ ما يتعلَّق بها، وقد فتحت المحاضرة باب النِّقاش لتبادل الآراء والخبرات والتَّجارب في ما يتعلَّق بهذه الظَّاهرة ومخاطرها على المجتمع العُماني، وقد أبدت الحاضرات تفاعلًا واضحًا معها، واختتمت حديثها عن هذه الظَّاهرة بضرورة توعية الأبناء والانتباه لهم وتقوية صلتهم بالخالق - عزَّ وجلّ- وبالدِّين الحنيف والابتعاد عن كلِّ ما قد ينسب لهذه الظاهرة سواء كان شيئًا ظاهرًا ملموسًا أو باطنيًّا معنويًّا.

بعد ذلك تحدَّثت السُّليميَّة عن عذاب الله وكيف يصيب به الأقوام الَّتي لا تأتمر بأمره، ولا تتَّبع طريق الرَّشاد، وقدَّمت لذلك فيلمًا قصيرًا عن العذاب الَّذي أصاب مدينة بومبي الإيطالية الَّتي يعود اكتشافها إلى عصر قريبٍ جدًّا من عصرنا الحالي، وكيف أنَّهم أصبحو عبرةً لمن بعدهم.

وكانت المحاضرة الثَّالثة من تقديم المرشدة الدِّينيَّة الفاضلة رقيَّة بنت عبدالله بن حارب الدَّرمكيَّة، وذلك يوم السبت (11/08/2012م) بعنوان " كيف تكونين امرأةً متميِّزةً" تطرَّقت فيها إلى عدَّة محاور في كيفيَّة تميُّز المرأة عن غيرها من النِّساء، ومنها: التَّميُّز في العلاقة مع الله تعالى من خلال الإخلاص في العبادة وإتقان العمل، ضاربةً لذلك المثل بشخصيَّة رابعة العدويَّة، وكيف كانت صلتها برب العباد، أمَّا المحور الثَّاني فكان عن التَّميُّز في اختيار الزَّوج الصَّالح ذا الخلق والدِّين، وكيف تكون المرأة على ثقةٍ بأنَّ الله هو الرَّزاق، ممثِّلةً بقصَّة ابنة شعيب الَّتي تزوجها نبيُّ الله موسى، ثمَّ أشارت إلى التَّميز في طاعة المرأة لزوجها، وكيف أنَّ الزَّوج هو جنَّة المرأة أو نارها؛ مصداقًا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن حصين بن محصن - رضي الله عنه- أنَّ عمَّة له أتت النَّبيَّ فقال لها: "أ ذات زوجٍ أنت؟"، قالت نعم، قال "فأين أنت منه؟"، قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: "فكيف أنت له فإنَّه جنَّتك ونارك".

ثمَّ تحدَّثت عن التَّميُّز  في تربية الأبناء، وكيف أنَّ التَّربية الصَّالحة تورث الابن الصَّالح الَّذي يدعو لوالديه بعد الممات والأجر والثَّواب الَّذي تحصده المرأة جرَّاء تربيتها لأبنائها، مقدمةً أروع الأمثلة لذلك وهي الصَّحابيَّة الجليلة أمّ هانئ الَّتي ضحَّت بزواجها من خير البشر رسول الله –صلى الله عليه وسلَّم- من أجل التَّفرُّغ لتربية أبنائها. ثمَّ دعت الحاضرات إلى التَّميُّز  في الزِّينة المشروعة والمتمثِّلة في الحياء وعدم إبداء الزِّينة إلا للمحارم والالتزام باللِّباس الشَّرعيِّ خارج المنزل، وأنَّ الجمال الحقيقيَّ هو جمال الرُّوح قبل جمال المظهر، كما دعت الحاضرات إلى التَّميُّز  في حفظ أسرار المنزل مهما كانت، ضاربةً بذلك المثل بقصَّة السَّيِّدة حفصة بنت عمر – رضي الله عنهما- عندما أفشت سرَّ رسول الله، وكيف كانت ردَّة فعله - عليه السَّلام-، وقد تخلَّلت المحاضرة عروضٌ فلاشيَّةٌ وأناشيد تدعو إلى التَّميُّز  في الحياة. وقد شمل حضور الفعاليَّات عددًا من موظَّفات الجامعة ونساء المجتمع المحلي.