|   25 أبريل 2024م
السابقالتالي


مركز الإرشاد الطُّلابي بالجامعة ينظِّم محاضرة \"أنتَ مرآة تربيتك\"  

ضمن سلسلة المحاضرات الَّتي ينضِّمها مركز الإرشاد الطُّلابي بالجامعة، والَّتي تُعنى بتقديم الخدمات الإرشاديَّة والتَّوجيهيَّة لطلاب الجامعة، قدَّم المركز يوم السَّبت (13/10/2012م) محاضرةً قيِّمةً بعنوان "أنتَ مرآة تربيتك " للدُّكتور باسم محمَّد الدَّحادحة -أستاذ مشارك في الإرشاد النَّفسيّ بقسم التَّربية والدِّراسات الإنسانيَّة، وعضوٌ بمركز الإرشاد الطُّلابي بالجامعة- اسعترض فيها نماذج من أساليب التَّربية المختلفة، حيث أوضح أنَّ الأشخاص المحيطين بالطِّفل هم المسؤولون عن شخصيَّته، وأنَّك تستطيع أن تجعله ممن يلعن الآخرين أو يحاربهم أو يشعر بالذَّنب أو يكون مريضًا أولا يثق بنفسه. وتستطيع كذلك أن تجعله يكون محبًّا وقادرًا وواثقًا، ويقدِّر العدل والصِّدق، وكل ذلك من خلال البيئة الَّتي تربّي الطفل. فالطفل -كما يقول الدَّحادحة- يستجيب لتوقُّعات الآخرين، ويسلك بناءً على ما يتوقُّعه من الآخرين، وبالمقابل فإنَّ الآخرين سوف يستجيبون لسلوك الفرد، بحيث يعاملونه كما يسلك، مع العلم أنَّ سلوكه كان مبنيًّا بالأصل على توقُّعاتهم. ومن هنا تبرز أهميَّة تغيير التَّوقُّعات تجاه الآخرين واستبدال التَّوقُّعات السِّلبيَّة بأخرى إيجابيَّة.

كما ذكر الدُّكتور الدَّحادحة أنَّنا نستجيب بناءً على ما نتوقُّعه من الطَّالب، فإذا توقَّعت الكسل من ابنك فسيصبح كسولًا، وإذا توقَّعت الاجتهاد فسيكون كذلك، ولكن حذارِ من التَّوقُّعات العالية والتَّوقُّعات المنخفضة، فالتَّوقُّعات أسلوبٌ علاجيٌّ مميَّزٌ ورائعٌ، وخصوصًا مع الأطفال وحتَّى مع الرَّاشدين؛ إمَّا التَّعزيز وإمَّا العقاب. وتطرَّق الدُّكتور باسم الدَّحادحة إلى أنَّ هناك قانونًا في علم تعديل السُّلوك يقول بأنَّ السُّلوك محكومٌ بنتائجه، وأنَّ الإنسان لا يقوم بأيِّ سلوكٍ إلا لهدفٍ معيَّن، وأنَّ هذا الهدف لا يخرج عن رغبته في الحصول على تعزيز أو تجنُّب عقاب، وإن اختلفت أشكال التَّعزيز والعقاب، وقال بأنَّ هناك العديد من الإيجابيَّات والسَّلبيَّات للعقاب، والأفضل التَّركيز على جوانب التَّعزيز كأحد أساليب تعديل السُّلوك، وهناك أساليب كثيرةٌ في تربية الطِّفل تسهم في إيجاد طفلٍ صحيٍّ، ومن هذه الأساليب الإطفاء والتَّشكيل وغيرها.

وأخيرًا استعرض المحاضر قضيَّةً تربويَّةً جدليَّةً مفادها أنَّ الأب نموذجٌ للأبناء، وبالتَّالي هل نحن محكومون بسلوكيَّاتنا إلى آبائنا فنعمل على مقولة: "هذا ما جناه أبي عليَّ وما جنيتُ على أحد"، أم أنَّنا أحرارٌ في اختيار مصيرنا؛ حيث دار نقاشٌ موسَّعٌ حول هذا الموضوع، واختتم الدُّكتور حديثه بأنَّ للآباء دورًا في التَّربية وكذلك البيئة تأثِّر على سلوكيَّات الأفراد، ولكن للمسؤوليَّة الشَّخصيَّة أيضًا دورًا في خلق التَّغيير واتِّخاذ القرار وتطوير الذَّات ومعالجة الأخطاء.