|   29 مارس 2024م
السابقالتالي


 مركز الخليل بن أحمد للدِّراسات العربيَّة ينظِّم أيامًا ثقافيَّةً عمانيَّةً في جزر القمر بمشاركة أكاديميِّين من الجامعة

من محمد بن سليمان الحضرمي، ومكتب الإعلام بالجامعة:

       تشهد جمهورية جزر القمر المتحدة خلال الفترة المقبلة إقامة فعاليات (الأيام الثقافية العمانية – القمرية)، والتي ستنطلق ظهر السبت الموافق الثامن من شهر يونيو القادم في جزيرة القمر الكبرى، بحضور فخامة الرئيس الدكتور إكليل ظنين رئيس جمهورية القمر المتحدة، ومشاركة نخبة من الباحثين والكتاب والأدباء والإعلاميين من كلا الدولتين، ينظم الفعالية كل من مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربيّة بجامعة نزوى، ومكتبة الندوة العامة ببهلا، وبيت الغشام للنشر والترجمة. ومن جزر القمر تشارك مؤسسة الوفاء، وذلك بهدف إيجاد حوار ايجابيّ بين مثقفي البلدين، يتم فيه تقديم محاضرات وقراءات شعريّة ومعارض فنيّة فلكلوريّة، تعرّف بالجوانب الحضاريّة للسلطنة لدى المتلقّي القمري، في جزر القمر الثلاث وهي: الكبرى ومهيلي وأنجوان.

       يتضمن برنامج حفل الافتتاح، والذي سيقام بجزيرة القمر الكبرى ظهر السبت الثامن من يونيو الحالي، تقديم كلمة ترحيبية بالمشاركين، يقدمها فخامة رئيس جزر القمر، ثم كلمة الوفد العُماني ويلقيها الدُّكتور محمد بن ناصر المحروقي –مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدِّراسات العربيَّة-، وكلمة مؤسسة الوفاء المشاركة في التنظيم، يلقيها الدُّكتور حامد كرهيلا من جزر القمر، ثم كلمة لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يلقيها الأستاذ محمَّد إسماعيل، وقصيدة شعريَّة عُمانية تقدّم كهدية لراعي الحفل، ثم تقدم رقصات فلكلورية قمرية، وهدية تقدم لفخامة رئيس الجمهورية راعي الحفل، يليه افتتاح معرض للكتب العُمانيَّة، ولوحاتٍ فنيَّة تشكيليَّة عُمانيَّة.

 

شعرٌ وسردٌ ومحاضرات:

       تبدأ أولى فعاليات الأيام الثقافية العُمانية القمرية بتقديم أمسية شعرية، يديرها الكاتب والإعلامي سليمان بن علي المعمري، ويشارك فيها كل من الشعراء: بدر الشيباني ومحمَّد الحضرمي وعبدالله السليمي، إلى جانب مشاركة شاعرين قمريين. وفي اليوم الثاني من الفعالية، التاسع من يونيو، يذهب المشاركون في جولة سياحية إلى بركان كارتلا. وفي صباح اليوم الثالث، العاشر من يونيو، يقدم المشاركون الفعالية الثقافية الثانية، وتتضمن محاضرات علمية، يديرها الكاتب خميس العدوي، ويشارك فيها مجموعة من الباحثين العُمانيّين، وهم الدُّكتور سليمان بن سالم الحسيني –مدير معهد التَّأسيس في جامعة نزوى-، الذي سيقدم ورقة بعنوان "جزر القمر على طريق التَّبادل الحضاري: المكتسبات التَّاريخيَّة في خدمة الحاضر والمستقبل"، والباحث مهنا بن راشد بن حمد السعدي، وسيقدِّم ورقةً حول "العلاقات العُمَانية القمريَّة من القرن 1هـ/7م إلى القرن 13هـ/19م". ومن الجانب القمري يشارك كلٌّ من الباحث الدُّكتور حامد كرهيلا بتقديم ورقة حول "العلاقات العُمانيَّة القمرية بين الواقع والمأمول"، كما يقدِّم الباحث الدُّكتور زين العابدين محمَّد كمال ورقةً حول "التنافس العُماني الفرنسي على جزيرة أنجوان"، ويقدِّم الباحث السيد علي هاشم، ورقة ينظر فيها إلى تاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين.

        وفي اليوم نفسه تقام الفعالية الثالثة، وتتضمن تقديم محاضرات علميّة، يشارك فيها كل من الدُّكتور عبدالله الغافري –مدير وحدة بحوث الأفلاج في جامعة نزوى-، بتقديم ورقة حول "الفلج سرّ القرية العُمانية"، ويقدم الدُّكتور خالد المشرفي ورقة حول "المرأة في سلطنة عُمان .. الواقع  والتجربة"، ومن جزر القمر يشارك الباحث سالم جابر بورقة حول "العلاقات المشتركة كما تراها المصادر الفرنسية". وخلال الفترة المسائية ستقام في الجزيرة الفعالية الرابعة، وتختص بتقديم نصوصٍ سرديّة، يشارك فيها كلٌّ من الكتَّاب سليمان المعمري ومحمَّد المحروقي وقاصين من جزر القمر، حيث سيقرأ كلّ مشارك بعضًا من نصوصه السردية، أو فصلا من سيرة، أو رواية أو قصة قصيرة.

 

زيارة الكليات والمدارس:

        وفي يوم الثلاثاء، الحادي عشر من شهر يونيو، سيقوم المشاركون بزيارة لمختلف الكليات والمدارس، ثمّ الانتقال بعد ذلك إلى جزيرة أنجوان، وفيها ستقام محاضرات علمية، تقدم بجامعة أنجوان، يديرها سالم بن عبدالله الهميمي، ويشارك فيها كلٌّ من خميس العدوي، والدُّكتور زين العابدين محمد كمال، والسيد علي هاشم.

        وفي يوم الأربعاء الموافق الثاني عشر من يونيو، تقدم قراءات شعرية وقصصية، لمجموعة من المشاركين في الفعاليات السابقة، كما يزور المشاركون مؤسسات تعليمية بجزيرة أنجوان، وجولة حرة في المدينة التاريخية، وجولة أخرى في حقول الزهور، ثم السفر إلى جزيرة موهيلي، لتقديم محاضرات علمية وقراءات شعرية، بحضور سعادة محافظ الجزيرة، وكذلك زيارة لمؤسسات تعليمية، وجولة حرة في الجزيرة وسوقها الشعبي، وتنتهي الزيارة بتقديم الشهادات والهدايا التذكارية للمشاركين. ومن المؤمل أن يؤسِّس هذا اللقاء لمشاريع علمية مشتركة ويعزز النشاط الثقافي والحضاري المتبادل، ويوفر فرصاً للطلاب والباحثين القمريين بالدراسة في السلطنة. هذا وقد استضافة الجهات المنظمة طاقات إعلاميّة عمانية، ستقوم بتغطية الأيام الثقافية صحافيًّا وتلفزيونيًّا وإذاعيًّا والكترونيًّا، وسيقومون بالتواصل مع الإعلام القمري والمواقع الالكترونية.

 

عمقٌ تاريخيُّ مشترك:

        وحول سبب إقامة هذه الفعالية في جزر القمر يؤكد الدُّكتور محمد بن ناصر المحروقي -مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدِّراسات العربيَّة بالجامعة- أنَّ جزر القمر تتوفر على عمق تاريخي مشترك مع السلطنة، يتسم بالثراء والحيوية والتواصل. ويضيف أيضا: جزر القمر دولة عربية شقيقة، وقد بذلت عُمان جهدًا سياسيًّا كبيرًا لإلحاقها بجامعة الدول العربية، كما تمثّل هذه المشاركة شكلًا من أشكال التواصل الثقافي مع دولة شقيقة، تشترك معنا في الدين والهويّة والتاريخ والمستقبل، وفي العصر الحالي فإنّ الأحوال الاقتصادية بهذه الدولة الشقيقة لا تسعدنا أبدًا، خاصة فيما يتصل بوضع التعليم بها. والأمل كبيرٌ أن تفتح المؤسسات التعليمية العُمانيَّة أبوابها لتعليم مجموعة من الطلاب، على مستوى التعليم الجامعي وفوق الجامعي.

        جدير بالذكر أنَّ العلاقات التاريخيّة بين عُمان ودولة جزر القمر ذات عمقٍ تاريخيٍّ يتماز بالثراء، منذ الهجرات القديمة، كما كان الحال في هجرة النباهنة والمناذرة إلى جزيرة مايوت القمرية، ثم حكم فرع من عائلة البوسعيد لجزيرة موهيلي القمرية أيضا. ومنذ عصر السيّد سعيد بن سلطان البوسعيدي، تنامت تلك العلاقة بشكل كبير، وبرز معها شكل جديد من الهجرة المقابلة لرجال من جزر القمر، الذين هاجروا إلى زنجبار، وعملوا في سلك القضاء والتعليم والشرطة والأعمال المكتبيّة.