السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
برنامج دكتوراة الفلسفة في القيادة التربوية بكلية العلوم والآداب ينظم زيارة علمية إلى كلية الدفاع الوطني بمعسكر بيت الفلج
كلية العلوم والآداب
في إطار سعي جامعة نزوى الدؤوب إلى بناء جسور التعاون مع مؤسسات الدولة الرائدة، وتعزيز التكامل المعرفي والتطبيقي بين مختلف الجهات الأكاديمية والوطنية، نظّم برنامج دكتوراة الفلسفة في القيادة التربوية بكلية العلوم والآداب زيارة علمية إلى كلية الدفاع الوطني بمعسكر بيت الفلج، وذلك يوم الأحد الموافق 4 مايو 2025. وتأتي هذه الزيارة ضمن الخطة الدراسية للبرنامج، والتي تسعى إلى تمكين الطلبة من الاطلاع المباشر على التجارب الوطنية الرائدة في إعداد القادة وصناعة القرار الاستراتيجي.
ضم الوفد الزائر كوكبة من طلبة الدكتوراة في القيادة التربوية، يرافقهم المكرم الدكتور حمد بن هلال اليحمدي، والدكتور ربيع بن المر الذهلي، منسقا البرنامج والمشرفان الأكاديميان على الطلبة، حيث هدفت الزيارة إلى فتح آفاق أرحب للطلبة في فهم السياقات الواقعية لتأهيل القيادات العليا، واستيعاب فلسفة القيادة بمستوياتها العليا في المؤسسات ذات الطابع السيادي والاستراتيجي.
استُهلت الزيارة بلقاء رسمي مع آمر كلية الدفاع الوطني اللواء الركن بحري علي بن عبدالله الشيدي، الذي رحّب بالوفد الزائر، مشيدًا بالدور العلمي الذي تقوم به جامعة نزوى، ومؤكدًا أهمية تفعيل الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي ومراكز إعداد القادة في سلطنة عمان، لما لذلك من أثر في إعداد جيل قيادي يمتلك القدرة على التخطيط، واتخاذ القرار في بيئات متغيرة ومعقدة. وقد حضر اللقاء عدد من مساعدي آمر الكلية، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين والموجهين المعنيين بتنفيذ برامج الكلية ومناهجها التدريبية.
وفي إطار البرنامج العلمي للزيارة، قدّم الدكتور جمعة الجرادي عرضًا وافيًا عن فلسفة كلية الدفاع الوطني، ومناهجها المعتمدة في تأهيل القيادات المدنية والعسكرية، موضحًا كيف تدمج الكلية بين الدراسات النظرية والواقع العملي في مجالات الأمن الوطني، والعلاقات الدولية، وإدارة الأزمات، وصياغة السياسات الاستراتيجية. وقد تفاعل طلبة الدكتوراه مع ما طُرح من أفكار ومفاهيم، وأبدوا اهتمامًا ملحوظًا بالربط بين ما يدرسونه في سياق القيادة التربوية، وما يتم تطبيقه من نماذج قيادية وطنية في مؤسسات الدولة.
تبع ذلك جولة ميدانية شاملة في مرافق الكلية، شملت القاعات الدراسية، ومراكز المحاكاة، ومرافق التدريب، والمكتبة المركزية للكلية، والتي تضم مصادر معرفية ثرية في الفكر الاستراتيجي، وإعداد القادة، والتخطيط متعدد السيناريوهات. وقد عبّر أعضاء الوفد عن إعجابهم بالمستوى المتقدم للتجهيزات والتقنيات التي تواكب أحدث ما توصلت إليه المؤسسات العالمية في هذا المجال.
واختتمت الزيارة بجولة في متحف الكلية، حيث اطّلع الزوار على أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها الكلية، والمعروضات التي توثّق مسيرة بناء الكوادر الوطنية في مختلف مجالات القيادة. وقد شكّلت هذه الجولة فرصة لإدراك الأبعاد الرمزية والمؤسسية التي تمثلها الكلية، والتطور الذي شهدته منذ تأسيسها.
وفي ختام الزيارة، التُقطت الصور التذكارية التي وثّقت هذه المناسبة العلمية المتميزة، والتي تركت أثرًا بالغًا في نفوس الطلبة والمرافقين، لما حفلت به من مضامين معرفية، ورسائل وطنية عميقة.
وفي تصريح المكرم الدكتور حمد بن هلال اليحمدي، ثمّن الجهود الكبيرة التي تبذلها كلية الدفاع الوطني في سبيل إعداد القيادات الوطنية، مشيدًا بما لقيه الوفد من حفاوة استقبال وتنظيم رفيع، مؤكدًا في الوقت ذاته أن هذه الزيارة تمثل تجسيدًا حيًا للتكامل المؤسسي الذي تتبناه الجامعة كجزء من رؤيتها في إعداد القيادات التربوية الواعية بقضايا الأمن والاستراتيجية الوطنية.
كما أشار الدكتور ربيع بن المر الذهلي إلى أن هذه الزيارة قد وفّرت تجربة تعليمية فريدة للطلبة، مبيّنًا أن اللقاء المباشر مع صناع القرار، والاطلاع على آليات إعداد القيادات العليا، يعمّق من فهم الطالب لدور القيادة في بناء الأمم، ويعزز من قدرته على الربط بين النظرية والممارسة.
وغادر طلبة برنامج الدكتوراة القيادة التربوية بجامعة نزوى الكلية بعد أن زرعت في نفوس طلبة شعورًا بالمسؤولية الوطنية، وإدراكًا لأهمية التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والعسكرية والمدنية في بناء المستقبل، مؤمنة أن صناعة القادة لا تكتمل إلا بتضافر الجهود، واتحاد الرؤية، وسمو الغاية.