| السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
الشيخ الدكتور عبدالله المعمري في جامعة نزوى: «العلم محراب الإيمان وطريق الخلاص»
كتبت– سُندس سعيد المعمرية
ضمن سلسلة اللقاءات العلمية التي ينظمها مركز خدمة المجتمع، استضافت الجامعة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن سعيد بن خلفان المعمري في محاضرة علمية ثرية بعنوان «إضاءات علمية معاصرة»، تناول فيها محاور فكرية وعلمية واجتماعية تمس واقع الأمة ومسيرتها الحضارية.

افتُتح اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم قُدمت نبذة تعريفية عن سيرة الشيخ العلمية، الذي حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة عام 2006، بعد أن درس الفقه والتفسير وعلوم الحديث واللغة والعقيدة في معهد القضاء الشرعي وكلية العلوم الشرعية.
استهل الشيخ عبدالله المعمري محاضرته بالتأكيد على أن الواقع اليوم يفرض على الأمة الإسلامية مراجعة ذاتها، واكتشاف مكمن الداء لوضع الدواء المناسب، لا لمعالجة المظاهر فقط بل للقضاء على الخلل من جذوره. وأشار إلى أن العدو استطاع التغلغل في حياة الأمة حتى بلغ بيت الفرد، وأن الخطر الأكبر يكمن في تسليم قيادة الإنسانية إلى من لا يعرفون للروح الإنسانية حرمة ولا للحياة قدرًا، ويرون في غيرهم وسيلة للنهب والاستغلال.
ودعا الشيخ إلى توحيد الصفوف وجمع الجهود، ودراسة حال الأمة بعمق للخروج بنتائج واضحة تُبنى عليها مناهج الإصلاح، مؤكدًا أن طريق الخلاص هو بالوحدة والعمل المنظم والنية الصادقة، لا بالأحلام أو الخلافات الداخلية.

وفي محور مهم من اللقاء، تناول فضيلته العلاقة بين الدين والعلم، مؤكدًا أن الدين الحق يقوم على العلم، مستشهدًا بآيات القرآن الكريم في قصة خلق آدم عليه السلام: {وعلّم آدم الأسماء كلها}، مبينًا أن تكريم الله له كان لاستعداده لتلقي العلم. وأضاف أن الإسلام هو دين العلم والإيمان، وأن أول آية نزلت في القرآن الكريم كانت {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، في إشارة إلى أن العلم لا يكون نافعًا إلا إذا كان مأذونًا به شرعًا ومقرونًا باسم الله، محذرًا من الغرور العلمي الذي يصيب بعض المتعلمين فيغفلون أن العلم منحة من الله تعالى.
وانتقد الشيخ واقع المؤسسات التعليمية التي تكتفي بتخريج حفظة للمعلومات دون صناعة علماء وباحثين قادرين على الإضافة والابتكار، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الطلبة يفتقدون التدريب العملي والمهارات الحياتية بعد التخرج. وأكد على أهمية ربط التعليم بالتطبيق، داعيًا إلى تبني مناهج تُعنى بـ”صناعة الحياة” وتُنمّي القيم الإيمانية والهوية الأخلاقية والوطنية لدى الطلبة، حتى لا يصبحوا نسخًا مقلدة من الفكر المادي الغربي.
وفي ردّه على أحد الأسئلة حول الاختلاط، أوضح الشيخ أن العلاقة بين الذكر والأنثى فطرة إنسانية لا تُرفض، لكن يجب أن تُضبط بضوابط الشرع التي تحفظ كرامة الإنسان. وأكد أن الإسلام دين الفطرة، لكنه يدعو إلى الستر وغض البصر، ويمنع كل ما يؤدي إلى الفتنة، مشيرًا إلى أن الالتزام بهذه الآداب هو الضمان الحقيقي للعفة والطهر في المجتمعات.