بالتّعاون مع المركز الثّقافي بنيابة سناو في ولاية المضيبي، أقامت وحدة بحوث الأفلاج في الجامعة محاضرةً بعنوان "الأفلاج منظومة حياة"؛ حيث بدأت المحاضرة بتقديم للدّكتور محمّد بن ناصر المحروقي – مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة في الجامعة- عرّف فيه بالمحاضر الدّكتور عبدالله بن سيف الغافري -مدير وحدة بحوث الأفلاج في الجامعة-، وقد حظيت المحاضرة بحضورٍ من المشايخ والأعيان وأهالي ولاية المضيبي.

       بدأت المحاضرة بعرض فيلمٍ وثائقيّ؛ تناول تركيب الفلج وأجزاءه، وطريقة صيانته. وتحدّث الغافري بعدها حول عدّة محاور؛ تناولت التّعريف بنظام الأفلاج والتّداخلات التّركيبيّة له، من حيث الجوانب الإنشائيّة والاجتماعيّة والبيئيّة، وتوضيح أجزاء الفلج من حيث التّكوين الهندسيّ والطّبيعيّ، وعلاقتها وارتباطها مع بعضها البعض، وكيفيّة استخراج المياه وجمعها، وتقنية هذه المياه من الأفلاج ونقلها وتخزينها وتوزيعها واستعمالاتها. كما تطرّق إلى وجود الأنظمة المماثلة في العالم، والتّحدّيات الّتي تواجه هذه الأنظمة، ختمها برسالةٍ تؤكّد أنّ الفلج مسؤوليّةٌ جماعيّةٌ وعامّة. وقد قدّم الغافري في محاضرته نبذةً مختصرةً عن تعريف الفلج ومعناه اللُّغوي، ومفهوم الفلج في عُمان وعلاقة الأفلاج بالإنسان العُمانيِّ، مشيرًا إلى أنَّ الفلج كان المركز الَّذي تشكَّلت حوله أنماط الحياة في القرية العُمانيَّة. وتناول أنواع الأفلاج في عُمان وهندستها ومسمَّياتها، موضحًا أنَّ الأفلاج في السَّلطنة يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواعٍ؛ نسبةً إلى منبع الفلج، وهي الأفلاج الغيليَّة، والأفلاج العينيَّة، والأفلاج الدَّاؤوديَّة إلَّا أنَّها مع ذلك تتشابه في طريقة الإدارة والتقسيم.

      وأضاف – مدير وحدة بحوث الأفلاج في الجامعة-: إنَّ مصدر المياه في الأفلاج الغيليَّة هو المياه السَّطحيَّة الجارية في أعالي الأودية (الغيول). والأفلاج الغيليَّة هي الأكثر تأثُّرًا بالجفاف؛ إذ إنَّ مياهها تنساب من خزاناتٍ جوفيَّةٍ ضحلةٍ، ومصدر الأفلاج العينيَّة هو الينابيع الطَّبيعيَّة (العيون) كفلج الحمام ببوشر. أمَّا الأكثر شهرةً، وهي الأفلاج الدَّاؤوديَّة مصدر الماء فيها هو البئر الأمّ (أم الفلج). وقال إنّ الأفلاج العينيَّة والدَّاؤوديَّة تمتاز باستقرار منسوب مياهها مقارنة بالنَّوع الغيلي. وحسب الإحصاءات فإنَّ الأفلاج الغيليَّة تشكل ما نسبته 55%، والدَّاؤوديَّة 45% من إجمالي عدد الأفلاج في السّلطنة. وتعرَّف الحضور خلال المحاضرة على بعض الأفلاج المشهورة في السَّلطنة، كفلج دارس الَّذي يعدُّ من أكبر الأفلاج في السَّلطنة، حيث يساعد في ريِّ الكثير من المزارع في ولاية نزوى، كما عرض الدُّكتور الغافريُّ نماذج من الأفلاج في بعض الدُّول الأخرى ومدى تشابهها مع نظام الأفلاج في السَّلطنة، وشرح استخدامات الأفلاج ومدى اهتمام الحكومة بها، إلى جانب إدراج بعض الأفلاج في قائمة التُّراث العالمي كفلج دارس، وفلج الخطمين الَّذي يقع في نيابة بركة الموز التَّابعة لولاية نزوى، وفلج الملكي بولاية إزكي، وفلج الميسر في ولاية الرُّستاق، وفلج الجيلة في ولاية صور.