أصدر الأستاذ الدكتور محمد كراكبي – أستاذ النحو والصرف بقسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة- بالاشتراك مع أ.د.رابح بوحوش كتابا جديدا بعنوان "بنية الخطاب الشعري... دراسة لسانية للإلياذة الجزائر لمفدي زكرياء" عن دار عالم الكتب الحديث بالأردن.

خُصِّص هذا الكتاب لدراسة إلياذة الجزائر بعدِّها نموذجا أدبيا واكب أهم المراحل التاريخيّة، والسياسية لمسيرة الجزائر الكبرى.

يمكن تحديد إشكالية هذا البحث الرئيسة من خلال المرجعيات التي ينطلق منها، وهي، في تصور الباحثين، المباحث اللسانية العامة التي مدّتهم بمعرفة واسعة عن المجالات اللغوية، وخصائصها الدلالية، منطلقين من عدم إمكانية دراسة الأدب -بوجه عام- بمعزل عن العلوم اللسانية، عليه فقد استعانا بثقافتهما اللسانية لدراسة البنى اللسانية المستعملة في إلياذة مفدي زكرياء.

أما المنهج المتوخى في الدراسة، فهو المنهج الوصفي، ويصحبه أدوات منهجية مساعدة بحسب ما يفرضه المقام، من ذلك بعض النظرات التاريخية، والتعليل، والتحليل، والإحصاء، وغيرها. والغاية لفت النظر إلى المنحى التاريخي الذي يمثل المنهل الأساس لأي حضارة إنسانية، ومحاولة الكشف عن الوظيفة الأدبية الشعرية التي يزخر بها الأدب الجزائري عامة، وشعر مفدي زكرياء خاصة.

تتمثل أهمية هذا العمل العلمي في كونه يسعى إلى لفت النظر إلى المزاوجة بين الرؤيتين: التراثية، واللسانية المعاصرة في قراءة العمل الإبداعي. ولعل الجمع بين هاتين الرؤيتين يصوننا من القطيعة عن التراث، والانبهار بالنظريات اللسانية المعاصرة. إذ أنّ العمل يمثل تجسيدًا لأهمية الإتيان بالتراث إلينا، وتوظيف المناسب من معطيات اللسانيات الحديثة لقراءته.

   كما يمثل هذا العمل نموذجا –من بين نماذج أخرى- يمكن أن تفيد في توجيه الطالب الجامعي خاصة عبر مساره التعليمي إلى البحث النقدي التطبيقي، وتدريبه على فك مغلقات النصوص بآليات منهجية تفرضها الحاجة العلميّة.