|   18 مايو 2024م
السابقالتالي


جانب من المحاضرة

برعاية عميد كلية العلوم الآداب الدكتور عيسى العامري وبحضور عدد كبير من الطلبة والمهتمين بالشعر العربي؛ قدَّم الدكتور محمد شيخ الطريحي -مدير مكتب النشر وأستاذ النقد الأدبي بقسم اللغة العربية- عرضا تاريخيا لبدايات العروض العربي وعرض لأهم محاولات تيسير طرائق تدريس العروض من قبل العلماء العرب مرورا بجهود المستشرقين مثل جويار وطريقته الإنشادية التي لم يكتب لها النجاح وجهود د. إبراهيم أنيس ود. شكري عياد ود. مصطفى جمال الدين وغيرهم. وأشار المحاضر إلى أن جهودا حثيثة بذلت منذ تقعيد الفراهيدي للعروض وضبط أوزان الشعر العربي بالبحور والدوائر العروضية مما أثقل ذلك على المتعلمين المبتدئين -ودعا العديد من الباحثين إلى تلك المحاولات الجادة للتيسير وحتى محاولة د. محمد طارق الكاتب الذي عرض لنظريته بتعلم البحور من خلال الرياضيات، ومن أجل تيسير تدريس العروض بما يسهله على عشاق الشعر وطلبة العلم

وقد عرض الدكتور الطريحي لطريقته الجديدة في تعلم بحور الشعر العربي بنغمات الحداء التي تحدو بها قوافل الإبل التي استنبطها من خلال مرافقته لإحدى قوافل رعي الإبل في الصحراء الكبرى في أثناء تدريسه للعروض بجامعة سبها الليبية. وبحسب دراسته وتسجيله لها – تكاد تكون الأكثر قبولا وقربا من طريقة تعليم العرب قبل وضع الخليل لقواعد العروض، وتصلح للتدريس في الأوساط العلمية والأكاديمية لكون تدريس العروض سيكون سماعيا وليس صوريا وفي المعمل الصوتي ودون الحاجة لمصطلحات العلل والزحافات والدوائر العروضية وأشار المحاضر بأن ما جاء به العلامة الكبير الخليل الفراهيدي سيبقى الأساس الذي انطلقت منه هذه الدراسة وهذه الطريقة التي تحاول إعادة هيبة الشعر العربي إلى مجده  القديم وإشراقته من خلال سهولة النغمات التي سجلها الباحث من خلال مسيرته بقافلة الإبل برحلة استغرقت أربعة أشهر بين مدينة سبها الليبية والنيجر عبر الصحراء الكبرى مما أتاح له التعرف على أسرار انجذاب الإبل وسيرها بحسب صوت الحادي باتساق وانتظام وعلى وفق بحر شعري لكل وقت تقريبا.

وفي ختام الندوة تقدم المحاضر بالشكر لعميد كلية العلوم والآداب الدكتور عيسى العامري الذي أوصى وأبدى استعداد الكلية بتقديم التسهيلات لتدريس مادة العروض بحسب هذه الطريقة لما فيها من تيسير على الطلبة واختزال الوقت إضافة إلى مساعدتهم في تصحيح البيت الشعري في حال كان مكسورا. وتجدر الإشارة إلى أن قسم اللغة العربية وضمن توصيات ندوة العروض العربي كان أوصى بتدريس العروض التقنيات الحديثة تيسيرا للطلبة والباحثين.