|   26 أبريل 2024م
السابقالتالي


شاركت الجامعة، متمثَّلةً في قسم اللُّغة العربيَّة، في المؤتمر العلميِّ الأوَّل لقسم اللُّغة العربيَّة بجامعة بنها بجمهوريَّة مصر العربيَّة، والَّذي عُنوِن بـ"الشِّعر الجاهليُّ في الخطاب النَّقديِّ واللِّساني المعاصر" (قراءاتٌ متجدِّدة)، في الفترة من (2 إلى 4/5/2011م)، وذلك بورقةٍ بحثيَّةٍ قدَّمتها الأستاذة شيخة بنت سالم البادية – محاضرة بقسم اللغة العربيَّة بالجامعة-، بعنوان "الصُّورة الرُّؤيا في الشِّعر الجاهلي.. معلَّقة لبيد بن ربيعة أنموذجًا".

وتأتي هذه المشاركة من منطلق تفاعل الجامعة وشراكتها العلميَّة مع المجتمع العلميِّ العربيِّ والعالميِّ. فيما كانت مشاركة الباحثة في المؤتمر من منطلق اهتمامها بموضوع الصُّورة الرُّؤيا كفكرةٍ نقديَّةٍ تهتمُّ بقراءة النَّصِّ بكامله للوقوف على الصُّورة الكليَّة الَّتي يتوشَّى بها النَّص، وتشغل فكر المبدع، دون الاكتفاء بالمفردات أو العناصر المتفرِّقة بشكلٍ مجتزِّأ في النَّص، وتضيف الباحثة: "إنَّنا لو توقفنا حسب الرُّؤى النَّقديَّة على أبيات هذه المعلَّقة، سنجد تلك الدِّراسات ترصد صورًا متعدِّدة، لكنها في وجودها المفرد لا تمثِّل الصُّورة الشِّعرية في المعلّقة. فمثلا نجد في الأبيات:

رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا         وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا

مِنْ كُـلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ         وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَاوِبٍ إِرْزَامُهَــا

فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ          بِالجَهْلَتَيْنِ ظِبَـاؤُهَـا وَنَعَامُهَا

وَالعِيْنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَـا         عُـوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهَامُهَـا

  صورة المكان المتغيِّر حاله بفعل المطر المترادف عليه، المطر النَّاتج من السُّحب السَّواري، والغوادي... مطر الشِّتاء والرَّبيع والمصيف، فأنبتت الأرض، وسكن الدَّارَ الظِباءُ والنَّعام وتناسلت، وبدت آمنةً مستقرِّة...، لكن حسب هذه الدِّراسة، وللتَّعرُّف على الصُّورة الرُّؤيا، كان لا بدَّ من دراسة النَّصِّ كوحدةٍ متكاملة، تعمل بناه الصُّغرى على رسم الصُّورة الشِّعرية الكليّة، فتتوحَّد بنى الطَّلل، والنَّاقة، والذَّات، والقبيلة من ناحية، وتتوحَّد اللُّغة والإيقاع والتَّراكيب والدَّلالات للغرض نفسه".

وقد تضمَّن المؤتمر مشاركاتٍ لنقَّادٍ وباحثين من دول متعدِّدة، بالإضافة إلى جمهوريَّة مصر العربيَّة، ومنها: العراق، وإيران، والسُّعودية، والسُّودان، والجزائر، وتونس، وفلسطين. وبلغ عدد الأوراق المقدَّمة حوالي ثلاثة وثلاثين ورقةً بحثيَّة. هذا بالإضافة إلى فعاليَّات مصاحبة، منها: حفلٌ موسيقيٌّ من أداء فرقةٍ فنيَّةٍ تابعةٍ لقصر الثَّقافة بمحافظة القليوبية، وفقرةٌ مسرحيَّة بعنوان "أزمة شرف" من إخراج الطَّالب أحمد حلمي، وتمثيل مجموعةٍ من طلاب كليَّة الآداب بالجامعة، و برنامجٌ ترفيهيٌّ للمشاركين.

اختتم المؤتمر بمجموعةٍ من التَّوصيات منها ما يخصُّ القارئ العامّ والمستوى التَّعليمي، ومحور المعاجم، ومحور توثيق النَّصّ، ومحور التَّرجمة، ومن التَّوصيات: الاهتمام بتقريب القصائد الجاهليَّة إلى النَّاشئة لإذابة الهوَّة بين القارئ وتراثه، والاهتمام بالدِّراسات الصَّوتيَّة للشِّعر الجاهلي، والعمل على تسجيل الشِّعر الجاهليِّ على أسطوانات (CD)؛ ليمثِّل مادَّةً مسموعةً تساعد على إكساب الفرد مهارات النُّطق وسلامة الأداء، الاهتمام بقراءة الآخر للشِّعر الجاهلي، وبذل اهتمامٍ مضاعفٍ بتوثيق النَّصِّ الجاهليِّ، وبخاصَّةٍ النُّصوص الَّتي تنسب إلى شعراء مختلفين.