استضافت الجامعة اليوم (الإثنين 14/ 1/ 2013م) معرض السَّلامة المروريَّة " ثوانٍ بلا تركيز"، والَّذي تنظِّمه مدرسة سيجاء للتَّعليم الأساسي (1- 10). وذلك تحت رعاية العميد عامر بن سعيد الحجري- قائد شرطة محافظة الدَّاخليَّة-، حيث ابتدأ حفل الافتتاح بآيٍ من الذِّكر الحكيم تبعتها كلمة المنظِّمين ألقتها الأستاذة هناء بنت مبارك الصَّايغيَّة –معلِّمة بمدرسة سيجاء للتَّعليم الأساسي-؛ تطرَّقت فيها إلى تعريف الحوادث المروريَّة وأنواعها ومجموع الأرواح الَّتي حصدتها في العام المنصرم، مركِّزةً حديثها عن مخاطر استخدام الهواتف النَّقالة أثناء القيادة، وما تسبِّبه من تشتيتٍ للذِّهن، مخلِّفةً مجموعةً من الحوادث وما يترتَّب عليها من آثارٍ صحيَّةٍ واجتماعيَّةٍ واقتصاديَّة. ثمَّ أشارت إلى الجهود الحثيثة الَّتي تبذل من قبل شرطة عُمان السُّلطانيَّة والمجتمع كافَّة للحدِّ من الحوادث. واختتمت بالشّكر الجزيل لكلِّ من شارك في المعرِض.

      بعد ذلك قُدِّم عرضٌ عن الفعاليَّات الَّتي نضَّمتها مدرسة سيجاء للتعليم الأساسي في مجال الحدِّ من الحوادث، فيما قدَّم المقدَّم عبدالله بن جمعة الغيلاني-مدير إدارة مرور سمائل- ورقةً بعنوان" الاستخدام الصَّحيح للطَّريق" أشار فيها إلى الوضع المروريِّ في السَّلطنة، مقدِّمًا مجموعةً من الحقائق والأرقام عن الحوادث الَّتي شهدتها السَّلطنة في الأعوام الماضية، موضحًا أنَّ هناك مجموعةً من العوامل المسبِّبة لذلك كالسُّرعة الزَّائدة والإهمال والتَّجاوز الخاطئ وحالة الطَّقس والسّكر وغيرها. ثمَّ انتقل الغيلاني إلى الحديث عن مخاطر الهواتف النَّقالة وأثرها في تشتيت الذِّهن وفقد السَّيطرة على المركبة، وتأخُّر السَّائق في الاستجابة للمواقف المروريَّة الطَّارئة. وفي محورٍ آخر تطرق المحاضر إلى حزام الأمان وأهميَّته في وقاية السَّائق والرُّكاب من آثار الحوادث الواقعة، وكيفيَّة ارتداء الحزام بالطَّريقة السَّليمة، إلى جانب الإشارة إلى دور المقاعد ومسندة الرَّأس في حماية الرُّكاب. كما تحدَّث عن كيفيَّة التَّصرُّف في حالة وقوع حريق بالمركبة، وقد تخلَّل الورقة مجموعةٌ من المشاهد المصوَّرة للحوادث الَّتي تقع ومسبّباتها.

       وقدَّم طلاب الكليَّة التِّقنيَّة بنزوى مسرحيَّةً عن الآثار المترتِّبة للحوادث، وذلك من خلال عرض قصَّةٍ لأحد أفراد المجتمع العُماني، والّذي تعرَّض لحادثٍ فقد فيه أفراد أسرته، وبقي هو أشلَّ لا يقوى على السَّير، إضافةً إلى عرض مجموعةٍ من الصُّور المأخوذة لمرضى مستشفى نزوى، والَّذين وقعت لهم حوادث مروريَّةٌ على اختلاف مسبّباتها.

       وكانت الورقة الثَّانية للمعرض بعنوان "إلى متى؟" للمدرِّب طلال بن حمد الرَّواحي –مدرِّب معتمد في مجال التَّنمية الذَّاتيَّة-؛ تطرَّق فيها إلى عدَّة محاور، أهمّها الرَّسائل الذَّاتيَّة الَّتي يبثّها سائق السَّيارة لعقله اللاواعي كقوله: أنا مستعجل.. لا يوجد وقتٌ كافٍ.. أنا أستمتع بالسُّرعة.. يجب أن أصل في أقرب وقتٍ، وغيرها من الرَّسائل الَّتي تلعب دورًا في تهوُّر السَّائق، مسبِّبةً حوادث. ودعى الرَّواحي الجميع إلى مراقبة أفكارهم والتَّفكير بطريقةٍ إيجابيَّة، فيما كان المحور الثَّاني بعنوان "أنت قدوتي وسأفعل مثلك!"؛ متحدِّثا إلى القدوة الَّتي يتّخذها الأبناء ممثلةً في الآباء والأمهات، وطريقة تعويد الطِّفل على الطَّريقة السَّليمة للقيادة ولبس حزام الأمان، فمنهم يتعلِّم كيفيَّة التَّصرُّف والقيادة بحكمة، وكيفيَّة تحويل السُّلوك إلى عادات. أمَّا المحور الثَّالث فكان عن فنِّ القيادة وأخلاقها، ووجوب وجود الرَّقيب الذَّاتي على النَّفس قبل التَّهوُّر في القيادة أو ارتكاب الأخطاء. وأشار الرَّواحي إلى ضرورة تعزيز النَّفس بطريقةٍ إيجابيَّةٍ في كلِّ عملٍ؛ مدِّللًا على كلّ ما يقوله بمجموعةٍ من القصص والتَّمارين ومقاطع الفيديو الَّتي تخلَّلت عرض الورقة. ثمَّ قدَّم طلاب الكليَّة التِّقنيَّة بنزوى نشيدًا عن الحوادث المروريَّة، وآخر بعنوان "توبة"، كما تمَّ تكريم المشاركين وتقديم هديَّةٍ تذكاريَّةٍ لراعي المناسبة.

       بعد ذلك اتَّجه الجميع للمعرض، والَّذي ضمَّ مجموعةً من المقترحات للحدِّ من الحوادث، ومجوعة من الكتيّبات والمطويَّات واللَّوحات التَّوضيحيَّة، إلى جانب العديد من الأدوات المستعملة في إسعاف المصابين، وقد شارك في المعرض كلٌّ من الإدارة العامَّة للدِّفاع المدني، وشرطة عُمان السُّلطانيَّة، ووحدة الإسعاف، ومجتمع تقنية المعلومات، والكليَّة التِّقنيَّة بنزوى، ومدارس ولاية سمائل، إلى جانب وحدة الفنون التَّشكيليَّة بالمديريَّة العامَّة للتَّربية والتَّعليم بمحافظة الدَّاخليَّة. الجدير بالذِّكر أنَّ فعاليَّات المعرض ستستمر حتَّى يوم غدٍ (الثلاثاء 15 /1/ 2013م)، وبمشاركةٍ من جامعة السُّلطان قابوس، ومستشفى نزوى المرجعيّ، وطلاب مدرسة سيجاء للتَّعليم الأساسي.