السابقرجوعالرئيسةالتالي


مستفيدة من مصادر تراثية رصينة ... 4 أوراق علمية تناقش السرديات المحلية والعربية والأجنبية للمقاومة العمانية للاحتلال البرتغالي

مستفيدة من مصادر تراثية رصينة ...

4 أوراق علمية تناقش السرديات المحلية والعربية والأجنبية للمقاومة العمانية للاحتلال البرتغالي


دائرة الإعلام والتسويق


نظّم كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج - آركيوهيدرولوجي، بالتعاون مع مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، صباح يوم الأربعاء الموافق 24 إبريل 2024م في قاعة المشارق بالحرم المبدئي لجامعة نزوى، ندوة علمية عنوانها: "المقاومة العمانية للاحتلال البرتغالي: قراءة في السرديات المحلية والعربية والأجنبية".




استضافت الندوة أكاديميين مختصين في موضوعها من داخل الجامعة وخارجها، إذ قدّموا أوراقا علمية أثرت الموضوع المطروح؛ مستفيدين من التجربة العمانية عبر التاريخ في مقاومة حركات الاستعمار، التي ألهمت شعوبا وحضارات عديدة حتى يومنا هذا.


 


قدّم الورقة الأولى في الندوة الدكتور ناصر بن سيف السعدي، أستاذ مساعد في كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى، إذ جاءت بعنوان: "السردية المحلية للمقاومة العمانية للاحتلال البرتغالي: قراءة في مخطوط عماني". وطرحا الورقة موضوعها في قسمين، الأول: يعالج نظرة المدونات التاريخية العمانية إلى المقاومة العمانية، بدءا من سيرة ابن قصير وانتهاء بكتاب تحفة الأعيان للشيخ نور الدين السالمي. أما القسم الثاني فيناقش قراءة لمخطوط عماني نادر تطرق إلى المقاومة العمانية بشكل واسع، ويعرف هذا المخطوط بـ (شرح القصيدة الخفيرية) لعامر بن سليمان الريامي، فقد خصص هذا المخطوط أكثر من ستين صفحة لتاريخ دولة اليعاربة بما فيها المواجهة العمانية للبرتغاليين.


في حين، جاءت الورقة الثانية بعنوان: "المقاومة العمانية للبرتغاليين قراءة في الوثائق والمصادر التاريخية البرتغالية"، قدّمها الدكتور إبراهيم بن يحيى البوسعيدي، أستاذ مساعد في قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس. ومن أبرز ما قاله الباحث في هذه الورقة: "بدخول البرتغاليين المحيط الهندي في مستهل القرن السادس عشر بدأت موازين القوى تتغير لصالح المستعمرين الجدد، إذ انفرد البرتغاليون بالهيمنة العسكرية والاقتصادية، وعملوا على استخدام القوة العسكرية البحرية لإخضاع الكثير من الدول والشعوب، وهو ما دفع تلك الشعوب إلى القيام بثورات مضادة ومقاومة الوجود البرتغالي بشتى السبل المتاحة". وناقشة الورقة البحثية أيضا مكانة السواحل العمانية ضمن دائرة الاهتمام البرتغالي، فقد استخدم البرتغاليون القوة للسيطرة عليها؛ مما أدى إلى مقاومة العمانيين للوجود البرتغالي منذ لحظة دخولهم وحتى طردهم نهائيا من مسقط في منتصف القرن السابع عشر، بل وعملوا على مقاومتهم في حوض الخليج العربي والسواحل الهندية وسواحل شرقي إفريقيا. وقد حفلت الوثائق والمصادر البرتغالية بالكثير من تفاصيل المقاومة العمانية التي عرضتها هذه الورقة.


أما الورقة الثالثة فقدمها الدكتور موسى بن سالم البراشدي، أستاذ مساعد في قسم التاريخ، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، وعنوانها: "المقاومة العمانية للاحتلال البرتغالي كما قدمتها المصادر اليمنية "تاريخ اليمن" لابن الوزير أنموذجاً". وتتناول هذه الورقة موضوع الرواية التاريخية اليمنية بشأن المقاومة العمانية للاحتلال البرتغالي، وذلك بالتركيز على كتاب تاريخ اليمن المعروف باسم "طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى" للمؤرخ اليمني ابن الوزير؛ كونه مصدراً معاصراً للأحداث. وتهدف الورقة إلى تسليط الضوء على السردية اليمنية تجاه الأحداث التاريخية المتعلقة بالصراع العماني البرتغالي، وذلك باستخدام المنهج التاريخي المبني على استقراء ما ورد في هذا المصدر، وتحليله للتوصل إلى صورة واضحة للرواية اليمنية تجاه تلك الأحداث. ولتحقيق هدف الدراسة ومنهجيتها، قسّم الباحث الورقة البحثية إلى ثلاثة محاور: تناول المحور الأول التعريف بالمؤرخ ابن الوزير، وكتابه "طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى"، بينما ركّز المحور الثاني على الموضوعات المتعلقة بعُمان في كتاب ابن الوزير، في حين سلط المحور الثالث الضوء على المواجهة العمانية البرتغالية في مياه المحيط الهندي كما قدمها ابن الوزير، وختمت الورقة بعدد من النتائج التي توصلت إليها.


بينما ناقش الأستاذ سيف بن عدي المسكري، باحث وتربوي ومشرف على مادة التاريخ بوزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان، ورقته العلمية التي صدّرها بعنوان: "السرديات الهولندية والفرنسية والبريطانية للاحتلال البرتغالي ومقاومته"، إذ تقصّى فيها حضور الصراع البرتغالي العماني في عينة من السرديات الهولندية والفرنسية والبريطانية، عبر التفصيل الموجز لطبيعة علاقة هذه القوى الأوروبية في المنطقة عموما وعُمان خصوصا، ثم وضع المدونات الناتجة عنها في سياقين، الأول: زمن نشوء تلك المدونة والمرتبط بفترة الاحتلال البرتغالي وما تبعه من قيام حكم اليعاربة والصراعات بين القوى المختلفة، أبرزها: الرحلات والتقارير والوثائق والموسوعات والمعاجم ذات الطابع الرسمي الاستعماري، والثاني: ما أعقب ذلك من دراسات ورؤى لاحقة حديثة نسبيا، منها: الكتب المرجعية، والترجمات المعضدة بالتحليل البحثي، والأطروحات العلمية، والبحوث والدراسات. 




وتأتي مثل هذه الندوات لدفع الحراك العلمي نحو استقطاب الباحثين والمفكرين بجانب بحوثهم ودراساتهم في مجالات التاريخ العماني وشخصياته ومنجزاته؛ مستفيدة من أبرز مصادر المكتبات العربية والعالمية للوصول إلى رؤى ونتائج علمية وثقافية رصينة.







© 2024 جامعة نزوى