| السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
بمشاركة 160 باحثا من 16 دولة عربية وأجنبية
وزير الإسكان والتخطيط العمراني يفتتح أعمال مؤتمر جامعة نزوى الأول للدراسات العليا "نحو آفاق مبتكرة في علوم التربيةِ واللغةِ العربية"
المؤتمر يعرض 110 ورقة عمل، منها 37 ورقة في محور اللغة العربية وآدابها، و73 ورقة في محور العلوم التربوية والنفسية
الدكتور عيسى بن سليمان العامري، عميد كلية العلوم والآداب:
المؤتمر يؤكد أن البحثَ في علومِ التربيةِ واللغةِ العربيةِ ليس ترفا معرفيا؛ بل ركنٌ أساسٌ في بناءِ حضارة حديثة مستدامة
دائرة الإعلام والتسويق
افتتح معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني، اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025م، أعمال مؤتمر جامعة نزوى الأول للدراسات العليا، الذي تنظمه الجامعة في الفترة من 10 إلى 11 ديسمبر 2025، تحت شعار "نحو آفاق مبتكرة في علوم التربية واللغة العربية"؛ بمشاركة 160 باحثا من 16 دولة عربية وأجنبية.
110 ورقة من 16 دولة
حضر حفل الافتتاح الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، ونواب الرئيس، بجانب عدد من أصحاب السعادة المكرمين أعضاء مجلس الدولة، والباحثين والمهتمين بعلوم اللغة العربية وآدابها، والعلوم التربوية والنفسية من داخل سلطنة عمان وخارجها، إضافة إلى الأكاديميين وطلبة الجامعة.
ويشهد المؤتمر تقديم 110 ورقة؛ منها 37 ورقة في محور اللغة العربية وآدابها، و73 ورقة في محور العلوم التربوية والنفسية؛ وذلك من أصل 220 ورقة تنافست للمشاركة في فعاليات المؤتمر. ويهدف المؤتمر الذي تشارك فيه كل من جمهورية مصر العربية، المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة العربية السعودية، ماليزيا، الصين، الكويت، تونس، لبنان، الجزائر، ألمانيا، قطر، المغرب، فلسطين، اليمن، والسودان، بجانب سلطنة عُمان، إلى تمكين طلبة الدراسات العليا والخريجين من عرض بحوثهم وتبادل المعارف والخبرات العلمية؛ بما يسهم في تجويد الإنتاج البحثي وتجاوز الأطر التقليدية نحو رؤى تطويرية مبتكرة. في حين سعى إلى تعزيز الحوار العلمي بين الباحثين الشباب من الأوساط الأكاديمية العربية والدولية، واستكشاف آفاق التجديد في المضمون والمنهج ضمن مجالات الأدب والنقد والدراسات اللغوية والتربوية.
البحثِ العلمي: تطويرِ المعرفة، وبناء جسور التعاون، وتبادل الخبرات، واستشراف مستقبل
ورحب المكرم الدكتور عيسى بن سليمان العامري، عميد كلية العلوم والآداب في جامعة نزوى رئيس اللجنة الإشرافية في كلمة الافتتاح براعي الحفل والحضور، وقال: "يأتي مؤتمرُنا ليؤكدَ أن البحثَ في علومِ التربيةِ واللغةِ العربيةِ ليس ترفًا معرفيًا، بل ركنٌ أساسٌ في بناءِ حضارةٍ حديثةٍ مُستدامة. فاللغةُ هي الوعاءٌ الذيْ يحملُ الفكرَ ويعبّرُ عن الهُويةِ ويصونُ الذاكرةَ الثقافيةَ للأمةِ، وعلومُ التربيةِ هي التي تصنعُ الإنسانَ القادرَ على الابتكار والعمل والإسهامِ في نهضةِ وطنِه. وكلما تقدَّمَ البحثُ العلمي فيهما، تقدمَ المجتمعُ في مدارجِ الحضارة".
وأضاف قائلا: "لقدْ حرصتِ اللجنة الإشرافية للمؤتمر على أن تكونَ محاور المؤتمر متصلةً اتصالًا وثيقًا بهذه الرؤية؛ فجاءت لتعالجَ التحولاتِ العلميةَ الحديثةَ في مجالِ اللغةِ العربيةِ وآدابِها، وتعالجَ قضايا الابتكارِ التربوي، وتطويرِ مهاراتِ البحثِ لدى طلبةِ الدراساتِ العُليا؛ بما يعززُ قدرتَهم على إنتاجِ معرفةٍ رصينةٍ تُسهمُ في النهضةِ الوطنية، وتُثري الحقولَ العلميةَ عالميًا".
وأكد المكرم الدكتور عيسى العامري أن مشاركة هذه الكوكبة من الباحثين والدارسين والمهتمين يُثري هذا الحدثَ العلميَ، ويؤكدُ عمقَ الروابطِ الأكاديميةِ بين مؤسساتِ التعليمِ العالي في المنطقةِ والعالَم. وكذلك يعكسُ هذا الحضورُ الدولي المتنوعُ قناعةً مشتركةً بأهميةِ البحثِ العلمي في تطويرِ المعرفة، وبناءِ جسورِ التعاون، وتبادلِ الخبراتِ، واستشرافِ مستقبلٍ أكثرَ إشراقًا لعلومِ التربيةِ واللغةِ العربية. ويضيف: "إننا لنعوّلُ كثيرًا على ما سَتقدّمونَهُ من أوراقٍ بحثية، ومداخلاتٍ علمية، وتوصياتٍ رصينة، تُسهمُ في تعزيزِ مكانةِ هذا المؤتمرِ بوصفِه منصةً حيوية للحوارِ والإبداعِ والابْتِكار".
المؤتمر يقدم منصة قيمة لتبادل الأفكار والمجالات المختلفة
وألقى كلمة المشاركين ياوفينغ مياو، طالب ماجستير في كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، وباحث مساعد لمركز البحوث والدراسات الصيني لدول الخليج العربية التي شكر فيها باسم المشاركين في المؤتمر جامعة نزوى ممثلة في كلية العلوم والآداب وعمادة الدراسات العليا، على حسن التنظيم لفعاليات المؤتمر وحفاوة الاستقبال وحسن التنظيم.
وأضاف في كلمته: "تعد جامعة نزوى إحدى منارات العلم والرشاد في سلطنة عمان. ونلتقي في الشهر الأخير للسنة الحالية، الذي يعد فترة خاصة لتلخيص الأعمال لعام 2025 ورسم الملامح لعام 2026".
وتطرق ياوفينغ مياو إلى ثلاث نقاط، من شأنها تعزيز مكانة هذا الحدث الأكاديمي، إذ أشار إلى أن أول هذه النقاط الالتزام بالمواقف الأكاديمية السليمة كباحث عالمي. فالمؤتمر يقدم منصة قيمة للتبادل عبر المجالات وعبر الحدود وعبر العنصريات".
ويكمل حديثه: "أما الجانب الثاني فهو يحمل مسؤولية الباحثين تجاه أنفسنا وبلادنا وخاصة تجاه العالم. نعيش في عالم مرتبط ومتواصل ونواجه تحديات مشتركة، إلا أننا نستطيع التواصل عبر الثقافات بما نتقن فيه من اللغات والمعارف الأجنبية، ونستطيع تحليل نشاطات الإنسان التي تعد النشاط الأكثر تأثيرا في مصير الكوكب والإنسان ذاته. فيلزمنا أن ندرك مسؤوليتنا من الزاوية الكلية ونتحملها. أما الجانب الثالث فهو الحفاظ على المرونة وشق الطريق بالابتكار، إذ يشبه الاستكشاف العلمي بتجديف القارب باسم المشقة في بحر المعارف التي لا حصر لها في عملية البحوث".
الدراسات العليا التي تعد حجر الأساس لإنتاج المعرفة الجديدة وتطوير المجتمعات
وكان المتحدث الرئيس الأول للمؤتمر الأستاذ الدكتور سيف بن ناصر المعمري، أستاذ مناهج الدراسات الاجتماعية - رئيس قسم المناهج والتدريس بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس، قد أشار في حديثه إلى أهمية الدراسات العليا، إذ تعد حجر الأساس لإنتاج المعرفة الجديدة وتطوير المجتمعات، فهي تتجاوز مجرد تحصيل الشهادات لتصبح استثمارًا حقيقيًا في العقول.
وتناول في حديثه دور الطلبة المشاركين في برامج الدراسات العليا، إذ قال إنَّهم قوة دافعة للبحث والابتكار، ويسهمون في حل المشكلات الوطنية والعالمية، ويعززون مكانة جامعاتهم على الصعيد الدولي من طريق الأبحاث المنشورة، والتعاون الدولي، وريادة الابتكار. معرجا إلى الجوانب التي لا بد أن يهتم بها طلبة الدراسات العليا ممثلة في: الجودة العلمية، واختيار الأسئلة البحثية المهمة، والنشر في مجلات محكمة.
ومن المعلوم أن الدراسات العليا تسهم بشكل مباشر في تعزيز المواطنة والهوية الوطنية؛ بتوجيه البحث نحو قضايا المجتمع، والمشاركة في مشروعات وطنية، بجانب إعداد قيادات علمية قادرة على اتخاذ قرارات تخدم الصالح العام، والحفاظ على التراث والثقافة المحلية. إلى جانب أنها تعمل على تقليل هجرة الكفاءات عبر توفير فرص بحثية متقدمة داخل الدولة، وربط التعليم باحتياجات المجتمع؛ لتعميق شعور الفرد بمسؤوليته تجاه نهضة وطنه.
من جانبه أشار الدكتور هلال بن سعيد الحجري المتحدث الرئيس الثاني في حديثه إلى ضرورة إعادة رسم خريطة البحث في اللغة العربية وآدابها، خصوصًا في سلطنة عُمان. منها مثلا ضرورة وجود دراسات بينية تربط فروع العربية بعضها ببعض، وتصل العربية بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، ثم بالعلوم التطبيقية. وقال: "نحتاج مثلا إلى دراسات تقرأ الرواية العُمانية والعربية بوصفها مرآة للتحولات الاجتماعية، بالتعاون مع علماء الاجتماع. وتدرس الخطاب الديني والسياسي والإعلامي من منظور لغوي/بلاغي بالتكامل مع دراسات التواصل الجماهيري".
وشهد الحفل عرضا لفيلم الجامعة، بالإضافة إلى قصيدة شعرية ومعرض للملصقات البحثية يضم 20 ملصقًا في الجوانب التربوية واللغوية، جرى اختيارها بعناية من قبل أكاديميين وباحثين من داخل سلطنة عمان وخارجها. وأطلقت اللجنة المنظمة مسابقة لاختيار أفضل 10 بحوث مشاركة و4 ملصقات من المعرض؛ بهدف تشجيع الباحثين وتحفيز التميز والإبداع البحثي.
وعقب حفل الافتتاح، بدأت أعمال جلسات المؤتمر التي قُسِّمت على ٤ قاعات داخل الحرم المبدئي لجامعة نزوى، إذ تناولت كل قاعة محورا من محاور المؤتمر مقسمة على يومين؛ فشهدت الجلسات تفاعلا وتجاوبا من كافة المشاركين.
محور اللغة العربية وآدابها
وينقسم محور اللغة العربية وآدابها إلى 4 مواضيع: الأول محور الأدب القديم ويتضمن الأدب العُماني القديم: الرؤية والخصوصية، النثر العربي القديم: إعادة اكتشاف الأشكال والمضامين، الشعر العربي القديم: أسئلة جديدة لأفكار قديمة، المرجعية والنص: التناص في الأدب العربي القديم، قضايا وممارسات ورؤى جديدة في الأدب العربي القديم.
فيما يتناول الموضوع الثاني الأدب الحديث قضايا الهوية في الأدب العُماني الحديث، واتجاهات الكتابة الأدبية المعاصرة: النوع والأصالة، والشعر العربي الحديث: أسئلة الشعرية واللغة، نصّ الأزمة: التكييف الأدبي، والأدب العربي الحديث في عصر الرقمنة: النوع والمحتوى.
ويركز الموضوع الثالث في محور اللغة العربية وآدابها المتعلق بالدراسات اللغوية على اللسانيات الحاسوبية وتطبيقاتها في العربية، اللهجات العربية: أطر منهجية جديدة لغرض بحثي متنوع، الترجمة الحديثة: التجاسر النسقي والسياقي، النحو القديم والنحو الجديد: طبيعة العلاقة، اللسانيات العرفانية وإمكاناتها البحثية، فيما يعرض موضوع النقد وهو الموضوع الرابع في هذا المحور، رؤية عُمانية للنقد: الواقع والمأمول، النظريات النقدية المعاصرة والأدب العربي: سؤال الجدوى والتجديد، التكامل المعرفي والحاجة إلى نظرية نقدية عربية، نقد الهامش: سؤال النظرية والأصالة، النقد الرقمي: أفكار وتطبيقات.
محور العلوم التربوية والنفسية
أما المحور الثاني للمؤتمر فسيكون عن موضوع العلوم التربوية والنفسية، ويشمل علم النفس التربوي والمدرسي، الإرشاد النفسي والتوجيه المهني، القياس والتقويم التربوي والنفسي، تكنولوجيا التعليم والتعلم، الأصول والإدارة والإشراف التربوي، التربية الخاصة والتدخل المبكر، التربية البدنية وعلوم الرياضة، التربية الفنية والفنون الجميلة، المناهج وطرق التدريس والإشراف التربوي.
وتخطط الجامعة في الدورات القادمة لتوسيع محاور المؤتمر ليشمل مختلف تخصصات وبرامج الدراسات العليا بالجامعة؛ بما يعزز دورها مؤسسة بحثية رائدة. وتؤكد الجامعة حرصها لمنح البحث العلمي المكانة التي يستحقها بإتاحة المجال أمام الباحثين من داخل سلطنة عمان وخارجها لعرض بحوثهم ومشاريعهم العلمية المتنوعة؛ بما يسهم في دعم الابتكار، وترسيخ ثقافة البحث، وتعظيم الأثر العلمي والمعرفي في المستويين المحلي والدولي.