تستضيف الجامعة -ممثّلةً في مركز خدمة المجتمع- هذه الأيّام مرحلة تقييم الأعمال المسرحيّة لمسابقة "إبداعات شبابيّة" الّتي تنظّمها وزارة الشّؤون الرّياضيّة. وكانت هذه الأعمال قد دُشّنت أمس (الإثنين 3/ 2/ 2014م) بعرضٍ مسرحيّ لفرقة نادي نزوى المسرحيّة حمل عنوان "العمود". وتابع المسرحيّة أعضاء مجلس إدارة النّادي وجمعٌ من الفنّانين ومحبّي المسرح وجمهورٌ غفير، اكتظت بهم قاعة الشّهباء في الجامعة. حيث يعدّ هذا العرض الأوّل ضمن ستّة عروضٍ لأندية المحافظة على مدى ثمانية أيّام، وتقام العروض بحضور لجنةٍ التّحكيم المكوّنة من خالد بن سيف العامري -رئيس الجمعيّة العُمانيّة للمسرح-، والمخرج المسرحي مصطفى بن محمّد العلوي، وأعضاء لجنة "إبداعات شبابيّة" بالمحافظة. المسرحيّة من تأليف وإخراج حافظ بن صالح البوسعيدي الّذي يقول: إنّ المسرحيّة تقدّم واقعًا من الحياة الاجتماعيّة الّتي تهمّ الفرد في قالبٍ من الأداء "المونودرامي" باللّغة العربيّة الفصحى، حيث يجسّد شخصيّات العرض جملةٌ من الممثّلين من بينهم منير الرّواحي وعبيد الرّواحي وسالم العنقودي، بالإضافة إلى مجموعةٍ من الممثّلين الصاعدين من بينهم داود السّليماني ومهند الرّميضي وآدم العمراني وبدر الحديدي.

        وعالجت مسرحيّة "العمود" موضوعاتٍ مهمّة، تطرّقت إلى العمود المهمّ في حياة الفرد، وهو "الصّلاة"، حيث استوحى الكاتب حافظ البوسعيدي فكرتها من تقاعس فئةٍ من الشّباب وتهاونهم عن أداء الرّكن المهم من أركان الإسلام، وهو الصلاة؛ باعتبارها عمود الدّين. وتتمحوّر حول شخصيّة بطل المسرحيّة الّذي أوصاه والده قبل وفاته بالمحافظة على الصّلاة، وما حدث بعد ذلك من محاولاتٍ لثني هذا الشّخص عن الوفاء بوصيّة والده بسبب مغريات الحياة العصريّة وما يصاحبها من تراخٍ وإهمالٍ في أركان الدّين، ومن ثمّ عودة ضمير الفتى وتذكّره وصيّة والده ومحاولة الانضباط والالتزام بالشّعائر قبل فوات الأوان. وقال حافظ بن صالح البوسعيدي مخرج المسرحيّة: إنّ المسابقة فرصةٌ لإبراز قدرات الشّباب وإجاداتهم المسرحيّة برغم قصر الفترة الزّمنيّة المحدّدة للمسابقة، لكن استطعنا اكتشاف مجموعةٍ من المُجيدين من الشّباب الّذين سيكون لهم بصماتٌ حيث تجري التّدريبات على قدمٍ وساقٍ، وحسب خطّتنا المرسومة من أجل الحصول على المركز الأوّل في هذه المسابقة، وأضاف: واجهتنا بعض الصّعوبات لعلّ أبرزها العثور على كاتبٍ وممثّلين دون سنّ الثّلاثين وفق نظام البرنامج؛ نظرًا لقلّة التّجارب الكتابيّة لهذه الفئة العمريّة، وكذلك توقّف استعدادات العمل خلال الفترة الفائتة بسبب الامتحانات، لكن استطعنا تجاوز معظم هذه الصّعوبات من خلال تكثيف التّدريبات لإكسابهم الكثير من التّركيز والتّوزيع والتّوظيف الفنّي وإفراغ مكنوّناتهم المدفونة من أجل الوصول إلى تعبيرٍ حقيقيّ للمشاعر والأحاسيس، ونأمل أن يستمتع الجمهور بالعرض مُشيدًا بفكرة المسابقة وأهميّتها ودورها في الارتقاء بقدرات الشّباب وإجاداتهم.

       وتتواصل العروض حيث شهد المسرح اليوم (الثّلاثاء 4/ 2/ 2014م) عرض فرقة نادي بهلاء "قميص رجل سعيد"، ويوم غدٍ الأربعاء ستقدّم فرقة نادي الحمراء عرض "البشت والخنجر والتّابوت". أمّا عرض نادي سمائل فسيقام يوم الخميس ويحمل عنوان "تافهون"، وستختتم فرقة نادي فنجاء أيّام العروض بـ"عبور مشاة" كآخر العروض المشاركة، وتخلّل الفعاليّات إقامة الأمسيّة الشّعريّة للفائزين على مستوى أنديّة المحافظة، وذلك مساء يوم الجمعة القادم بإذن الله.