|   24 أبريل 2024م

تحت رعاية سعادة سالم بن محمَّد بن سعيد المحروقي، وكيل وزارة التُّراث والثَّقافة لشؤون التُّراث، نظَّم مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدِّراسات العربيَّة بجامعة نزوى يوم الأحد (22 /4/ 2012م) محاضرةً بعنوان "أراشيف الإمبراطوريّة البرتغاليّة.. توثيقٌ نفيسٌ لتاريخ عُمان والتَّوسُّع العُماني في الفترة من 1600م إلى 1730م"، قدَّمها الأستاذ الدُّكتور الفرنسي توماس فيرنت المتخصِّص في التَّاريخ الأفريقي في جامعة السُّوربون بجمهوريَّة فرنسا.

وقد قدَّم المحاضِر وعرَّف به سعادة الشَّيخ الدُّكتور خليفة بن حمد السَّعدي - محافظ الدَّاخليَّة-، وبدأ المحاضِر محاضرته بشكر جامعة نزوى ومركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدِّراسات العربيَّة على حسن الضِّيافة والاستقبال، وأوضح أنَّ الأراشيف الإداريَّة للإمبراطوريَّة البرتغاليَّة في آسيا تعدُّ مصدرًا مهمًّا للمعلومات عن مجتمعات عالم المحيط الهندي بين القرنين السَّادس عشر وآواخر القرن السَّابع عشر. وعلى الرّغم من تلك الأهميَّة لهذه الأراشيف، فإنَّها غالبًا ما يتمُّ تجاهلها، وأشار إلى أنَّ التَّاريخ العمانيَّ خلال الإمامة اليعربيَّة لم يكن معروفًا بشكلٍ كبير: الكتب التَّاريخيَّة قليلة، وقليلة أيضًا هي كتب الرِّحلات، وبالتالي قلَّت الدِّراسات التَّاريخيَّة، لكن – وبفضل الأراشيف البرتغاليَّة – صار لدينا اليوم فرصةٌ لإضاءة ذلك، وربما لإعادة النَّظر إليه بشكلٍ أكثر عمقًا، فالوثائق جاهزةٌ، وتنتظر فقط من يدرسها، والواجب علينا أن لا ندعها تنام، كما نامت من قبل لمدَّة 300 سنةٍ أو 400 سنة. وأكَّد الأستاذ الدُّكتور فيرنت أنَّ هناك مئات الرَّسائل الإداريَّة والتَّقارير الرَّسميَّة في الأراشيف الَّتيدرسها تذكر عُمان، والإمامة، والتُّجار والوكلاء العُمانيِّين خارج عُمان.

 

وقد تناول المحاضر في الجزء الأوَّل من محاضرته الأراشيف البرتغاليَّة في "جوا" بالهند ولشبونة بالبرتغال، وتطرَّق إلى محتوى تلك الوثائق ودقَّتها. وبالنِّسبة للمراسلات الرَّسميَّة في الأساس والتَّقارير، يقول توماس: إنَّها على درجةٍ عاليةٍ من المصداقيَّة؛ ومن هنا فإنَّها تستحقُّ عناية المؤرِّخين، وأنَّ معظم الوكلاء الاستعماريِّين يعرفون المحيط الهندي والمجتمعات المحليَّة بشكلٍ كبير، وعليهم أن يبلغوا الحقيقة إلى الإمبراطوريَّة عن الأوضاع الجيوسياسيَّة، وعن الأحلاف والمعادين؛ أي: عن حالة الامبراطوريَّة نفسها بشكلٍ واضح.

وفي الجزء الثَّاني من محاضرته قدَّم الأستاذ الدُّكتور فيرنت توضيحًا لثراء هذه الوثائق. فيما تناول تمدُّد عُمان في العالم السواحيلي منذ إجلاء البرتغاليين عن مسقط 1650م، إلى حرب ممباسا عن طريق اليعاربة عام 1698م. وخلال عقودٍ قليلةٍ أصبحت عُمان القوَّة البحريَّة الرَّئيسة في المحيط الهندي. كما سارع العديد من زعماء "دول المدينة" إلى عقد تحالفات مع عُمان. وخلُص المحاضر في الأخير إلى أنَّه من الواضح جدًّا أنَّ سجلات البرتغاليِّين الإرشيفيَّة تقدِّم معلوماتٍ رائعةً عن تاريخ عُمان، وأنَّ لها الفضل في إجابة ما يدو رعن أسئلةٍ عن لماذا وكيف أصبحت عُمان بسرعةٍ كبيرةٍ دولةً قويَّةً في المحيط الهندي الغربي. كما أنَّ هذه الأراشيف تساعدنا في توضيح تاريخ عُمان الدَّاخل وعُمان البحر، وذلك مفتاح لفهم صعود الإمامة في العصر الحديث، وفي نهاية المحاضرة فُتح باب النِّقاش، حيث حضر المحاضرة سعادة الشَّيخ الدُّكتور خليفة بن حمد السَّعدي -محافظ الدَّاخليَّة-، والأستاذ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي -رئيس الجامعة-، والأساتذة نواب الرَّئيس ومساعده، إلى جانب

عددٍ كبيرٍ من الأساتذة الأكاديميين والموظَّفين والمهتمِّين بالشَّأن التَّاريخي، وجمعٌ غفيرٌ من طلاب الجامعة.