|   01 مايو 2024م
السابقالتالي


مركز الخليل يشارك في مؤتمر الأمن الثقافي بالعراق الدكتور محمد الطريحي يلقي كلمته  مشاركة الدكتور سليمان الحسيني في مؤتمر الأمن الثقافي بالعراق

شاركت جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية في مؤتمر  العميد العلمي الرابع الذي عني بموضوع "الأمن الثقافي مفاهيم وتطبيقات"، وعقد بقاعة المؤتمرات بالعتبة العباسية المقدسة بمدينة كربلاء العراقية. وقد ألقى الدكتور محمد بن ناصر المحروقي -مدير مركز الفراهيدي- كلمة المشاركين في المؤتمر، كما قدم الدكتور سليمان الحسيني-باحث بمركز الفراهيدي- بحثا بعنوان:" الأمن الثقافي وأبعاده التربوية والتعليمية".

وجاء في الكلمة التي ألقاها الدكتور المحروقي " نلتقي في هذه الدورة العلمية الرابعة لمؤتمر العميد بالعتبة العباسيّة المقدّسة حول موضوع مهم جدا يؤرق الساهرين على الأمم والمجتمعات من المفكرين والساسة والتربويين، وهو موضوع "الأمن الثقافي". موضوع يطرح نفسه في كل عصر، ويكتسب أهمية أكبر في اللحظة الزمنية الراهنة التي تكالبت فيها الأمم على شعوبنا تكالب الذئاب على قصعتها. ويكتسب أهمية أكبر بعد اختراق صمامات الأمان التي كانت توفرها الأسر والمجتمعات للنشء والصغار؛ فغدت سماوات الأثير مفتوحة لكل صوت وناعق. وأمسى العالم قرية صغيرة مفخخة بالأفكار الملوثة، التي تشوش العقول فيمسي الباطل حقا، ويمسي الاعتداء على الآمنين قربة إلى الله، وتستحيل "الهوية" مسخا بعيدا عن قيم الأصالة الممثلة للحق والخير والجمال. إنّ حوارا علميا وصريحا وجادا كهذا الحوار الذي يطرحه مؤتمر العميد حوار ملزم الزب. وإن الاحتكام إلى صوت العقل والمنطق والخروج من شرنقة الأفكار الضيقة والأفكار التي تلغي الآخر هو الخيار الوحيد لانتشال الأمة مما هي فيه، وتحقيق أمن فكري وتقارب مجتمعي وتطّور على جميع الأصعدة. وإن نبرة التكفير التي تتبناها طائفة من المسلمين لن تقود إلا إلى مزيد من التناحر وتعطيل للعقل الذي أكرمنا الله به مما يقود إلى زعزعة أركان الأمة ودمارها".

وجاء في الورقة العلمية التي قدّمها الدكتور الحسيني ما ملخصه:"تقدم الورقة دراسة تحليلية وصفية للأمن الثقافي وأبعاده التربوية والتعليمية في العالم العربي. وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على العوامل والمؤثرات التاريخية التي أدت إلى ظهور مفهوم الأمن الثقافي، ودلالات هذا المصطلح وأبعاده المحلية والعالمية، ومدى كفاءة النظم التربوية والتعليمية في العالم العربي على الوفاء بمتطلبات الأمن الثقافي في زمن العولمة الثقافية العابرة للحدود والثقافات والمجتمعات والتي أضحت أحد أقوى المؤثرات على العقلية العربية المعاصرة. وقد توصلت الدراسة إلى أن النظم التربوية والتعليمية تعاني من ضعف في جوانب شتى منها المصادر المالية، والفلسفة التربوية، وكفاءة الكوادر البشرية، والمناهج، والارتباط بسوق العمل، ومستوى المخرجات؛ مما يحد من قدرة هذه النظم على الوفاء بمتطلبات الأمن الثقافي العربي في وقت تضغط فيه العولمة بتحدياتها ومطالبها. وقد خرجت الدراسة بعدد من التوصيات منها: التطوير الشامل والمتكامل للتعليم في الوطن العربي، وبناء العقلية الناقدة المنفتحة القادرة على استيعاب تطورات العصر، والحفاظ على الهوية الثقافية للأمة، ومراجعة التراث وتطويره لتجنب الموروث السلبي وتعزيز الإيجابي منه، وتعزيز القيمة الحضارية للتعددية الثقافية في العالم العربي، وتعزيز قيمة التعايش والحوار. وتقترح الدراسة إجراء بحوث مستقبلية تعنى بواقع النظم التربوية والتعليمية في كل دولة من الدول العربية، والتعرف على قدرتها على تحقيق الأمن الثقافي، وتحديد التحديات التي تواجهها، وما تحتاجه من تعزيز وتطوير".

وقد شارك الباحثان بشكل فاعل في الورشة العلمية التي أقيمت على هامش المؤتمر بعنوان: "المجمع العلمي العراقي وأثره في الأمن اللغوي". وصرّح الدكتور محمد المحروقي أن هذه المشاركة تأتي في إطار التعاون بين مركز العميد ومركز الفراهيدي الذي بدأ منذ ثلاث سنوات. ويعد الجانبان لمؤتمر دولي كبير سيتم الإعلان عنه بعد الانتهاء من التجهيزات العلمية والإدارية.