|   16 مايو 2024م
السابقالتالي


 جانب من المحاضرة جانب من المحاضرة

أمجد الرواحي:

ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمهرجان مسقط 2018, ألقى الدكتور عبدالله بن سيف الغافري -مدير وحدة بحوث الأفلاج - محاضرة بعنوان: "الأبعاد الحضارية للأفلاج العمانية" وذلك بمبنى النادي الثقافي بالقرم.

في بداية المحاضرة عرف الدكتور الغافري عناصر الحضارة و مفهوم الفلج وأصل الكلمة ومعناها حيث وصف الأفلاج بأنها نظام حياة، و جزء مهم من تاريخنا العماني وتراثه وثقافته، كما اعتبرها نظام بيئي، وثقافي، مما كان لها الأثر الكبير في حياة الإنسان العماني. تاريخ الأفلاج الذي بدأ في العصر الحجري بإنشاء الأفلاج الغيلية ثم تبعتها الأفلاج العدية في العصر البرونزي، وقد أشار الدكتور الغافري أن الاستيطان في عمان يعود إلى حوالي 2 مليون سنة بحسب الدراسات الأثرية والمصادر التاريخية.  بعدها تطرق إلى انتشار هذا النظام في مختلف دول العالم ولكن بمسميات مختلفة مثل اليمن وتسمى ( خرز)، والكويت ( كاظمة) والبحرين(فقاب) وإيران تسمى( قناة) والمغرب (قطارة) وآسيا الوسطى( كارز) و اليابان (مامبو) وغيرها.

 ثم تحدث الدكتور عن أهم وظائف الفلج، حيث ذكر إلى جانب استخداماته في الري أن الفلج يعد وسيلة إعلامية إذ يجتمع الناس حوله ويتبادلون الأخبار وأمور البلدة بحضور أعيان المنطقة، كما أنه يعتبر محطة لوجستية للمسافرين، بالإضافة إلى ذلك استخدم الفلج كمصدر للطاقة، لطحن الحبوب وتكييف حرارة المنازل. وأضاف قائلا: هناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن فقه المياه وذكرت بها الأفلاج منها كتاب (بيان الشرع) للعلامة محمد بن إبراهيم الكندي والذي ألفه قبل 900 سنة، حيث خصص جزئين كاملين وتتضمن الأجزاء معلومات فقهية عن حماية مصادر المياه. فيما تحدث الدكتور أيضا عن الثقافة المرتبطة بالأفلاج كالشعر تحديدا، والحكايات الشعبية، والأمثال.

ولقيت المحاضرة تفاعلا كبيرا من قبل الحضور حيث فتح لهم المجال في نهاية المحاضرة لأسئلتهم واستفساراتهم وقام الدكتور الغافري بالإجابة على جميعها. وفي نهاية المحاضرة تقدم الدكتور عبدالله الغافري بمقترح لإنشاء مركز وطني متخصص لأبحاث الأفلاج بالسلطنة وذلك من أجل الحفاظ على هذا الإرث الحضاري العظيم.