|   02 مايو 2024م
السابقالتالي


جانب من المؤتمر

شاركت الجامعة، ممثلة بمركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية وقسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب، في (الملتقى العلمي الـدوليّ الثالث عشر:  الموروث الثقافي والحضاري لسلطنة عُمان بين الأصالة والمعاصرة) الذي نظمته وحدة  الدراسات العمانية  بجامعة  آل  البيت بالمملكة الأردنية  الهاشمية ومركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس، يومي الإثنين والثلاثاء ٢٦-٢٧ نوفمبر  ٢٠١٨، بحرم جامعة آل البيت بمدينة المفرق الأردنية، حيث قدم الدكتور سليمان الحسيني ورقة بعنوان "مدى فاعلية الجهود التي تقوم بها المؤسسات الجامعية في سلطنة عمان في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري: جامعة نزوى نموذجا".

 سلطت الورقة الضوء على دور الجامعات العمانية في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للسلطنة؛ فقدمت دراسة تحليلية لما تقوم به جامعة نزوى ممثلة في وحدة بحوث الأفلاج ومركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية من جهود ومناشط وفعاليات في هذا المجال. وللإجابة على أسئلتها اعتمدت الدراسة على المنهج النوعي في جمع البيانات وتحليلها من خلال تطبيق أداتين بحثيتين هما تحليل الوثائق والمقابلة مع المسؤولين بوحدة بحوث الأفلاج ومركز الخليل. وقد توصلت الدارسة إلى أن الدور الذي تقوم به وحدة بحوث الأفلاج ومركز الخليل بن أحمد الفراهيدي كمركزين بحثيين يصب في تحقيق جامعة نزوى لرسالتها وأهدافها في بناء أجيال من العمانيين المؤهلين والواعين بالتراث الثقافي للأمة والمحافظين على الهوية العمانية الأصيلة، وترسيخ هوية الأمة وقيمها وإرثها الحضاري والإسلامي في نفوس الأجيال ووعيهم ومعارفهم. فوحدة بحوث الأفلاج ومركز الخليل يضطلعان بجمع التراث العماني المادي وغير المادي، ودراسته، ونشره وحفظه من الاندثار. وتواجه جهود المركزين في هذا المجال تحديات كثيرة بعضها نابع من طبيعة الموروث الثقافي والحضاري نفسه، والأخرى تتعلق بالجوانب البشرية والمالية والتنظيمية. وتوصي الدراسة بدعم الأدوار المحورية لوحدة بحوث الأفلاج ومركز الخليل في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري العماني، والبحث في فرص التعاون والتكامل مع المؤسسات البحثية الأخرى المعنية بالتراث العماني داخل البلد وخارجها. واقترحت الدراسة أن تنظم جامعة نزوى ندوة متخصصة تنظر بعمق في دور الجامعات العمانية في حفظ الموروث الثقافي والحضاري وما تواجهه من تحديات وكيفية التغلب عليها.

    وقدم الدكتور محمود الكندي بحثا سعى فيه إلى تلمّس صورة الأنا والآخر في مخيّلة المؤرّخ العماني وهو يدوّن تاريخ شرق إفريقيا، وذكر الدكتور الكندي: (قد وقع اختيارنا على كتاب جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار إذ نراه من خير ما يمثّل الخطاب التاريخي العمانيّ في شرق إفريقيا، وقد اقتفينا مناهج تحليل الخطاب في إدراك موضوع البحث في هذه المدوّنة. وقد ظهر لنا جليّا وجود صورة محدّدة المعالم والأبعاد للأنا وللآخر في كتاب جهينة الأخبار، فكانت الأنا متجلّية في دوائر متداخلة ومتمايزة في الوقت ذاته من أسط دوائرها (الأنا/ الذات الساردة) مرورا بـ(الأنا العماني الإباضي) وانتهاء بـ(الأنا العربي) في صورتها الكليّة. وأما الآخر فتشظّى إلى آخر متعدّد باختلاف زاوية التاريخ له، وقد يزدوج الآخر الواحد إلى ذوات متعدّدة، فلمسنا الآخر في وجهه الفارسي والأوربي (الإنجليزي والألماني والبرتغالي) والهندي. وتلمسنا صورة الآخر ضمن جدليّته وصراعه مع الأنا، وقد تبيّن لنا وجود فارق بين أن تُرسم صورة الآخر ضمن هذه الجدليّة أو خارجا عنها. ورأينا أنّ المغيريّ لم يكتف برصد صورة الأنا والآخر في كتابه، بل أضاف إلى خطابه بعدا نقديّا، ولعلّ ما قدّمه من نقد للذات والآخر في أبعاده العميقة مهمّ جدّا في تقييم الفترة الحضارية التي يعنى بها الكتاب. قدّمت صورة الأنا تجربة رائدة في التجانس والانصهار وقبول الآخر في شرق إفريقيا مارست وجها من وجوه الانسجام والوئام يقدّم مثالا يحتذى به في راهننا المضطرب إزاء جدليّة مشوّشة بين الأنا والآخر. كما يمكن الاستفادة من نقد الذات عند المغيري في تقييم الوجود العماني في شرق إفريقيا، واستثمار هذا النقد في تأسيس برامج تعنى بالتواصل الدائم بين عمان وشرق إفريقيا.

وقدم الأستاذ الدكتور سعيد الزبيدي من قسم اللغة العربية بالجامعة ورقة بعنوان (مخطوطة جديدة لابن رزيق (حميد بن محمد النخلي العماني، 1198 هـ - 1291 هـ)، بعنوان: مُسكة المسّاك الموقع الأسماء في شرك الاشتراك: عرض و تقويم). وأكد الأستاذ الدكتور سعيد الزبيدي (إن مما تفتخر به كلّ أمة تراثها الذي يؤرخ حضارتها، و يؤشر على معالمها. بمخطوطها، ومطبوعها، و قد شهدت سلطنة عمان حركة نشطة في ميدان تحقيق تراثها الثقافي و الفكري منذ نهضتها المباركة، و ما زالت هذه الحركة دائبة تستقري التراث العماني، و تحققه، و تقيم عليه الدراسات، و الندوات، لتقويمه، وبيان أهميته، و دوره في بناء ثقافة تستند إليه، و تنطلق منه، للإسهام في حركة التاريخ، و رسم صورة حضارية. و ما زال  - من التراث العماني – ما ينتظر أن تمتد إليه أيادي المختصين لنفض الغبار، و تقديمه إلى الدارسين و الباحثين و القرّاء، و تحفل به مكتبات خاصة كثيرة، فضلا عن المؤسسات الرسمية: وزارة التراث و الثقافة، و وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية، و الجامعات، و هيئة المحفوظات و الوثائق، و غيرها).  وأكد الأستاذ الدكتور الزبيدي إن إبن رزيق تناول في هذه المخطوطة موضوعا لغويا هو اشتراك عدة ألفاظ في معاني متقاربة جمع فيها ما تفرق "في أبواب الصحائف، ولأجل هذا حداني جناني على جمع اشتراكها في شرك هذه الصحيفة اللطيفة" (الصفحة الثانية من المخطوطة). و "استخرجت هذه الجواهر من القاموس الفاخر و غيره." و يعني به ما عُرِفَ بـ (الترادف).