|   08 يوليو 2025م
السابقالتالي


بالتَّعاون مع المنتدى الأدبي.. الجامعةُ تستضيف ندوةَ \"الأدبِ العُماني القديم\"

تحت رعاية سعادة محمَّد بن حمدان التُّوبي – المستشار بوزارة التَّربية والتَّعليم- أحيى المنتدى الأدبيُّ العُمانيُّ التَّابع لوزارة التُّراث والثَّقافة مساء الإثنين (13/12/2010م) ندوةَ "الأدب العُماني القديم"، وذلك في قاعة الشَّهباء في الجامعة. وتأتي استضافةُ هذه النَّدوة في إطارِ التَّعاون الوثيق بين جامعة نزوى والمنتدى الأدبي العُماني، وتنفيذًا لسياسة الجامعة في خدمة مؤسَّسات المجتمع المدني المختلفة عبر مركز خدمة المجتمع.

وقد اشتملت النَّدوةُ على ثلاث ورقات عمل قدَّمها أساتذةٌ متخصِّصون في الأدب العربي من جامعةِ السُّلطان قابوس، وجامعة نزوى، حيثُ استُهلَّت النَّدوة بآيٍ من الذِّكر الحكيم، ثمَّ قدَّم مدير النَّدوة سعادة الشَّيخ الدُّكتور خليفة بن حمد السَّعدي –والي سمائل- تعريفًا موجزًا بالنَّدوة وأهميَّتها، وعرَّف بالأساتذة مقدِّمي الورقات وسيرهم الذَّاتيَّة.

 

بالتَّعاون مع المنتدى الأدبي.. الجامعةُ تستضيف ندوةَ \"الأدبِ العُماني القديم\"

بعد ذلك قدَّم الدُّكتور محمَّد بن ناصر المحروقي –محاضر بكليَّة الآداب والعلوم الاجتماعيَّة بجامعة السُّلطان قابوس- ورقةَ المؤتمر الأولى، الَّتي كانت بعنوان "الشِّعر العُماني من الجاهليَّة حتَّى نهاية الإمامة الثَّانية"، حيثُ تحدَّث في بدايتها عن تعريف الأدب العُماني القديم، وتسميات عُمان في العصر الجاهلي، ثمَّ عرَّج على تعريف عددٍ من أعلام الشِّعر العُماني القديم الَّذين منهم: مالك بن فهم، والصَّحابي مازن بن غضوبة، وكعب بن سور، والإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي، وغيرهم، وقد قسَّم المحروقي تاريخ الشِّعر العُماني إلى قسمين، هما الشِّعر العُماني الجاهلي، والشِّعر العُماني الإسلامي. فيما ركَّز في ورقتِه على ظاهرة الانتحال في الشِّعر العُماني في العصر الجاهلي، معتمدًا في ذلك على كتاب "الأنساب" – الَّذي يعدُّ أقدم كتابٍ كُتب في الأدب العُماني- للعلامة العُماني سلمة العوتبي، وتطرَّق من خلالِ تحليلاته إلى شعر مالك بن فهم وأولاده ومَن جاء بعدهم، وقد خلص الدُّكتور المحروقي في خاتمة ورقته إلى نتيجة أنَّ الشِّعر العُماني الجاهلي لا يخلو من الانتحال.

بالتَّعاون مع المنتدى الأدبي.. الجامعةُ تستضيف ندوةَ \"الأدبِ العُماني القديم\"

وكانت الورقة الثَّانية بعنوان "عُمان في الشِّعر القديم" للأستاذ الدُّكتور عبدالمجيد بنجلالي –  أستاذ بقسم اللغة العربية بجامعة نزوى-، وتحدَّث فيها عن إشكاليَّات إبستمولوجيَّة ومنهجيَّة في الموضوع، تعلَّقتْ الإشكاليَّة الأولى بمدى تعالق الأجناس الأدبيَّة فيما بينها، ودرجة تعاضدها وتناسلها، أو انفصالها وتعارضها. وقد بدأ الإشكاليَّة الأولى بتساؤل يقول: هل يحكي التَّاريخ نفسه؟، وتطرَّق فيها إلى علاقة الشِّعر العُماني بالتَّاريخ، وممَّا قاله: "المتصفِّح للشِّعر العُماني القديم يلحظ أنَّ عُمان تظلُّ جاثمةً بطبيعتها، ومتحركةً بإنسانها؛ جاثمةً وقابعةً بثقلها في الأحداث ومجرياتها، في زمنٍ كان بروز الشَّاعر في قبيلةٍ ما يعدُّ تاريخيًّا؛ كما كان الشِّعر في ذلك العصر يصنع التَّاريخ أو يسهم على الأقلّ في صنعته". فيما تحدَّث بنجلالي في إشكاليَّة ورقته الثَّانية عن عُمان المكان والجغرافيا، وبيَّن أنَّ عُمان ظُلمت شعريًّا في أكثر من موطنٍ، ذكر منها: الظُّلم الجغرافي، والظُّلم النَّقدي، والظُّلم المعرفي؛ مستدلًّا على ذلك بشواهد من تاريخ الأدب العربي، ثمَّ أورد الدُّكتور أشعارًا تدلُّ على مكانة عُمان في الشعر العربي ككل، كما ذكر أوصاف الشَّاعر العُماني القديم من خلال نصوصٍ شعريَّة عُمانيَّة قديمة.

بالتَّعاون مع المنتدى الأدبي.. الجامعةُ تستضيف ندوةَ \"الأدبِ العُماني القديم\"

أمَّا الورقةُ الثَّالثة فقد قدَّمها الدُّكتور محمَّد عبدالله زروق– أستاذ مساعد بقسم اللُّغة العربيَّة بجامعة نزوى-، وكانت بعنوان "النَّثر الأدبي في عُمان من الجاهليَّة إلى نهاية الإمامة الثَّانية" ، وتحدَّث فيها عن شكلين من أشكالِ النَّثر العربي في الأدب العُماني، يعدُّهما -حسب رأيه- المدخلين الرَّئيسين للنَّثر العربي، وهما: الخطابة، والخبر. وقال الدُّكتور زروق عن الخطابة في عُمان: "مثَّلت عُمان قسمًا أصيلًا من هذا الفضاء المعرفي الأدبي الَّذي سادت فيه الخطابة شكلًا أدبيًّا؛ ولذلك فقد نبغ فيها عددٌ من الخطباء الَّذي أثروا هذا الشَّكل الأدبيَّ ودعموا أواصره، من الجاهليَّة حتَّى زماننا الحديث"، وأضاف: "ونجدُ أصداء هذا الوقع الخطابي في عددٍ من أقوال القدامى، الَّذين أشاروا تحديدًا إلى علوِّ منزلة عُمان"، وقد استدلَّ الباحثُ على ذلك بشواهد ونصوص من كتبٍ أدبيَّة كمثل: كتاب "البيان والتَّبيين" للجاحظ. بعد ذلك تطرَّق إلى موضوع الخبر في الأدب العُماني القديم، حيثُ مثَّل على ذلك بابن دريد العُماني، وكيف أنَّه كان يمثِّل مصدرًا من المصادر المهمَّة الَّتي استقى منها أبو الفرج الأصبهاني أخبارَه في كتابه "الأغاني"، مستشهدًا لذلك بأمثلةٍ من كتاب "الأغاني". وفي ختام ورقته تحدَّث الدُّكتور زروق عن أدب المقامات الَّذي تميَّزت به عُمان قديمًا وحديثًا، وقال: "لعلَّ المقامة الَّتي تأصَّلت في عُمان قد حافظت على تواصلها التَّاريخي لتمثِّل ظاهرةً ممتدَّةً ومؤثِّرةً في الأدب الحديث والمعاصر". وقد أشارَ الدُّكتور زرزق إلى أنَّ ورقته هذه تفتحُ بابًا للباحثين لدراسةِ النثرِ العُماني القديم بتقصٍّ واستفاضة، ودعا طلاب الدِّراسات العُليا لِأن يجعلوا مواضيع بحوثِهم ودراساتهم في هذا الجانب؛ لأنَّه جانبٌ من الأهميَّة بمكان.

بالتَّعاون مع المنتدى الأدبي.. الجامعةُ تستضيف ندوةَ \"الأدبِ العُماني القديم\"

بعد ذلك فُتح البابُ أمام مداخلات الحضور الَّذين أثروا النَّدوة بمناقشاتهم وتعقيباتهم على المحاضرين، واختُتمت النَّدوة بتوزيع الشَّهادات على المشاركين والمنظِّمين. حضر النَّدوة المكرَّمُ الأستاذُ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي – رئيسُ الجامعة-، وعددٌ من أصحاب السَّعادة والفضيلة والمشايخ، والأساتذة المتخصِّصين في الأدب العُماني والعربي، إلى جانبِ جمعٍ من طلاب الجامعة.