تحت رعاية سعادة المهندس سلطان بن حمدون الحارثي – رئيس بلديَّة مسقط- تمَّ صباح اليوم (الثَّلاثاء 24/5/2011م) افتتاح الملتقى الوطنيِّ الأوَّل لمشاريع التَّخرُّج الهندسيَّة، الَّذي تنظِّمه الجامعة ممثَّلةً في كليَّة الهندسة والعمارة، ويستمرُّ يومين. ويأتي هذا الملتقى الَّذي هو الأوَّل من نوعه في الجامعة في إطار تنفيذ الجامعة لوظيفتها المحوريَّة المتمثِّلة في الإسهام الفاعلِ في إنتاجِ المعرفةِ وتسخيرِها من خلالِ البحثِ العلمي والتَّطويرِ التِّقني. وتهدف كليَّة الهندسة والعمارة من إقامة الملتقى إلى نشر أفكار البحث العلميِّ بين الطُّلاب والمشرفين على مشاريع التَّخرُّج الهندسيَّة في الجامعات والكليَّات بالسَّلطنة. كما أنَّه منتدًى لتبادل الآراء والرُّؤى بين الأكاديميين المتخصِّصين في شؤون البحث العلمي والتَّطوير التِّقني، وتكوين منطلقٍ للتَّعاون العلميِّ بين الباحثين.

استهلَّ الملتقى بآيٍ من كتاب الله الحكيم، ثمَّ بكلمة اللَّجنة المنظِّمة للملتقى لعميد كليَّة الهندسة والعمارة في الجامعة الأستاذ الدُّكتور وليد ذنون، قال فيها: إنَّ الملتقى الوطنيَّ الأوَّل لمشاريع التَّخرُّج الهندسيَّة تأتي تجسيدًا لرؤية جامعة نزوى ورسالتها في الارتقاء بمستوى التَّعليم الجامعي في السَّلطنة، وذلك من خلال ابتكار الطُّرق والوسائل الحديثة في التَّعليم وربطها بالبحث العلمي والتَّطبيق العلمي في شتَّى المجالات، ويعدُّ مشروع التَّخرُّج لطلاب المرحلة النِّهائيَّة إحدى هذه الوسائل لنشر ثقافة البحث العلمي بين خريجي الجامعة. وأضاف: ومن هذا المنطلق فإنَّ أهمَّ أهداف هذا الملتقى هو غرس ثقافة البحث العلمي وأخلاقيَّاته لدى طلبة كليَّات الهندسة في السَّلطنة، إضافةً إلى تعزيزها من خلال الممارسة الفعليَّة لخطوات البحث العلمي، وتقديمها في هذا الملتقى. إضافةً إلى ذلك فإنَّ الملتقى يهدف الى تعزيز العلاقة، والتَّواصل بين الجامعات، وكليَّات الهندسة في السَّلطنة من جهةٍ، وكافَّة المؤسَّسات وشرائح المجتمع العُماني وبالأخص قطاع الصِّناعة والخدمات والشَّركات الهندسيَّة من جهةٍ أخرى؛ ممَّا يوفِّر شبكةً معلوماتيَّةً بين الجامعات والمجتمع العُماني.

وأوضح ذنون أنَّ الملتقى يهيِّئ فرصةً ومنصَّةً للباحثين الشَّباب من طلبة كليَّات الهندسة، والأساتذة؛ للتَّعارف وتبادل الافكار والآراء والخبرات البحثيَّة ومناقشة أحدث الطُّرق والتَّجارب البحثيَّة؛ لمعالجة المشكلات والتَّحديَّات الهندسيَّة الَّتي تواجه المجتمع العُماني؛ ممَّا يؤدِّي إلى تطوير البحث العلمي والمجتمع العُماني. وقد تضمَّن حفل افتتاح الملتقى عرضًا لفيلمٍ وثائقي يجسِّد تاريخ الجامعة ونشأتها وكليَّاتها ومرافقها. تلا ذلك كلمةٌ لرئيس الجامعة المكرَّم الأستاذ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي، رحَّب فيها براعي الحفل والمشاركين في الملتقى والحضور، وأعلن فيها انطلاق فعاليَّات الملتقى الهندسي.

بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى للملتقى بورقةٍ علميَّةٍ لجمعيَّة المهندسين العُمانيَّة بعنوان "أهميَّة التَّنمية المستمرَّة للمهندسين نحو الاحتراف الهندسي" قدَّمها الأمين العام للجمعيَّة، المهندس سليمان بن سيف الهذيلي، وعرَّف في بدايتها بجمعيَّة المهندسين العُمانيَّة ورؤيتها ورسالتها وأهدافها، حيث قال إن الجمعيَّة جمعيَّةٌ أهليَّةٌ مهنيَّةٌ غير ربحيَّة تمَّ إشهارها في 14/7/2001م، وترنو إلى أن تكون المرجعيَّة الأولى لمهنة الهندسة، ومركزًا رائدًا لتطوير العمل الهندسي المتميِّز والكفاءات الهندسيَّة، وتسعى إلى خدمة المجتمع، ومهنة الهندسة، والمهندس من خلال العمل على النَّماء المهنيِّ للمهندسين، وتشجيع التَّميُّز في العمل الهندسي بالسَّلطنة. وأوضح الهذيليُّ أنَّ من أهمِّ أهداف الجمعيَّة الإسهام في تنظيم ورفع مستوى وأخلاقيَّات مزاولة مهنة الهندسة، وإيجاد نظمٍ للنَّماء والتوجيه المهنيِّ للمهندسين وتطبيقها، إلى جانب توثيق صلات المهندسين وتنمية قدراتهم، إلى غيرها من الأهداف. بعد ذلك تطرَّق الأمين العام لجمعيَّة المهندسين العُمانيَّة إلى تعريف التَّنميَّة الاحترافيَّة؛ حيث أوضح أنَّها عمليَّةٌ يمرُّ بها المهندس الخرِّيج لتنمية مهارته الأساسيَّة؛ حتَّى يتمكَّن من القيام بمهامِّه الهندسيَّة بتمكُّنٍ واستقلاليَّة.

كما عرض الهذيليّ في ورقته الدَّوافع من التَّنمية الاحترافيَّة ولماذا يحتاجها المهندس الخرِّيج؟، بعدها بيَّن طرق تحقيق التَّنمية الاحترافيَّة ووسائل التَّمكُّن منها، وضرب لذلك نماذج تطبيقيَّة من الواقع، إلى جانب شرحه للتَّحدِّيات الَّتي قد تواجه المهندس في إنجاز هذه التَّنمية، ثمَّ تطرَّق إلى فوائد الاحتراف للمهندس، مشفعًا ذلك بنماذج لطرق الاعتماد الدَّولي، والتَّدرُّج الاحترافي. فيما أوضح دور جمعيَّة المهندسين العُمانيَّة في التَّنمية الاحترافية من خلال مرحلة الإعداد وعندما يكون المهندس في مقاعد الدِّراسة، وفي مرحلة ما بعد التَّخرُّج، وفي ختام ورقته عرض الهذيلي أهمَّ التَّوصيات الَّتي خرج بها، ومنها: أن تتبنَّى جمعيَّة المهندسين العُمانيَّة مثل هذه البرامج بما يتناسب مع كلِّ صناعةٍ أو حرفةٍ هندسيَّة، وطرحها كخدمةٍ للمؤسَّسات والشَّركات العاملة في السَّلطنة، وتوفير برامج تدريبيَّةٍ مكمِّلةٍ ضروريَّةٍ ضمن برنامج التَّنمية وبأسعارٍ معقولة، إلى جانب إنشاء روابط هندسيَّةٍ طلابيَّةٍ مرتبطةٍ بالجمعيَّة في مؤسَّسات التَّعليم العالي الهندسيِّ بالسَّلطنة.

ويستمرُّ الملتقى الوطنيُّ الأوَّل لمشاريع التَّخرُّج الهندسيَّة إلى يوم غدٍ (الأربعاء 25/5/2011م)؛ حيث يقدَّم فيه (23) ورقة عملٍ في مجالات عدَّة في الهندسة، تشمل مجالات طرق البناء المستدامة، والطَّاقة المتجدِّدة، ونظم الحاسوب، والالكترونيَّات، وصناعه النِّفط والغاز، والتِّكنولوجيا الحيويَّة، وهندسة المياه والمياه العادمة. وذلك بمشاركة ستِّ جامعاتٍ وكليَّاتٍ من السَّلطنة، هي: جامعة السُّلطان قابوس بأربع أوراق عمل، وجامعة ظفار بورقة عمل واحدة، وجامعة صحار بورقتَي عمل، وكليَّة ولجات للعلوم التَّطبيقيَّة بورقتَي عمل أيضًا، وكليَّة كالدونيان بثلاث أوراق، إلى جانب جامعة نزوى بإحدى عشرة ورقة عمل. إضافةً إلى ذلك وبالتَّعاون مع جمعيَّة المهندسين العمانيَّة سيتمُّ خلال الملتقى عرض محاضرتين رئيستين من ذوي الخبرة في الإنتاج والعمل الأكاديميّ.