|   17 مايو 2024م
السابقالتالي


تواصلًا لبرنامجه الفصلي.. مركز الإرشاد الطُّلابي يحثُّ الطُّلاب على \"كسر العادات السِّلبيَّة\" 

في إطار فعاليَّات البرنامج التَّوعويِّ لهذا العام، نظَّم مركز الإرشاد الطُّلابي بالجامعة محاضرةً إرشاديَّةً بعنوان "كسر العادات السِّلبيَّة" قدَّمها الدُّكتور باسم محمَّد الدَّحادحة – الأستاذ المساعد بقسم التَّربية والدِّراسات الإنسانيَّة بالجامعة-، وبدأها بالتَّعريف بالسُّلوكيَّات والعادة السَّيِّئة والسِّلبيَّة الَّتي أصحبت نمطًا معتادًا لكثيرٍ من النَّاس، وأوغل الدُّكتور شارحًا وموضِّحًا لمعنى السُّلوك بشكلٍ عامٍّ، وكيف تتكوَّن العادة لدى الإنسان، وأشار إلى أنَّ السُّلوك يمكن أن يصنَّف من خلال صنفين أساسيَّين هما: السُّلوك الاستجابي، ويتمثَّل في الاستجابات الَّتي تحدِّدها المثيرات القبليَّة المنبِّهة لها، وتسمى العلاقة بين مثل تلك المتغيِّرات والاستجابات بالانعكاس، والأمثلة على هذا الصنف كثيرة؛ مثل: إغماض الجفن، والدُّموع بسبب تقطيع شرائح البصل، ورجف الرُّكبة عند الطَّرق أسفل منها. وقال الدَّحادحة إنَّ الصنَّف الثَّاني هو السُّلوك الإجرائي وهوالَّذي يعرف بأثره على البيئة،تواصلًا لبرنامجه الفصلي.. مركز الإرشاد الطُّلابي يحثُّ الطُّلاب على \"كسر العادات السِّلبيَّة\" وليس عن طريق مثيرات قبليَّة تستجره؛ إذ ليس هناك في الواقع مثيراتٌ قبليَّةٌ تستجر السلوك الإجرائي، بل هناك مثيراتٌ تهيِّئ الفرصة لظهوره، وتسمى مثل هذه المثيرات بالمثيرات التَّمييزيَّة؛ فقيادة السَّيارة أو ركوب الدَّراجة أو المشي على الأقدام بهدف الوصول إلى مكانٍ ما هي سلوكيَّات إجرائيَّة، ويقال عنها إنَّها إجراءاتٌ تصدر دون حاجةٍ لافتراض مثير.

كما تطرَّق الدُّكتور باسم من خلال محاضرته إلى تأثير كلٍّ من التَّعزيز والعقاب في السُّلوكيَّات الإيجابيَّة والسِّلبيَّة، وأنَّ لهما دورًا مهمًّا في تشكيل العادات والسُّلوكيَّات، وأضاف قائلًا: إنَّ السُّلوك محكومٌ بنتائجه، فإذا كانت النَّتائج إيجابيَّةً معزّزة؛ فإنَّ السُّلوك سيتمُّ تعلُّمه ويقوى، وإذا لم يكن كذلك؛ فإنَّ السُّلوك سينطفئ ويختفي. ويمكن إضعاف السُّلوك الَّذي تمَّ تعلُّمه عن طريق التَّوقُّف عن تعزيزه، وهذا المبدأ يسمى بمبدأ (الإطفاء)، والتَّوقف عن التَّعزيز قد يؤدِّي إلى زيادةٍ في معدَّل السُّلوك الَّذي سبق تعزيزه.

وأوضح الدَّحادحة أنَّ هناك شرطين لابد وأن يتوفرا في السُّلوك حتَّى يكون سلوكًا سويًّا وإيجابيًّا، وهما أن يكون مقبولًا عند الفرد الَّذي يقوم به؛ بحيث لا يؤدِّي القيام به إلى تأنيب الضَّمير أو محاسبةٍ للنَّفس فيما بعد، وأن يكون السُّلوك مقبولًا عند المجتمع، ولا يؤدِّي القيام به إلى أن يوقع المجتمع عقوباتٍ ماديَّةً أو اجتماعيَّةً على ذلك الفرد. كما تحدَّث الدُّكتور عن طرق تغيير السُّلوك والعادة السيِّئة، ووجَّه نصائح للطُّلاب قال فيها: حتَّى تتغيَّر لا بدَّ من مراقبة الذَّات مراقبةً حثيثةً، وأن توظِّف استراتيجيَّة المراقبة الذَّاتيَّة لكسر العادات السَّيِّئة مقابل اكتساب عاداتٍ ايجابيَّة، وعزِّز نفسَك، واشعر بالثِّقة والكفاءة والقوَّة والإنجاز. وذكَّر الطُّلاب بأنَّ التَّغيير يأتي من الدَّاخل أوَّلًا ثمَّ من الخارج، وقال: إنَّكم تمتلكون القدرة، والدَّافعيَّة، والثِّقة بالنَّفس، والأهداف الواقعيَّة، وأنَّ الله تعالى سيمنحكم قوَّةً جديدةً للتَّغيير؛ لذا كُونوا مثابرين، مصممين على البحث عن السَّعادة كلَّ يوم، وكونوا مصرِّين، ولا تستسلموا للفشل مطلقًا، وحاولوا دومًا، وتأكَّدوا دومًا أنَّ طريق النَّجاح غالبًا ما يأتي عبر الفشل؛ فقد ننحني يومًا لكنَّنا أبدًا لا ننكسر، فالله معنا، يمدنا بالعزم والصَّلابة.

وفي ختام المحاضرة فتح الدُّكتور باسم باب النِّقاش والاستفسارات للطُّلاب، الَّذين أبدوا تفاعلوهم ومشاركتهم الإيجابيَّة في المحاضرة، وعزمهم الأكيد على كسر عاداتهم السِّلبيَّة والسَّيئة الَّتي غالبًا ما تكتظُّ بها حياتنا اليوميَّة.

تواصلًا لبرنامجه الفصلي.. مركز الإرشاد الطُّلابي يحثُّ الطُّلاب على \"كسر العادات السِّلبيَّة\"