|   09 يوليو 2025م
السابقالتالي


 

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدِّراسات العربيَّة يستضيف القاصّ والإعلامي سليمان المعمري في حوار \"قصَّتي مع القصَّة\"

ضمن نشاطات مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدِّراسات العربيَّة في تنمية الجانب المعرفي الأدبيِّ والثَّقافي للطَّالب، وفي إطار فعاليَّات الموسم الثَّقافي الثَّامن؛ استضاف المركز القاص سليمان بن علي المعمري، ليحكي عن تجربته القصصيَّة، وكان ذلك يوم الأحد (18/3/2012م)، حيث قدَّم الحوار الدُّكتور محمَّد بن ناصر المحروقي – مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربيَّة- بتعريف القاص وأهمِّ كتاباته تاركًا باقي الحديث للقاصّ، ليحكي للحضور قصَّته مع القصَّة.

وقد استهلَّ المعمري حديثه عن الظُّروف الَّتي هيَّأته لأن يصبح قاصًّا، فكان لجده وأمِّه – كما يقول- تأثيرٌ كبيرٌ عليه، حيث كانت قصصهما تعجبه وكانت ذاكرته تخزِّنها، بيد أنَّ هناك أسبابًا أخرى تعلَّقت بشخصيَّة الكاتب نفسه؛ إذ إنَّه كان خجولًا قليل الكلام، فكان يجد من الكتابة متنفَّسًا لتفريغ ما يمرُّ به من مواقف فيكتبها على هيئة رسائل مطوَّلةٍ مخاطبًا فيها أصحاب المواقف، كما أنَّ أحد أهم العوامل الَّتي ساعدت على نضج القاص المعمري تلك الرِّوايات الَّتي بدأ بقراءتها في منتصف الثَّمانينيَّات من القرن العشرين، والَّتي كانت لكلٍّ من نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف السّباعي، ليغيب في عوالمها المدهشة ليتعرَّف على أنَّ هناك بشرًا قادرون على نسج حياةٍ أفضل من الحياة الَّتي نعيشها.

 

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدِّراسات العربيَّة يستضيف القاصّ والإعلامي سليمان المعمري في حوار \"قصَّتي مع القصَّة\"

بعد ذلك أوضح القاصّ مراحل نضجه الَّتي دفعت بعجلة تطوُّره الكتابيِّ، والَّتي بدأت بدخوله إلى قسم الفنون المسرحيَّة بجامعة السُّلطان قابوس ليجد نفسه أمام أوَّل محاولةٍ كتابيَّةٍ كلّفه بها الأستاذ رئيس قسم الفنون المسرحيَّة، فيكتب بذلك مسرحيَّةً كوميديَّةً يتيمةً عنوانها "شكرًا حاول مرَّةً أخرى" ليبتعد بعد ذلك عن الكتابة المسرحيَّة. وكان المعمريُّ – كما يقول في قصَّته مع القصة- كغيره من الطُّلاب المتابعين للنِّتاج الأدبيِّ في الجامعة يتابع القصص القصيرة الفائزة في مسابقات الجامعة المختلفة أو مسابقات المنتدى الأدبي ليجتمع بعد ذلك ببعض القاصِّين الَّذين سيدخل معهم في حاواراتٍ أدبيَّةٍ تنبّئه عن مستقبله القصّصي.

ثمَّ أشار سليمان المعمري إلى قصَّةٍ كتبها عن تجربة حبٍّ فاشلةٍ وقعت في سنته الدِّراسيَّة الأخيرة بالجامعة عام 1995م، والَّتي عنوانها "شيءٌ ما مزَّق قلب السِّنجاب"؛ ليكتب بعدها قصَّته الثَّانية "أحسدك يا جابر"، والَّتي اعتبرها القاصّ هي الأهم عن قصته الأولى؛ حيث شارك بها في مسابقة المنتدى الأدبي، لتفوز بجائزةٍ فاجأت القاصّ نفسه، والَّتي اعتبرها بعد ذلك أهمّ جائزةٍ حصل عليها بعد أن حصل على العديد من الجوائز المحليَّة والعربيَّة.

بعدها تتابعت قصص المعمري ليجد نفسه يحكي واقعه وتجاربه الَّتي يمرُّ بها في يوميَّاته، وقد حاول القاصّ أن يكتب تلك القصص الفنِّيَّة الَّتي تحكي واقعًا مغايرًا، ولكنَّه لم يفلح في كتابتها لسببٍ واحدٍ يراه القاص نفسه، وهو أنَّه لم ينكَوِ بنار  تلك الَّتي سيكتب عنها، فرجع إلى الكتابة عن واقعه وتجاربه الَّتي يعايشها في مجتمعه. أمَّا عن لغته القصَّصيَّة فقد قصَّ المعمري عن نفسه التَّواقة إلى لغةٍ لا تشبه أيَّ لغةٍ، فقد كانت قصصه تتأخَّر لشهورٍ؛ نتيجة بحثه عن العبارات الَّتي تجعل من القارئ منبهرًا بها يعيد قراءتها ليستمتع بجمالها. وقد حاول القاصّ التَّمرُّد – حسب قوله- على تلك اللُّغة حتَّى جاءته جائزة يوسف إدريس من مصر، والَّتي فازت بها مجموعته القصَّصيَّة بسبب لغته القديمة الَّتي يحاول التَّمرُّد عليها؛ لتجعله تلك الجائزة يعيد النَّظر إلى لغته القديمة، وتلك الَّتي يريد أن يكتب بها الآن، ولا زال القاصّ محتارًا أيَّ لغةٍ يريد!

وهكذا اكتملت "قصَّتي مع القصة" الًّتي حكاها القاص والإعلامي سليمان بن علي المعمري، والَّتي أبدى معها الحضور تفاعلًا كبيرًا ليفتح باب النِّفاش والحوار للإجابة عن الاستفسارات والتَّساؤلات.