► السابق | التالي ◄ |
رعى المكرَّم الشَّيخ الدُّكتور الخطاب بن غالب بن علي الهنائي، عضو مجلس الدَّولة، رئيس لجنة التعليم، أمس الأحد (8/4/2012م) حفل افتتاح الملتقى الثَّامن عشر لتبادل عروض تدريب طلاب الجامعات العربيَّة، الَّذي تستضيفه هذا العام جامعة نزوى في الفترة من 8 إلى 10 إبريل 2012م، حيث يهدف الملتقى إلى تشجيع الجامعات أعضاء مجلس اتحاد الجامعات العربيَّة على توفير فرص تدريب لطلاب الجامعات العربية عن طريق إقامة هذا الملتقى السَّنوي؛ إذ يتمُّ من خلاله تبادل فرص التّدريب ما بين الجامعات العربية في مختلف التخصصات، وتوفير منح ماليَّة رمزية من قبل المجلس للجامعات المشاركة في عمليَّة التَّبادل. إضافة إلى تشجيع الأنشطة العلميَّة والثَّقافية والفنية لطلاب الجامعات العربية. وقد كان افتتاح الملتقى بحضور الأستاذ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي، رئيس جامعة نزوى، والمكرَّم الدُّكتور طالب بن عيسى السَّالمي، عضو مجلس الدَّولة، ومساعد رئيس جامعة نزوى للعلاقات الخارجيَّة، والأستاذ الدُّكتور مصطفى إدريس البشير، الأمين العام المساعد لاتِّحاد الجامعات العربية، والأستاذ الدُّكتور عدلي البلبيسي مدير المجلس العربي لتدريب طلاب الجامعات العربيَّة، فيما شارك في الملتقى ممثِّلون عن ما يربو على ثمانين جامعةً عربيَّةً من دول العالم العربي كمثل: مصر، والعراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، والسعوديَّة، والسودان، والجزائر، وغيرها، إلى جانب ممثِّلين عن عددٍ من جامعات السَّلطنة وكليَّاتها. بدأ الحفل بتلاوة عطرة لآياتٍ من الذكر الحكيم للطَّالب جمال الحبسي، بعد ذلك ألقى الأستاذ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي، رئيس الجامعة، كلمةً قال فيها بعد أن رحَّب براعي الحفل والمشاركين في الملتقى: "تغير سوق العمل في العقدين السابقين تغيرًا جذريًّا عما كان عليه من قبل في شتى أرجاء المعمورة، وسيتغير بشكل أكبر خلال العقد الحالي وما يليه من عقود هذا القرن. وعليه لم يعد كافيًا إلمام الخريج بالمعارف المهنية في حقله؛ فالمعارف ذاتها في اضطراد ونمو، والوصول إليها أضحى ميّسرًا ولكن الخريج الجامعي بلا ريب سيظل محتاجًا لمهارات عمليه عدة، فإلى جانب مهارات التواصل والنقد البناء والتفكير الإيجابي لا بد له من قدراتٍ جليَّةٍ في التوصل إلى المعارف وتمحيصها وتسخيرها لبيئات العمل وإيجاد الحلول والقدرة على العمل ضمن فريق والتأقلم مع أقرانه في الفريق من ثقافاتٍ عدةٍ ومشارب مختلفة. وأضاف الرَّواحي: إنَّ الجامعات مطالبة بتغيير نمط أو أنماط إعداد خريجي المستقبل؛ ليضحوا قادرين على الوفاء بمتطلبات سوق العمل من ناحية والقدرة التلقائية على التأقلم مع تغيرات المجتمعات وأسواق العمل معا. وفوق هذا وهذاك ينبغي أن يكون الخريج قادرًا على المبادرة وإيجاد فرص للعمل الذاتي. وقال رئيس جامعة نزوى: عليه لم يعد التبادل الطلابي مطلبًا من مستلزمات الانفتاح والتواصل فحسب؛ بل مطلب أساسي لبناء قدرات الطالب الجامعي للحياة، ومقياس مهمٌ من مقاييس مستوى الجامعات وجودة عملها، ومؤشر لا بد منه من مؤشرات حسن الأداء بها. وأضاف: لا شك في أن التجربة العربية حققت قدرًا مهمًّا من بناء الجسور بين الطلبة الأشقاء والتعرف عن قرب على أقطار الوطن العربي، وفي تقديرنا تحتاج إلى مزيد من المؤسسية التي تحقق للطلاب مزيدًا من المهارات وتبني لديه مزيدًا من القدرات الذهنية والمهنية والحضارية؛ لذا ربما تجدون من المناسب الاستفادة من تجربتنا على الصعيد العالمي؛ حيث دأبت جامعة نزوى على تسخير هذه الفرص للطلاب للحصول على فرصة للدراسة بمؤسسةٍ عالميَّةٍ أخرى لفصل صيفي أو فصل أكاديمي لدراسة مقررات محتسبة في خطته الدراسية، بالإضافة إلى النمو الثقافي والمعرفي أو لإتاحة فرص التدريب الميداني والعملي أو التدريب الصناعي والمهني وهي في مجمل الأحوال مقررات تقاس وتقيّم وترصد نتائج الطالب بها، مما يعلي اهتمام الطالب بها والتقيد بتحقيق أهدافها. بعد ذلك تمَّ عرض فيلم وثائقي عن جامعة نزوى جسد أهم ما تحتويه من كليات ومراكز وخدمات للطُّلاب والبحث العلمي والمجتمع. أعقب ذلك كلمة لمجلس اتِّحاد الجامعات العربيَّة ألقاها الأستاذ الدُّكتور مصطفى إدريس البشير، الأمين العام المساعد للاتحاد، وقال فيها: لا شك في أن برنامج تبادل تدريب الطُّلاب إذا تصاعدت وتيرته، وتعددت أساليبه سيسهم في زيادة التقاربي والتعارف بين شعوبنا في الوطن العربي التي تتطلع إلى نهضة شاملة تقوم على التكتل والوحدة وتكامل الموارد في عالم اليوم الذي أصبحت فيه المنافسة والتسابق إلى المعالي على أشده، وتحت الأضواء الكاشفة، ويقاس التَّطور والتقدم في عالم اليوم وفق معايير كمية ونوعية متفق عليها، خاصة ونحن نعيش في عصر العولمة، وتحت مظلة ثورة المعلوماتية والفضاءات المفتوحة. وأضاف البشير: ينعقد هذا الملتقى بالتعاون بين اتحاد الجامعات العربية وجامعة نزوى وغي رحابها، وقد اطلعت قبل حضوري لهذا الملتقى على صفحة الجامعة في شبكة المعلومات الدَّولية، فوجدتُ أنَّها من المنارات التي نعتز بها في اتحاد الجامعات العربية بما تقدمه من برامج أكاديمية متطورة في مختلف التخصصات، وما تتبعه من نظام محكم متميز في الأداء والتقويم، مما يؤكد بأنها رائدةٌ في مجال التَّعليم العالي في سلطنة عُمان والمنطقة العربية، فبارك الله في جهود القائمين عليها. كما ألقى الأستاذ الدُّكتور عدلي البلبيسي، مدير المجلس العربي لتدريب طلاب الجامعات العربيَّة، كلمةً تحدَّث فيها عن الملتقى قائلا: يأتي هذا الملتقى تجسيدًا لأهداف المجلس العربي، وذلك بتشجيع الجامعات العربية على توفير فرص تدريب لطلبتها بالتَّبادل مع الجامعات العربية الأخرى؛ حيث يهيئ هذا الأسلوب الفرصة للطلاب للتعرف على أقطار وطنهم العربي وعلى الإمكانات المتاحة به، والاستفادة من تجارب وخبرات منوعة، كما يمكنهم الاتصال والتفاعل مع زملاء جدد. وقد جرت العادة في ملتقياتنا أن تتاح الفرصة لعرض تجارب بعض الجامعات العربية للاستفادة منها، ومن هذا المنطلق سيتم عقد حلقات نقاش يتم فيها استعراض خبرة وتجارب كل من: جامعة القدس المفتوحة في فلسطين، وجامعة صلاح الدين في العراق، وجامعة بير زيت في فلسطين، وجامعة نزوى المستضيفة للملتقى. كما ستقدم حلقة تتناول ملخص عملية التدريب للعام المنصرم 2011م ومعوقات التدريب ومميزاته التي ظهرت. وعلى هامش الملتقى ألقى الطَّالب أحمد بن ناصر القصابي قصيدةً شعرية ترحبية بالحضور والمشاركين في الملتقى. وبختام الملتقى سلَّم الأستاذ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي رئيس الجامعة هديَّة تذكارية للمكرم الشيخ الدُّكتور الخطاب بن غالب الهنائي، راعي الحفل. ويستمر الملتقى ثلاثة أيَّام حتى العاشر من الشهر الحالي تقام خلاله حلقاتٌ نقاشية وأوراق عمل في مجال تبادل عروض تدريب الطُّلاب. |