في إطار الشَّراكة العلميَّة والوطنيَّة بين الجامعة ومؤسَّسات التَّعليم في السَّلطنة، أقامت كليَّة السُّلطان قابوس لتعليم اللُّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها بولاية منح أمس (الثَّلاثاء 4/9/2012م)، وبالتَّعاون مع الجامعة محاضرةً بعنوان "الأفلاج في سلطنة عُمان". وقد قدَّم المحاضرة الدُّكتور عبدالله بن سيف الغافري – مساعد عميد كليَّة العلوم والآداب للتَّدريب، ومدير وحدة بحوث الأفلاج بالجامعة-. حيث تأتي هذه المحاضرة ضمن البرنامج التَّعريفيّ والفعاليَّات الثَّقافيَّة الَّتي تقدِّمها كليَّة السُّلطان قابوس لتعليم اللُّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها لطلاب الدُّفعة الأولى منها هذا العام 2012/2013م.

وقد استهلَّ الغافريُّ محاضرته بعرض فيلمٍ تعريفيٍّ حول الأفلاج ووجودها في السَّلطنة، بعد ذلك أعطى الدُّكتور الطُّلاب نبذةً مختصرةً عن تعريف الفلج ومعناه اللُّغوي، ومفهوم الفلج في عُمان وعلاقة الأفلاج بالإنسان العُمانيِّ، مشيرًا إلى أنَّ الفلج كان المركز الَّذي تشكَّلت حوله أنماط الحياة في القرية العُمانيَّة. وعرَّق الغافريُّ في محاضرته على أنواع الأفلاج في عُمان وهندستها ومسمَّياتها، موضحًا أنَّ الأفلاج في السَّلطنة يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواعٍ؛ نسبةً إلى منبع الفلج، وهي: الأفلاج الغيليَّة، والأفلاج العينيَّة، والأفلاج الدَّاؤوديَّة. إلَّا أنَّها مع ذلك تتشابه في طريقة الإدارة والتقسيم. وأضاف أنَّ مصدر المياه في الأفلاج الغيليَّة هو المياه السَّطحيَّة الجارية في أعالي الأودية (الغيول). والأفلاج الغيليَّة هي الأكثر تأثُّرًا بالجفاف؛ إذ إنَّ مياهها تنساب من خزاناتٍ جوفيَّة ضحلة. ومصدر الأفلاج  العينيَّة هو الينابيع  الطَّبيعيَّة (العيون) كفلج الحمام ببوشر. أمَّا الأكثر شهرةً، وهي الأفلاج الدَّاؤوديَّة مصدر الماء فيها هو البئر الأمّ (أم الفلج). وتمتاز الأفلاج العينيَّة والدَّاؤوديَّة باستقرار منسوب مياهها مقارنة بالنَّوع الغيلي. وحسب الإحصاءات فإنَّ الأفلاج الغيليَّة تشكل ما نسبته 55٪، والدَّاؤوديَّة 45٪ من إجمالي عدد الأفلاج في عُمان.

وتعرَّف طلاب الدُّفعة الأولى من كليَّة السُّلطان قابوس لتعليم اللُّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها من خلال المحاضرة على بعض الأفلاج المشهورة في السَّلطنة، كفلج دارس الَّذي يعدُّ من أكبر الأفلاج في السَّلطنة، حيث يساعد في ريِّ الكثير من المزارع في ولاية نزوى. وللحفاظ على هذا الفلج أنشأت الحكومة له حديقةً عامَّةً؛ ليكون مكانًا لزيارة الكثير من السُّياح. كما عرض الدُّكتور الغافريُّ نماذج من الأفلاج في بعض الدُّول الأخرى ومدى تشابهها مع نظام الأفلاج في السَّلطنة. كما شرح استخدامات الأفلاج ومدى اهتمام الحكومة بها، إلى جانب إدراج خمسة أفلاجٍ في قائمة التُّراث العالمي. وهي: فلج دارس، وفلج الخطمين الَّذي يقع في نيابة بركة الموز التَّابعة لولاية نزوى، وفلج الملكي بولاية إزكي، وفلج الميسر في ولاية الرُّستاق، وفلج الجيلة في ولاية صور.

الجدير بالذِّكر أنَّ كليَّة السُّلطان قابوس لتعليم اللُّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها استقبلت الشَّهر الماضي أولى دفعاتها، وإنشاؤها يأتي في إطار تجسيد اهتمام حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظَّم – حفظه الله ورعاه- بتعليم اللُّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها، كما أنَّها أوَّل كليَّةٍ متخصِّصةٍ لتعليم اللُّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها في السلطنة، وهي أيضًا إضافةٌ جديدةٌ لبرامج تعليم اللُّغة العربيَّة للنَّاطقين بغير هذه اللُّغة في دول الخليج والوطن العربي.