|   05 مايو 2024م
السابقالتالي


 

جماعة التَّوعية والإرشاد بالجامعة تبدأ أولى فعاليَّاتها بأمسيَّة \"أبشري.. فإنَّ الجنان هي الثَّمن\"

نظَّمت جماعة التَّوعية والإرشاد، وبإشرافٍ من مركز التَّميُّز الطُّلابي بالجامعة، مساء أمس الثَّلاثاء (25/9/2012م) أمسيَّة إرشاديَّة بعنوان "أبشري.. فإنَّ الجنان هي الثَّمن"، حيث بدأت الأمسيَّة بعرضٍ مصوَّرٍ لسماحة الشَّيخ أحمد بن حمد الخليلي -المفتي العام للسَّلطنة- من برنامج سؤال أهل الذِّكر؛ أجاب فيها على بعض المسائل المتعلِّقة بالمرأة. قدم بعدها الشَّيخ فيصل بن عامر الرواحي -إمام وخطيب مسجد السَّيِّد ناصر البوسعيدي- محاضرةً حملت عنوان الأمسية؛ تطرَّق فيها إلى الحديث عن الجنَّة ونعيمها، ثمَّ الحديث عن شهوات الدُّنيا الَّتي قد تحيد بالمسلم عن الطَّريق القويم، مستدلًا على ذلك بقول الله عزّ وجل: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب"، مفصِّلًا كلَّ واحدةٍ منها على حدة، على أن لا يعني ذلك أنَّ الإنسان يبتعد عنها، وإنَّما يحصل عليها بالطُّرق الحلال الَّتي شرعها الله للمسلم، داعيًا الجميع إلى الابتعاد عن الحرام والصَّبر عن ذلك لقوله تعالى: "... ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب". ثمَّ تحدَّث الشَّيخ الرَّواحي عن نساء الجنَّة وما تتمتَّع به المرأة من طهارةٍ محسوسةٍ وطهارةٍ معنويَّةٍ تحصل عليها كجزاءٍ لها على الأخذ بما أمر الله وترك ما نهى عنه، كما أشار إلى ضرورة اتِّهام النَّفس بالذَّنب والتَّقصير والمسارعة إلى التَّوبة وطلب المغفرة من الله - عزَّ وجلّ- والدُّعاء والبكاء من خشيته لقوله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسُّهما النَّار: عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله".

وانتقل الشَّيخ في حديثه إلى عباد الله الَّذين يدخلون الجنَّة، وهم الَّذين يتَّسمون بالصَّبر، ذاكرًا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد تحدَّث في كتابه الكريم عن الصَّبر وجزاء الصَّابرين في كثيرٍ من الآيات القرآنيَّة، وربط صفتهم بالجنَّة ونعيمها لقوله تعالى: "‏وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً" وفي آيةٍ أخرى: "أوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً" وقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" وغيرها من الآيات الدَّالَّة على جزاء الصَّابرين.

كما تطرَّق الشَّيخ في حديثه إلى أنواع الصَّبر، وهي الصَّبر على طاعة الله، كقيام اللَّيل وأداء الصَّلاة في وقتها، وحضور مجالس العلم، والدَّعوة والصوم وغيرها من الطَّاعات.أمَّا النَّوع الثَّاني فهو الصَّبر عن ارتكاب المعاصي والآثام، وأفضل ما دلَّ على ذلك قصة سيِّدنا يوسف - عليه السَّلام-، وهنا دعا الشَّيخ أن تتذكَّر كلُّ فتاةٍ إن دعتها نفسها إلى ارتكاب معصيةٍ أن تقول: "إنِّي أخاف إنْ عصيتُ ربِّي عذابَ يومٍ عظيم" فترتدع النَّفس عن المحرَّمات، وعلى الإنسان أن يستشعر عقاب الله وعذابه إن همَّ بارتكاب المعصيَّة فما يجنيه الإنسان هو نتيجة ما صنعت يداه، ومن ترك شيئًا لله عوضَّه الله خيرًا منه.

أمَّا النَّوع الثَّالث والأخير فهو الصَّبر عند المصيبة والابتلاء، كفقد عزيزٍ أو مرضٍ أو فَقْد مالٍ لقوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".

واختتم الرَّواحيُّ محاضرته بنصح الطَّالبات بأن يتخذن قراراتٍ بالبعد عن المعصية، ويقلنها أمام الجميع مذكرًا أنَّ  ثواب الله عظيمٌ، فقامت مجموعة من الحاضرات باتِّخاذ قراراتٍ حازمةٍ ثمَّ اختتم الحديث بالدُّعاء.

وفي ختام الأمسيَّة قدَّمت الجماعة مسابقةً عن المحاضرة الَّتي ألقاها الرَّواحي تخلَّلها توزيع جوائز ماليَّةٍ وجوائز عينيَّة.