|   26 أبريل 2024م
السابقالتالي


 مركز الإرشاد الطُّلابي يستهلُّ فعاليَّاته التَّوعويَّة بمحاضرة حول مهارات التَّذكُّر ومقاومة النِّسيان 

 

تقرير- عائشة بنت خلفان الوهيبيَّة، مركز الإرشاد الطُّلابي:

استهلَّ مركز الإرشاد الطُّلابي بالجامعة باكورة خدماته الإرشاديَّة لهذا العام الأكاديميِّ (2012/2013م) أمس الإثنين الموافق (1/10/2012م)، وذلك بمحاضرةٍ عنوانها "مهارات التَّذكُّر ومقاومة النِّسيان"، قدَّمها الدُّكتور أمجد محمَّد هياجنة – مدير مركز الإرشاد الطُّلابيِّ بالجامعة -. وقد بدأ المحاضرة بتعريف الذَّاكرة، كما عرَّج إلى توضيح مراحل الذَّاكرة الإرشاديَّة على أنَّها مرحلة التَّرميز، ومرحلة التَّخزين، ومرحلة الاسترجاع. وذكر أنَّ هناك ثلاثة أنماط للذَّاكرة هي الذَّاكرة الحسيَّة، والذَّاكرة قصيرة المدى (العاملة)، والذَّاكرة بعيدة المدى، وبعد ذلك تحدَّث الدُّكتور هياجنة عن خصائص الذَّاكرة الحسيَّة وقال إنَّها تنظِّم مرور المعلومات بين الحواس والذَّاكرة القصيرة، وأنَّها تخزِّن المعلومات لمدَّةٍ قصيرةٍ من الزَّمن قد لا تتجاوز بضع ثوانٍ.

كما تطرَّق الدُّكتور أمجد هياجنة إلى أهمِّ الاستنتاجات الَّتي يمكن استخلاصها من التَّجارب الَّتي أجريت حول الذَّاكرة الحسِّيَّة، وهي أنَّ المعلومات تخزَّن في الذَّاكرة الحسيَّة البصريَّة لفترةٍ لا تزيد عن ثانية، كما أنَّه يمكن استدعاء المعلومات البصريَّة من الذَّاكرة الحسِّيَّة البصريَّة مباشرة، وأنَّ دخول معلوماتٍ حسيَّةٍ جديدةٍ إلى هذه الذَّاكرة يمحي المعلومات القديمة، وأنَّه كلَّما بقيت المعلومات في هذه الذَّاكرة الحسيَّة البصريَّة فترةً أطول سهُلَ تذكُّرها، كما أنَّه لا يحدث أية معالجةٍ معرفيَّةٍ للمعلومات في الذَّاكرة الحسيَّة البصريَّة.

فيما أشار الدُّكتور أمجد هياجنة إلى أبرز الاستنتاجات الَّتي يمكن استخلاصها من التَّجارب الَّتي أجريت حول الذَّاكرة الحسِّيَّة السَّمعيَّة، وهي أنَّ المعلومات تخزّن في هذه الذَّاكرة من 2 إلى 3 ثوانٍ، وأنَّ دخول معلوماتٍ حسيَّةٍ جديدةٍ إليها يمحي المعلومات القديمة، وأيضًا لا يحدث أيّة معالجاتٍ معرفيَّةٍ للمعلومات. بعد ذلك تطرَّق الدُّكتور إلى الذَّاكرة  مركز الإرشاد الطُّلابي يستهلُّ فعاليَّاته التَّوعويَّة بمحاضرة حول مهارات التَّذكُّر ومقاومة النِّسيان قصيرة المدى، وقال إنَّها تحتلُّ مكانةً متوسِّطةً بين الذَّاكرة الحسيَّة الطَّويلة؛ حيث تستقبل معلوماتها من الذَّاكرة الحسيَّة في طريقها عبر (فلاتر) الانتباه، أو من خلال الذَّاكرة الطَّويلة عندما تحتاج الذَّاكرة القصيرة إلى المعلومات الإضافيَّة، والخبرات السَّابقة لممارسة عمليَّات التَّرميز والتَّحليل للمعلومات الجديدة. وقال بأنَّ الذَّاكرة القصيرة سمِّيت بهذا الاسم؛ لأنَّها تحتفظ بالمعلومات لفترةٍ لا تتجاوز (18) ثانيةً إن لم يتمَّ الانتباه إليها قبل استبدالها بمعلوماتٍ أخرى، وأنَّ هذه الذَّاكرة تقوم بمعالجات معرفيَّة بصورةٍ مستمرَّةٍ من ترميزٍ وتحليلٍ وتفسير، وأنَّ أهمَّ الخصائص الَّتي تميّزها أنَّ مدَّة الاحتفاظ محدودةٌ، حيث تبقى بين 15 و 18 ثانيةً، وأنَّ الطَّاقة التَّخزينيَّة محدودة، وأنَّه إذا مرَّت الفترة الزَّمنية (18 ثانيةً) على وصول مثير للذَّاكرة القصيرة ولم يتمَّ معالجته، أو تكراره فإنَّه سيتمُّ نسيانه. كما أنَّه إذا حدثت أيَّة مشتقاتٍ للانتباه خلال معالجة المعلومات في الذَّاكرة يؤدِّي إلى إضعاف احتماليَّة معالجة المعلومات وتخزينها في الذَّاكرة الطويلة، وبالتَّالي لابد من التَّركيز أثناء المحاضرة، والانتباه، والتَّواصل البصريّ. وأضاف أنَّ سرعة توالي دخول معلوماتٍ جديدةٍ إلى الذَّاكرة يجبر المعلومات القديمة على الخروج منها.

كما تطرَّق الدُّكتور إلى الحديث عن الذَّاكرة طويلة المدى، وذكر أنَّها عبارةٌ عن خزَّانٍ يضمُّ كمًّا هائلًا من المعلومات والخبرات الَّتي اكتسبها الفرد عبر مراحل حياته المختلفة، وأنَّ عمليَّة استرجاع المعلومات من الذَّاكرة الطويلة عبارةٌ عن عمليَّة البحث عن المعلومات في مخزن الذَّاكرة وإعادتها إلى الذَّاكرة القصيرة؛ لتصحيح استجابةٍ ضمنيَّةٍ أو ظاهرة. وأضاف أنَّ مرحلة البحث عن المعلومات من الذَّاكرة الطويلة تتمُّ من خلال التَّحقُّق من وجود المعلومات في الذَّاكرة، وفحصها، وتحديد المعلومات المطلوب استرجاعها، وأنَّ مرحلة تجميع المعلومات المطلوبة وتنظيمها قد يواجه فيها الإنسان صعوبةً فيظهر ما يعرف في علم النَّفس بظاهرة (على رأس اللِّسان)، ويعود ذلك لنقص عنصرٍ أو عدم انتظام العناصر المكوّنة للموقف. وقال الدكتور هياجنة: مرحلة الأداء والاستجابة تشبه في أدائها الضَّغط على مفتاح الكهرباء أو السُّلوك الحركي. وتحدَّث عن أهمِّ خصائص الذَّاكرة الطَّويلة، حيث أوضح أنَّه لا توجد حدودٌ لكميَّة المعلومات الَّتي يمكن استيعابها في الذَّاكرة الطَّويلة، كما أنَّه لا توجد حدودٌ زمنيَّةٌ ثابتةٌ للاحتفاظ بهذه المعلومات، وأنَّ جميع المعلومات تصل إلى الذَّاكرة يتمُّ تخزينها حتَّى ولو فشلنا في استدعائها لاحقًا، وكذلك أنَّ عمليَّة استرجاع المعلومات تتأثَّر بعوامل فاعليَّة التَّرميز في الذَّاكرة القصيرة، والحالة المزاجيَّة للشَّخص عند التَّرميز أو الاسترجاع، وأنَّ التَّرميز الجيِّد للمعلومات في الذَّاكرة القصيرة يوفِّر تلميحاتٍ ودلالاتٍ تساعد على تذكُّرها لاحقًا.

بعد ذلك انتقل الدُّكتور أمجد هياجنة إلى الحديث عن النِّسيان من حيث مفهومه والنَّظريَّات المفسِّرة له والَّتي من أهمِّها نظرية الضُّمور (التَّلاشي)، ونظريَّة التَّداخل أو التَّقاحم، ونظريَّة الكبت، ونظريَّة الإمحاء. كما تطرّق إلى ضرورة الاهتمام بالتَّغذية الصِّحيَّة الَّتي تساعد على تقوية الذَّاكرة والابتعاد عمَّا يسيء إلى الجسد والذَّاكرة من غذاء، وكذلك الابتعاد عن الحوادث والصَّدمات النَّفسيَّة والجسديَّة، كما استعرض الدُّكتور هياجنة بعد ذلك نتائج دراسة (أليكس مين- (Alex Main من جامعة ستراثكلايد بأنَّ الطَّالب الكفء هو الَّذي يتميَّز أو يتَّصف بأنَّ "لديه جدولًا دائمًا للاستذكار، وعادةً يستذكر في نفس الوقت والمكان كلَّ يوم، ويستذكر لفتراتٍ قصيرةٍ يتخلُّلها فترات راحة، ويراجع مذكِّراته بعد انتهاء الدَّرس مباشرةً، ولا يترك واجباته حتَّى آخر دقيقة، ولا يتشتَّت بسهولة، ولا يحتاج لاختباراتٍ لتحفِّزه على المذاكرة". وختم الدُّكتور هياجنة المحاضرة بشكر الطُّلاب على حرصهم على الحضور والتَّفاعل الطَّيب، متمنِّيًا لهم عامًا أكاديميًّا موفَّقًا ومفعمًا بالهمَّة والنَّشاط والدَّافعيَّة الذَّاتيَّة المرتفعة.