|   19 مايو 2024م
السابقالتالي


 سيف المسكريُّ يعرِض \"تجربة حياته\" الشَّائقة في الموسم الثَّقافي التَّاسع

تصوير- إبراهيم بن سيف العزري:      

 استضافت الجامعة أمس السَّبت (17/ 3/ 2013م) الشَّيخ سيف بن هاشل المسكري -رئيس مجلس إدارة النَّادي الثَّقافي- ليبوح لطلاب الجامعة عن تجربة حياته. وفي بداية الحديث قدَّم الأستاذ محمَّد بن عبدالله العدوي –الرَّئيس التَّنفيذي لصندوق الجامعة الاستثماري- السِّيرة الذَّاتية للشَّيخ والمناصب الَّتي تقلَّدها خلال مسيرة حياته العمليَّة.

     وافتتح الشَّيخ المسكريُّ تجربته الحياتية بذكر حياة الصِّبا الَّتي عاشها في قريته في ولاية إبراء ما قبل عام السَّبعين، وقال بائحًا بما يجول في خاطره: إنَّني أفتقد تلك الأيَّام وما فيها من ذكرياتٍ دفَّاقةٍ امتزجت بمبادئ وقيمٍ كان لها الدَّور الأساس في تكوين الشَّخصيَّة العُمانيَّة. إنَّنا اليوم نفتقد حياة التَّكافل والتَّكامل والاعتماد على الذَّات في كثيرٍ من الأحايين. فكما يرى الشَّيخ المسكريّ أنَّ العادات والقيم العُمانيَّة الَّتي كان المجتمع والأسرة يتمسَّكان بها، والَّتي منها حياة (السَّبلة) والمجالس، حيث يجتمع الرِّجال كلَّ يومٍ يتسامرون ويتحدَّثون في أمور حياتهم، والحياة المسجديَّة؛ حيث يلتقي جميع أفراد البلدة في المسجد ويعقدون فيه حلق الذِّكر والعلم، يرى الشَّيخ المسكريّ أنَّ تلك العادات والقيم كانت سببًا في تكوينه الشَّخصي وتكوين كثيرٍ من الشَّخصيَّات العُمانيَّة الفذَّة، إلَّا أنَّنا اليوم للأسف –كما يقول الشَّيخ- نفتقدها، ونتمنَّى أن تعود. وأضاف المسكريّ: إنَّ القرية في ما قبل السَّبعين كانت بما فيها تمثِّل حضارةً ممتدَّةً، أخذت مبادئها وقيمها من عصرٍ ضاربٍ في القدم للحضارة العُمانيَّة الَّتي تعود جذورها إلى ما قبل 5000 عام. وقال: إنَّنا اليوم نفتخر بما وصلنا إليه من تطوُّرٍ ونماءٍ يصبّ في بناء الإنسان العُمانيّ.

سيف المسكريُّ يعرِض \"تجربة حياته\" الشَّائقة في الموسم الثَّقافي التَّاسع

        وعن بدايات عمله يذكر المسكريّ أنَّه خرج من عُمان وعمره 12 سنةً إلى الكويت لطلب العلم، وانتقل بعد ذلك إلى السُّعوديَّة، وحطَّ رحاله في بغداد عاصمة العراق. وهنا –كما يقول الشَّيخ المسكري- بدأ الحياة العمليَّة الفعليَّة، حيث الرَّوابط الطُّلابيَّة، وتجربته مع رابطة الطُّلاب العُمانيَّة، وقال: لقد تعلمنا في بغداد حياة التَّكافل والتَّعاون والتَّكامل، وامتزجت الحياة العلميَّة في بغداد بالحياة العمليَّة حيث تحمُّل المسؤوليَّات والقيادة من خلال انتخابات رابطة الطَّلبة، وقيادتها.

       وعن حياته العمليَّة في السَّلطنة فقد بدأت في بداية السَّبعينيَّات، حيث تقلَّد مناصب في وزارة الخارجيَّة، وهنا ذكر المسكري التَّجارب والمواقف والتَّحدِّيات الَّتي كان يواجهها هو وزملاؤه في العمل حيث كان العمل في بداياته، والموظَّفون قليلون، وكانوا يعملون طوال 18 ساعةً في اليوم، وعددهم أربعة موظَّفين. وعلَّق المسكري على ذلك أن لا راحة في أداء الواجب وبناء الوطن، وقال: كنَّا نعطي ولا نسأل عن ماذا نأخذ، كنَّا نؤدِّي رسالةً وطنيَّة، وعطاء الإنسان ليس بما يأخذ من الوطن بل بما هو يُعطيه ويبذل له، فهذا هو مقياس الوطنيَّة.

         وقد عمل المسكري دبلوماسيًّا لمدَّة أربع سنواتٍ في جنيف في منظمة الأمم المتَّحدة، كما عمل في الأمانة العامَّة لمجلس التَّعاون لدول الخليج العربية، حيث كان أمينًا مساعدًا للشُّؤون السِّياسية في المجلس، وقد ذكر الشَّيخ عددًا من المواقف في المجلس. كما ذكر الشَّيخ المسكريّ تجاربه في وزارة التِّجارة والصِّناعة، حيث كان وكيلًا للوزارة للسِّياحة، وعُيِّن بعدها عضوًا في مجلس الدَّولة في عام 1997م واستمرَّ فيه لعشر سنوات. وسرد المسكريّ في حديثه تجاربه الثَّريَّة بالمبادئ والقيم والتَّضحية والعطاء الَّتي تفاعل معها طلاب الجامعة والحضور الكبير الَّذي أبدى إعجابه بتجارب هذه الشَّخصيَّة الفذَّة المعطاءة.

      وفي ختام الحديث أشاد المسكريُّ بالجامعة وما وصلت إليه من تطوُّرٍ وتحديثٍ في كافَّة الأصعدة، كما أشاد بقيادتها الفذَّة، ودعا الطُّلاب جميعًا إلى استثمار طاقاتهم وأفكارهم في العلم والثَّقافة، ودعاهم إلى التماس طريق العُمانيين الأُول الَّذين صنعوا حضارة عُمان، من خلال قيمهم ومبادئهم المتركِّزة في مبادئ التَّكافل والتَّعاون والتَّكامل والأخلاق السَّامية، كما حضهم على العطاء والبذل من أجل هذا الوطن الغالي عُمان. حضر التَّجربة الأستاذ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي –رئيس الجامعة-، والأساتذة نواب الرَّئيس ومساعدوه، وعمداء الكليَّات، وجمعٌ من الموظَّفين وطلاب الجامعة.   

سيف المسكريُّ يعرِض \"تجربة حياته\" الشَّائقة في الموسم الثَّقافي التَّاسع