|   10 مايو 2024م
العدد 135 | الأرشيف


جامعة نزوى والاستجابة للظروف الاستثنائية المتعلقة بجائحة كورونا

 

 

 

 

 

 

مقال: د. وليد الراجحي – عميد عمادة التخطيط وإدارة الجودة

 

في صباح شهر نوفمبر العام الفائت، استيقظ العالم على اجتياح لم يعرف له مثيل؛ إنه وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) العابر لحدود الدول، الذي أجبرها على غلق حدودها، وإقفال أبواب مطاراتها وأبواب جامعاتها ومدارسها، واستنفار أنظمتها الصحية حتى تتمكن -بالكاد- من احتوائه ودفع ضرره.

السلطنة كانت في مصاف تلك الدول التي استحضرت الاحترازات اللازمة لمواجهة هذه الجائحة؛ من طريق تشكيل لجنة عليا تُعنى بمتابعة تطورات الفيروس المستجد ذي الطابع المتغير غير المتوقع. وتماشيا مع قرارات اللجنة العليا في السلطنة، واستباقا لأي أخطار يمكن أن تنشأ من هذا الوباء، شرعت جامعة نزوى إلى شحذ هممها وإعداد خططها لتضع بالحسبان صحة الإنسان أولاً، ثم تثبيت نظام شامل يضمن استمرار  أداء جوهر رسالتها؛ ألا وهو التعليم؛ بحيث يكون ذلك النظام متوافقاً مع قرارات اللجنة العليا المكلفة  بمتابعة مستجدات الجائحة، كذلك الجهات الرسمية الأخرى المعنية؛ ليتجلى هذا النظام على ثالثة محاور رئيسة كما يوضحها الشكل الآتي:

  

المحور الأول: الصحة والسلامة

بإشراف عام من الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة، وبتنفيذ عمادة التخطيط وإدارة الجودة ممثلة في مكتب الصحة والسلامة، شرعت الجامعة في وضع لائحة الضوابط والاحترازات الوقائية المنظمة لطبيعة العمل، وتهيئة مقرات العمل الآمنة المستوفية لشروط الصحة والسلامة؛ وتوجيهات منظمة لبيئة عمل مرن، مثل: العمل بنظام المناوبات الدورية والعمل عن بعد، وتوظيف التكنلوجيا الحديثة في تسيير الأعمال وتسهيل الإجراءات الإدارية؛ وتوظيف بنودٍ في تنظيم عملية التنقل داخل الحرم الجامعي؛ وبنودٍ أخرى حيال آلية عقد الاجتماعات التي تتناسب مع اشتراطات الصحة والسلامة، وتثبيت إجراءات الوقاية لحماية المراجعين في أثناء العمل، كذلك بنود تشمل تنظيم الخدمات العامة المقدمة، مثل: الشركات المتعاملة مع الجامعة؛ إضافة إلى نشر وتثبيت المنشورات التوعوية بشأن الإجراءات الواجب اتباعها للوقاية الشخصية من عدوى فيروس كورونا. وكونه إجراء مهما، عمدت الجامعة إلى شراء أجهزة مجسات حرارية وُضعت على مداخل الجامعة بهدف قياس درجة حرارة الأفراد مرتادي الجرم الجامعي، كذلك التحضير لعمل فحوصات الكشف عن فيروس كورونا المستجد للحالات ذات الأعراض المشتبه بإصابتها، إذ إن هذا النوع من الفحوصات يعد العامل الأهم للحد من انتشار الوباء؛ إذ يأتي ضمن الجهود للسيطرة عليه.

 

المحور الثاني: الدعم التقني

هذا المحور تركز حول توفير الدعم التقني واللوجستي المتواصل لضمان سير الأداء المؤسسي والعملية التعليمية. وقد تجلّت الجهود في هذا المحور حيال توفير الدعم التقني للبريد الإلكتروني والمنصات التعليمية؛ وتوفير الاحتياجات التقنية لتكملة العملية التعليمية عن بعد؛ وربط المنصات التعليمية بتطبيقات تساعد على تقديم المحاضرات والدروس بشكل مباشر على الشبكة العنكبوتية؛ كما تم كذلك رفع كفاءة وتحديث منصة التعليم في الجامعة "Eduwaive" لتستجيب لمتطلبات التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد.

وقد كانت الهيئة الاكاديمية محطة اهتمام في هذا المحور؛ إذ تم إطلاق برنامج تدريبي يستهدف رفع كفاءة المعلمين في كيفية استعمال هذه التقنيات والتدريب على استعمال منصة التعليم المحدثة "Eduwaive" ذات النسخة الجديدة.

 

المحور الثالث: التعليم والتعلم

التعليم والتعلم جوهر العمل والعمود الفقري للأداء المؤسسي في جامعة نزوى، ومن أجل ضمان استمرارية هذه العملية، عمدت الجامعة إلى الأخذ بخطوات أساسية عديدة، شملت: وضع خطة التعليم الطارئة اللازمة لتسيير العملية التعليمة المتأثرة بجائحة انتشار فيروس كورونا، ووضع الأساسيات التي تأطر آلية الاستمرار بما يتوافق مع المعايير الموضوعة في مجال التعليم والتعلم؛ كما تم مواءمة التقويم الأكاديمي مع الظرف الراهن وجعله أكثر مرونة؛ كي يتسنى استكمال المناهج والبرامج الدراسية.

فيما جاء تشكيل فريق عمل يعنى بمتابعة التعلم عن بعد والتعلم الإلكتروني ليكمل الحلقة لضمان سير استمرار العملية التعليمية على المنهج المرسوم والسياسات الموضوعة لها، الذي تمثل في قياس جاهزية الهيئة الأكاديمية والطلبة من طريق استبانة شاملة؛ وقد أثمر عن معرفة نقاط الجاهزية لدى الفئتين والنقاط المراد تعزيزها، التي وضع لها خطة علاجية تستهدف تحويل المعوقات المكتشفة إلى نقاط ذات دافع اسندت لاحقاً ببرامج تدريبية ذات صلة. ولضمان ثبات وكفاءة الخطة التعليمية الموضوعة بحسب الوضع الراهن المتعلق بفيروس كورونا، تم إعداد تقارير الجاهزية التعليمية بشكل أسبوعي، الذي كان له الدور الفاعل في الاستجابة المباشرة والمستمرة لأي عوائق تظهر أو متطلبات ذات صلة.

إن رؤية الجامعة تجاوزت مرحلة التعامل مع التحديات الراهنة، إذ لم تتوقف على إعادة العملية التعليمية إلى نصابها فحسب؛ بل تجاوزت ذلك بالبدء في عملية الإعداد لمرحلة ما بعد كورونا؛ فأصبح السعي في خلق بيئة تعليمية رقمية مستقلة ذات ضوابط عالمية معتمدة وتطبيق نظام التعلم المدرج ضرورة ملحّة؛ بحيث يصبح المتعلم شريكا فاعلا في العملية التعليمية من طريق القدرة على وضع أهدافه التعليمية، واكتساب مخرجات البرامج التعليمية بدعم مباشر من مدرسي المقررات.

نسأل الله العزيز القدير أن يرفع عنا البلاء والوباء والمرض، ويوفق أبناءنا الطلبة في مسيرة حياتهم التعليمية والمستقبلية، ويحفظ البلاد والعباد... إنه سميع قدير.

 


التعليقات:

إضافة تعليق:
للمشاركة في نشر مواضيع إشراق يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني im@unizwa.edu.om