أمجد الرواحي:

نظم فريق الحجر الغربي التابع لنادي الرستاق بالتعاون مع اللجنة الثقافية بالنادي محاضرة علمية حول الأفلاج والحضارة العمانية، قدمها الدكتور عبدالله بن سيف الغافري، مدير وحدة بحوث الأفلاج، وذلك بمبنى دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق.

واستعرض الدكتور في بداية محاضرته النشأة التاريخية للأفلاج وانتشارها في مختلف قارات العالم كنظام للسقي، حيث يعد الفلج مصدر حياة يقوم عليه الاقتصاد وتبنى عليه العادات الاجتماعية والنظم الإدارية في أي مجتمع يتواجد فيه. كما ذكر الدكتور بعض الأمثلة على البراعة الهندسية لدى العمانيين القدامى من خلال تصميم قنوات نقل الماء عبر الجسور والتي تسمى محليا (المليل أو العوقة) أو تحت الأرض ويطلق عليها (غراق فلاح) كما اعتبر فلج الميسر بالرستاق، والملكي بإزكي نماذج على تلك البراعة.

ثم تحدث الدكتور الغافري عن طرق توزيع المياه والأدوات المستخدمة لضبط التوزيع كاللمد (الساعة الشمسية) والطاسة (الساعة المائية) بالإضافة إلى النجوم. بعدها تتطرق إلى الوحدات المستخدمة، حيث تختلف الوحدات باختلاف القرى ويشتهر الأثر الذي يعادل نصف ساعة مع وجود وحدات أقل كالقياس (12 قياس لكل أثر) علاوة عن وجود وحدات دقيقة يتم استخدامها للمواريث وأصغرها ما يعرف بالجليلة وتعادل خمسة على ألف دقيقة.

وأوصى الدكتور وبإجماع الحضور  على ضرورة وجود مركز وطني خاص بالأفلاج لعمل الدراسات ورصد الأنظمة وتقديم الدعم عند الصيانة والمساهمة في الحفاظ على هذا الإرث الحضاري العظيم. كما أكد على ضرورة استدامة الأفلاج من خلال تشجيع الشباب على تعلم أنظمتها والاستثمار فيها.

في الختام تم فتح المجال للمناقشة وأسئلة الحضور . كما قام سعادة  ناصر بن راشد العبري ‏‏‏‏‏-عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الرستاق، ورئيس اللجنة الثقافية بنادي الرستاق- بتقديم هدية تذكارية للدكتور عبدالله الغافري على إقامته لهذه المحاضرة.