|   05 مايو 2024م
السابقالتالي


تقرير- عائشة بنت خلفان الوهيبيَّة:

بمناسبة بدء العام الكاديمي الجديد أقام مركز الإرشاد الطُّلابي بأمانة شؤون الطُّلاب يوم الإثنثن (19/9/ 2011م) محاضرةً بعنوان "إجراءات وأساليب استثارة دافعيَّة الإنجاز الأكاديمي"، قدَّمها الدُّكتور أمجد هياجنة – مدير مركز الإرشاد الطُّلابي–، وتضمَّنت التَّعريف بمفهوم الدَّافعيَّة، والمفاهيم ذات الصِّلة بها؛ حيث اشار إلى أنَّ الدَّافعيَّة للتَّعلُّم هي حالة (قوَّة) داخليَّة في المتعلِّم تدفعه إلى الانتباه إلى الموقف التَّعليمي، وتستثيره وتحثُّه على القيام بسلوك (نشاط) موجَّهٍ وجهةً صحيحة، وتحافظ على استدامة هذا السُّلوك؛ حتَّى يتمَّ تحقيق الهدف (إشباع الدَّافع). كما أشار هياجنة إلى أنَّ الدافعية الذَّاتيَّة للإنجاز الأكاديمي تشير إلى الرَّغبة الدَّاخليَّة للطَّالب الَّتي توجِّه سلوكَه نحو بذل المزيد من الجهد والمثابرة في الدِّراسة ومتطلَّباتها؛ كمثل: حضور المحاضرات، وتأدية الواجبات، والاستعداد للامتحانات، مهما كانت صعبةً مع التَّركيز فيها، والقيام بأدائها في ظلِّ درجةٍ من الاستمتاع والرِّضا.

 

مركز الإرشاد الطُّلابي يستهلُّ أوَّل برامجه لهذا العام بمحاضرةٍ للطُّلاب بعنوان \"إجراءات وأساليب استثارة دافعيَّة الإنجاز الأكاديميّ\"

هياجنة يعرض أهمَّ إجراءات استثارة الدَّافعيَّة الذَّاتيَّة

كما تطرَّق الدُّكتور أمجد هياجنة إلى بعض مؤشرات تدنِّي الدَّافعيَّة الذَّاتيَّة للإنجاز الأكاديمي، الَّتي يفترض بالطَّالب الجامعي توخِّي الحيطة والحذر منها؛ لأنَّها بمثابة جرس إنذارٍ لتدنِّي الدَّافعيَّة، وذكر من هذه المؤشِّرات الَّتي قد تظهر أثناء المحاضرات: حالات الململة الجسديَّة بشكلٍ ملحوظ، واتِّصال العيون الزُّجاجيَّة (الدِّماغ مغلق، والعيون مفتوحة)، وكثرة الأحاديث الجانبيَّة، والشُّرود (السَّرحان)، وكثرة تجوال النَّظر في قاعة المحاضرة، أو النَّظر من خلال النَّوافذ، وكثرة العبث بالأشياء كالأقلام أو الأدوات، والرَّسم العبثي على الورق أو مقاعد الدِّراسة والتَّأخُّر عن موعد بدء المحاضرة مع الحرص على الخروج مبكرًا (آخر مَن يحضر، وأوَّل مَن يخرج). واستعرض هياجنة في محاضرته بإيجازٍ أهمَّ النَّظريات التَّقليديَّة في الدَّافعيَّة بشكلٍ عام، والدَّافعيَّة الذَّاتيَّة للإنجاز الأكاديمي بشكلٍ خاصّ، ومن النَّظريَّات الَّتي استعرضها في هذا الصَّدد نظريَّة "هنري موراي" (Henry Murray)، ونظريَّة "ماكيلاند" (McClelland)، ونظريَّة "ماسلو" (Maslow)، ونظريَّة "اتكنسون" (Atkinson)؛ حيث أوضح الدُّكتور أمجد أنَّ نظريَّة (القيمة – والتَّوقُّع) لـ"اتكنسون" قد أشارت إلى أنَّ الطَّالب أثناء سعيه للنَّجاح والتَّفوُّق يستثار من خلال دافعين: الدَّافع الأوَّل يتمثَّل في الميل إلى النَّجاح (الإنجاز)، والدَّافع الثَّاني يتمثَّل في الميل إلى تجنُّب الفشل، وأنَّ الميل لتحقيق النَّجاح= دافع النَّجاح× احتماليَّة النَّجاح× القيمة الحافزة على النَّجاح، وأنَّ الميل إلى تجنُّب الفشل= الدَّافع لتجنُّب الفشل× احتماليَّة الفشل× القيمة الحافزة لتجنُّب الفشل، وأنَّ الطَّالب الباحث عن الإنجاز والإبداع والتَّميُّز ومواكبة التَّطوُّرات العلميَّة في مجال تخصُّصه، يفترض أن يكون مدفوعًا بتحقيق النَّجاح وليس فقط تجنُّب الفشل.

ومن الأمور الَّتي شرحها الدُّكتور المحاضر بعض النَّظريَّات الحديثة والمعاصرة مثل نظريَّة "كيوكلا" (Kukla)، و"جاكسون" (Jackson)، و"ميتشل" (Mitchel)، ونظريَّة "واينر"(Weiner) ؛ حيث أشار إلى أنَّ نظريَّة العزو السَّببي لـ"واينر" قد ركَّزت على كيفيَّة تفسير الطُّلاب لأسباب نجاحهم أو فشلهم، وكيف تؤثِّر هذه التَّفسيرات على سلوك الإنجاز اللاحق، وأنَّ الطُّلاب يحاولون المحافظة على صورةٍ إيجابيَّةٍ للذَّات؛ لذلك فهم عندما يؤدُّون بشكلٍ جيِّدٍ فإنَّهم يعزون نجاحهم إلى قدراتهم الذَّاتيَّة، وجهودهم الشَّخصيَّة، أمَّا عندما يعملون بشكلٍ سيِّئ فهم يعتقدون أنَّ فشلهم يعود إلى عوامل خارجة عن إرادتهم وسيطرتهم؛ لذلك فهم يحاولون إيجاد مبرِّرات تمكِّنهم من حفظ ماء وجههم أمام زملائهم وأساتذتهم. كما أوضح هياجنة أنَّ "واينر" قد صنَّف الأسباب الَّتي يعزو إليها الطُّلاب نجاحهم أو فشلهم إلى ثلاثة أبعاد هي: مصدر التَّحكم (داخلي – خارجي)، واستقرار مركز التَّحكُّم (مستقرّ – غير مستقرّ)، والقدرة على التَّحكُّم (قابل للسَّيطرة- غير قابل للسَّيطرة)، ويرى "واينر" أنَّ الطُّلاب ذوي الدَّافعيَّة العالية يعزون أسباب نجاحهم أو فشلهم إلى أسبابٍ داخليَّةٍ كالجهد مثلًا، وغير ثابتةٍ فالجهد قابلٌ للزِّيادة والنُّقصان، وقابلٌ للسَّيطرة.

أمَّا الطُّلاب ذوو دافعيَّة الإنجاز المنخفضة فإنَّهم يعزون أسباب نجاحهم أو فشلهم لأسباب خارجيَّة؛ مثل: الضُّغوط الاجتماعيَّة، والظُّروف الاقتصاديَّة، وصعوبة المساقات، وصعوبة الامتحانات، وقسوة الأساتذة، وأنظمة الجامعة، والحظّ... وهي ثابتةٌ وغير قابلة للسَّيطرة. وضرب الدُّكتور لذلك عددًا من الأمثلة، بعدها انتقل الدُّكتور أمجد إلى عرض ومناقشة المظاهر والصِّفات العشر الَّتي تميِّز الطُّلاب مرتفعي دافعيَّة الإنجاز (المعدل التَّراكمي مرتفع) عن الطُّلاب منخفضي دافعية الإنجاز (المعدل التَّراكمي منخفض)، والَّتي بُني عليها مقياس هيرمانز (Hermans) لدافعيَّة الإنجاز الأكاديمي، وهذه الصفات تتمثل في: "1- مستوى الطُّموح العالي، 2- نادرًا ما يشتكون من التَّعب والإجهاد، 3- القابليَّة للتَّحرُّك دائمًا إلى الأمام، 4- يتمتَّعون بالنَّشاط والحركة الهادفة وروح المثابرة، 5- الرَّغبة في إعادة التَّفكير في العقبات والصُّعوبات وكيفيَّة التَّغلُّب عليها، 6- الاتِّجاه نحو المستقبل، وتركيز الانتباه والاهتمام بما يحدث هنا والآن، 7- إدراك أهميَّة الوقت ومضاعفة مردوداته،  8- اختيار مواقف المنافسة مقابل مواقف التَّعاطف، 9- البحث عن التَّقدير، 10- الرَّغبة في الأداء الأفضل من ذي قبل وعن الآخرين أيضًا". وختم الدُّكتور هياجنة المحاضرة بشكر الطُّلاب الحضور على حرصهم على الحضور والتَّفاعل الطَّيِّب متمنِّيًا لهم عامًا أكاديميًّا موفَّقًا ومفعمًا بالهمَّة والنَّشاط والدَّافعيَّة الذَّاتيَّة المرتفعة.

 

مركز الإرشاد الطُّلابي يستهلُّ أوَّل برامجه لهذا العام بمحاضرةٍ للطُّلاب بعنوان \"إجراءات وأساليب استثارة دافعيَّة الإنجاز الأكاديميّ\"

جانب من المحاضرة والحضور