في إطار تفعيل فنِّ الخطِّ العربيِّ ومجالاته أقامت الجمعيَّة العُمانيَّة للفنون التَّشكيليَّة بالتَّعاون من جامعة نزوى ورشة عملٍ فنِّيَّة في الحرم المبدئي للجامعة، وقد تخلَّل الورشة عددٌ من المحاور الفِّنيَّة الَّتي تبرز جماليَّات فنِّ الخطّ العربيّ العريق. ويعتبر فنُّ الخطِّ العربيِّ التَّقليديِّ من الفنون الإسلاميَّة العريقة الَّتي تربط الخطَّاط العربيَّ بعددٍ من المفردات المهمَّة، مثل الدِّين واللُّغة والتُّراث والحضارة بمختلف جوانبها. وتسعى الجمعيَّة العُمانيَّة للفنون التَّشكيليَّة من خلال مثل هذه الورش إلى التَّعريف بجماليَّات الخطِّ العربيّ، وذلك من خلال عرض بعض التَّجارب العُمانيَّة الشَّابَّة الَّتي تتميَّز بلمسة اليد العُماني، كما تسعى إلى تأهيل المنتسبين إلى هذا الفنِّ الأصيل؛ ليتمكَّنوا من إبراز مواهبهم، وتقديم أفضل إبداعاتهم الفنِّيَّة حتَّى يستطيعوا تمثيل اسم هذا البلد المعطاء في المحافل الدَّوليَّة، والحصول على أفضل المراكز في المسابقات العالميَّة.

وتضمَّنت الورشة مدخلًا للتَّعريف بأهميَّة الخطِّ العربي، والأهميَّة الَّتي توليها الجمعيَّة العُمانيَّة لتفعيل هذا المجال في مختلف محافظات السَّلطنة، ومحاولة التَّعرُّف على الصُّعوبات الَّتي تعترض هذا التَّوجُّه، وذلك من خلال وضع البرامج الفنيَّة والخطط طويلة الأجل؛ أملاً في تحقيق الأهداف الَّتي يمكنها من تحقيق الطموحات الكبيرة الَّتي يأمل المنتسبون لمجال الخطِّ العربي بلوغها. بالإضافة إلى عرض بعض التَّجارب الفنِّيَّة في مجال الخطِّ العربي، ومنها تجربة الفاضل خميس الحنظلي أحد أبناء محافظة الدَّاخليَّة، لتكون هذه التَّجربة مثالًا لأبناء المحافظة ليسيروا على الطَّريق نفسه من أجل صقل الموهبة الَّتي تميَّز بها الحنظلي في محاولته الفنيَّة الرَّائعة الَّتي تعكس رغبته الأكيدة للوصول إلى مستوياتٍ راقيةٍ على سلَّم الخطِّ العربي.

كما ألقى الأستاذ عبدالله الوائلي - مساعد مديرة الجمعيَّة- كلمة الجمعيَّة، أوضح من خلالها الدَّور الَّذي توليه إدارة الجمعيَّة العُمانية للفنون التَّشكيليَّة هذا المجال الفنيَّ العريق، حيث يوجد ارتباطٌ وثيقٌ بين جماليَّات الخطِّ العربيِّ وبين تراثه الأصيل، وهو اللُّغة العربيَّة، كما أنَّ لهذا الفن جذورًا متأصِّلةً بشكلٍ كبيرٍ ومرتبطةً بديننا الإسلاميِّ الحنيف ويتجلَّى هذا التَّأصيل في كتابة المصحف الشَّريف وخطِّ الآيات القرآنيَّة والزَّخرفة الإسلاميَّة الَّتي تزين المساجد والآثار باختلاف أنواعها. ومن هذا المنطلق اتَّجهت إدارة الجمعية إلى عقد هذه اللِّقاءات مع الخطَّاطين العُمانيِّين، وسوف تنظَّم لقاءاتٌ أخرى في مختلف محافظات السَّلطنة؛ حيث إنَّ هذا اللقاء في محافظة الدَّاخليَّة يأتي في هذا الإطار، وسوف يثري هذه الورشة تجربةٌ فريدة ألا وهي الخطَّاط أنور الحلواني من البلد الشَّقيق سوريا، حيث يعتبر من أساتذة الخطِّ العربي ولوحاته أكبر شاهدٍ على هذه التَّجربة الفنِّيَّة التي أثرت هذا المجال بإبداعٍ منقطع النَّظير، وخاصَّةً في مجال الخطِّ الدِّيواني الجلي الَّذي تميَّز فيه.

وقد شارك في الورشة أكثر من خمسين عضوًا من اعضاء الجمعيَّة العُمانيَّة للفنون التَّشكيليَّة من محافظة مسقط ومحافظة الدَّاخليَّة والمسؤولين بجامعة نزوى والمديريَّة العامَّة للتَّربية والتَّعليم بمحافظة الدَّاخلية والمنتسبين للخطِّ العربيِّ والمهتمِّين بهذا المجال بصفةٍ خاصَّة والفنَّانين التَّشكيليِّين بصفةٍ عامَّة، وتتجلَّى أهمية هذه الورشة أيضًا من خلال التَّوعية بأهميَّة فنِّ الخطِّ العربيّ وأهميَّة التَّعريف بجماليَّاته، وهذا المجال له دوره الكبير، سواء في جانب تعريف المتلقِّي بجماليَّات الخطِّ العربيّ والزَّخرفة الإسلاميَّة، أو من جانب المتدرِّبين والهواة من حيث إطلاعهم على أدوات الخطِّ التَّقليديَّة والمستلزمات الَّتي يحتاجها الخطَّاط، أو من خلال تعريفهم بأصول تنفيذ اللَّوحة الخطِّيَّة وإخراجها وعرضها للمشاهد أو من أجل المشاركات في المسابقات المتخصِّصة، وهذا يستلزم معرفة الخطَّاط بأصول ومعايير تقديم وعرض لوحات الخط العربي التقليدي.