|   07 مايو 2024م
السابقالتالي


أسعد بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر السَّنويَّ للمنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكريّ في رحاب الجامعة 

تغطية- مريم بنت جمعة الكميانيَّة:

رعى صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد – ممثل جلالة السلطان- يوم السبت (6/ 10/ 2012م) حفل افتتاح المؤتمر السنوي للمنظمة الدولية للمتاحف والتاريخ العسكري بالجامعة، والذي تعقده اللجنة المنظمة آيكومام للمرة الأولى في السلطنة، وكان ذلك بحضور عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة  وولاة محافظة الداخلية ورئيس منظمة آيكوم ورئيس لجنة آيكومام.

أسعد بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر السَّنويَّ للمنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكريّ في رحاب الجامعة

وقد بدأت فعاليات المؤتمر بآي من الذكر الحكيم، تلاها مشهد ترحيبي من تقديم طلاب جماعة المسرح بالجامعة، ثم ألقى الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي -رئيس جامعة نزوى- كلمة استعرض فيها ما سيتناوله المؤتمر العلمي عن تاريخ عُمان المجيد قائلا: "أسهم أبناء هذا البلد في بناء الحضارة الإنسانية، وحملوا مشاعل العلم لشتى بقاع الأرض؛ مما يعزز الحاجة لسبر أغوار ذلك الإنتاج العملي والعلمي وإضاءة ذلكم الماضي التليد بالبحث العلمي الرصين. وأضاف: "وتأتي أوراق الباحثين لتسلط الضوء على إسهاماتٍ قيِّمةٍ لجوانب عمليَّةٍ أسهمت في اقتصاد عُمان ورفعتها"، مشيرا إلى أن برنامج المؤتمر سوف يتضمن زيارة المشاركين فيه لبعض المعالم الأثرية الهامة في السلطنة، وسيجدون خلال زياراتهم الميدانية أن هذا البلد بقدر ما يعتز بماضيه المجيد ويبني عليه فإنه حريصٌ على الاستفادة من التطور العلمي والتقني المذهل، وتسخير كل ذلك لبناء مقومات الدولة العصرية الحديثة.

أسعد بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر السَّنويَّ للمنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكريّ في رحاب الجامعة

وقال رئيس الجامعة في كلمته: إن مداولات هذا الجمع من الباحثين والمهتمين بمجال التاريخ العسكري والإسهام العماني في تصميم الأسلحة الخفيفة والتقليدية سيضيف بُعدًا هاما حول جزء من تاريخ عُمان وإسهامها البنَّاء في الحضارة الإنسانية، آملين في الوقت ذاته أن تثمر زيارات الباحثين لعُمان عن ذكرياتٍ ممتعةٍ وطيبة عن شعب أبي وبلد متفرد.

أسعد بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر السَّنويَّ للمنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكريّ في رحاب الجامعة

بعد ذلك ألقى الدكتور مارتن هاينز رئيس المجلس العالمي للمتاحف (آيكوم- ICOM) كلمة تحدث فيها عن المنظمة الدولية وأعضاءها البالغ عددهم 150 عضوًا من كل أنحاء العالم، فهو يمثل إحدى لجان آيكوم التي تتنامى بسرعة فائقة، والتي ارتفعت عضويتها بنسبة 13.4 في المائة في العام الماضي، وهذه اللجنة الفريدة تتطرق للتاريخ والتراث العسكريين بمقاربة مزدوجة؛ إذ تدرس التطورات والابتكارات الفنية والمادية عبر الزمن في سياق اجتماعي، بجانب دراستها المردود على السياسة والاقتصاد العالميين، بل على المجتمعات وأشكال التعبير الفني. وهذا مهم بالنسبة لعمل المنظمة اليومي في المتاحف . كما أن تفسير التاريخ بطريقة تسمح للناس بفهم ما حدث في الماضي يمثل دومًا تحديًا يفوق إجراء البحث العلمي من أجل البحث فقط، وقال: إننا نعي تمامًا أن الماضي والحاضر بعيدان عن حالة السلم في العديد من بقاع العالم، إلا أنه من خلال المعارض والفعاليات الأخرى التي يقوم بها المتاحف، فإنه يصبح بإمكان البشر أن يفهموا بصورة أفضل خلفيات النزاعات واهتماماتها وتطوراتها من حول العالم، ومن ثم يكونون في وضع أفضل للإسهام في بناء مستقبل يسوده السلام. كما تحدث الدكتور هاينز عن أهمية هذا المؤتمر وما يتضمنه من التراث العسكري في عمان والشرق الأوسط وعلاقته بالعالم الخارجي قائلا: يتيح المؤتمر لنا أن نركز على التاريخ العسكري والثقافة والمتاحف لعُمان والمنطقة، كما تتميز هذه المحاور بثراء عظيم؛ وذلك من خلال الموضوعات الفرعية التي تم انتقاؤها، فعمل المنظمة (آيكوم) لذو أهمية حيوية متزايدة باستمرار في منطقة الخليج العربي، والتي شهدت تطورًا حيويًا في فترة زمنية تقل عن جيلٍ واحد، حيث تم إنشاء العديد من المؤسسات الثقافية الجديدة التي تبرز تاريخ هذه المنطقة وفنونها. فبجانب التطور الاقتصادي السريع، أتاحت هذه المؤسسات للمواطنين والمقيمين والسياح أن ينهلوا من عروض عدد واسع من الفعاليات الثقافية. ويبدو المستقبل مشرقًا للمتاحف والمختصين مهنيًّا بها والمسؤولين والإداريين والثقافيين في المنطقة. وهذه الملتقيات تبرز الطاقة المتنامية للفعاليات الثقافية في هذا الجزء من العالم، كما أنها تبرز الطاقة التي تميز اللجان الدولية لـ(آيكوم) حيثما عقدت اجتماعاتها، وإن المؤتمرات التي تم تنظيمها والموضوعات المثيرة للاهتمام التي اختيرت لها وكذلك التعددية الواسعة للآفاق التي يمثلها المشاركون تشكل مصادر للإلهام، ونحن على ثقة بأن ما يقدمه المشاركون من موضوعات تشكل مجالا واسعًا، بجانب الزيارات الواعدة، سوف يوفر فرصاً كثيرةً للتعلم، وتبادل الأفكار والتواصل. ومما قاله: يعد هذا المؤتمر واعدًا بأن يكون لحظةً مثيرة لمجتمع المتاحف في العالم قاطبةً، حيث يجتمع الخبراء ومهنيو المتاحف على مدى أسبوع لتبادل المعرفة والخبرة، وتنظيم شبكات التعاون ومناقشة مستقبل المنظمة.

أسعد بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر السَّنويَّ للمنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكريّ في رحاب الجامعة

ومن جانب آخر تحدث بيت دي جرايز - رئيس اللَّجنة المنظمة للمؤتمر (المنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكري-ICOMA) حول المحور الأساسي للمؤتمر مؤكدا "التراث العسكري للشرق الأوسط وعلاقته بالعالم الخارجي"، قائلا: إن هذا المحور يمثّل الإطار العام الذي نضع فيه اهتمامنا في الثقافة العسكرية بصفة عامة، وإن المحاور الخمسة الفرعية الأخرى تركز على اهتماماتنا المحددة الخاصة في تراث هذه المنطقة من الأسلحة النارية والمتاحف، والتحصين والمعدات الحربية، والأسلحة الخفيفة في عُمان والجزيرة العربية، وعُمان كجسر بين الشرق والغرب. كما إن القاء نظرة خاطفة على جدول المؤتمر يبيّن أن الكثير من المحاضرات تتعلق بشأن الأسلحة النارية.. إنّ الأمر ليس غريبًا نظرًا إلى اهتمامات منظمي المؤتمر وهواياتهم وأنشطتهم. ومع ذلك عندما ننظر إلى تاريخ منظمتنا يتبين بأننا لم نكرس هذا القدر من الاهتمام على هذا الجانب الأخاذ من التراث العسكري والثقافة. وبعبارة أخرى فإنّ برنامج المؤتمر يدل على أن المحاضرات التي نحن بصدد الاستماع اليها خلال الأيام القادمة ستكون متنوعة ومتباينة، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على أن تاريخ الأسلحة النارية لا يتم تسجيله وتلخيصه بسهولة؛ لأن الأسلحة النارية ما زالت يُنظر إليها بنظرة الأسلحة القاتلة والمهدّدة للحياة - وبالأخص في أوروبا- وهي نظرة غير دقيقة في الواقع، إن تلك النظرة نظرة قاصرة؛ لأنها تهمل الإبداع والتقنيات الرائعة في التاريخ الحافل للأسلحة النارية.

إضافة إلى ذلك قدم الدكتور كريستفور رودز نيابة عن شركة هايف كلمة تحدث فيها عن مشاركته الأولى في مؤتمرات لجنة أيكومام، وكيف اتصف بالطابع العلمي والجدي، مقدما شكره لكل الجهود المبذولة في هذا المؤتمر، ذاكرًا أن السلطنة هي الدولة العربية الأولى التي تستضيف مثل هذا المؤتمر، حيث قال: إن المؤتمر والجولة الميدانية المصاحبة له التي ستستمر لمدة ثلاثة أيام سيمكّنان مشاركي المؤتمر من مختلف أنحاء العالم من الاطلاع عن كثب على جوانب مختلفة من هذه السلطنة المتميزة. وإنّ السلطنة جديرة حقا بأن تمثل العالم العربي، ولعله لم تكن أية دولة أخرى أنسب لعقد مثل هذا الحدث في سياق الأسلحة التاريخية. ومن هذا المنطلق قد تشرّفت وقضيت خمس عشرة سنة مقيمًا بأرض السلطنة بعد أن كنت قضيت خمسًا وأربعين سنة قبلها في مختلف دول العالم العربي وإفريقيا. وأضاف: وإنها لفرصة سانحة لي شخصيًّا أن أتقدم بأطيب آيات الشكر لمقام جلالة سلطان عُمان وللشعب العماني الكريم لحسن ضيافتهم ولتمكيننا من تحقيق حلم كبير - حلم الاحتفاء بالتراث العسكري الفريد لهذه السلطنة المتألقة بتجهيز متاحف تقترب الآن من الاستكمال بحصن بيت الرديدة وقلعة الحزم وحصن بركاء. وإنه لجدير بي أن أعبر عن أسمى آيات العرفان لمعالي وزير السياحة لما قدم من جميل، ولجامعة نزوى لما قدمت من الدعم والرعاية لتنظيم هذا المؤتمر.

أسعد بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر السَّنويَّ للمنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكريّ في رحاب الجامعة

وقد تخلَّل الحفل عرضين شعبيين لفنَّي الرزحة والعازي قدَّمتهما فرقة إزكي للفنون الشعبيَّة، واختتم الحفل بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر حيث قام صاحب السمو وأصحاب المعالي والسعادة والحضور بجولة في المعرض وقام المشرفون من الجهات العسكرية بتقديم شرح واف عما يتضمنه ومحتوى كل قطعة فيه وتاريخها القديم من حيث الصناعة والاستخدام، وقد أعرب صاحب سمو السيد أسعد عن سروره بما شاهده من معروضات لأسلحة قديمة وما تعرف عليه من برنامج المؤتمر، مؤكدًا على اهتمام السلطنة بمختلف الموروثات العريقة ومنها الأسلحة القديمة كجزء من التراث العماني وشاهد على عراقة التاريخ العماني، كما أننا نفتخر جميعا بتمسك العمانيين بالعادات والتقاليد، داعيا الجميع إلى التسمك بالعادات الحميدة المتوارثة .

الجدير بالذكر أن فعاليات المؤتمر ستتواصل حتى يوم الثالث عشر من الشهر الجاري شاملا مجموعة من الزيارات الميدانية لمجموعة من القلاع والحصون الموجودة في السلطنة.

أسعد بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر السَّنويَّ للمنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكريّ في رحاب الجامعة

أسعد بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر السَّنويَّ للمنظَّمة الدَّوليَّة للمتاحف والتَّاريخ العسكريّ في رحاب الجامعة