|   26 أبريل 2024م
السابقالتالي


مركز الخدمات الاستشاريَّة وتوطين الابتكار بالجامعة ينظِّم دورةً تدريبيَّة حول السَّعفيَّات وتقطير الزُّيوت والمياه العطريَّة 

كتب- عبدالله بن محمَّد البهلاني:

نظَّم مركز الخدمات الاستشاريَّة وتوطين الابتكار بالجامعة يوم الثَّلاثاء (2/ 10/ 2012م) دورةً تدريبيَّةً تناولت موضوع "السَّعفيَّات وتقطير الزُّيوت والمياه العطريَّة"، وشارك فيها موظَّفون متخصِّصون من وزارة الزِّراعة والثَّروة السَّمكيَّة، والهيئة العامَّة للصِّناعات الحرفيَّة.

وقد قدَّم الدَّورة العلميَّة خبيران من الجمهوريَّة التُّونسيَّة هما الأستاذ محمَّد الهمامي، والأستاذة ألفة اللَّواتي. حيث قدَّم الهمامي ورقةً علميَّة بعنوان "السَّعفيَّات" تناول من خلالها صناعة علبة حفظ التُّمور. وأوضح في حديثه أنَّ حرفة السَّعفيَّات من الحرف الصَّعبة يدويًّا؛ حيث تتطلَّب مهاراتٍ عالية المستوى لما تتميَّز به من دقةٍ وإبداعٍ لتكتمل القطعة على أكمل وجه، إلَّا أنَّها تبقى من الحرف الماتعة لما تحمله من طابعٍ فريدٍ يكون قادرًا على الدَّمج بين التُّراث والحداثة معًا. وقال الهمامي: إنَّ حرفة السَّعفيَّات تتميَّز بالخفَّة والبساطة المتناهية الَّتي تضيف على بيوتنا لمساتٍ جماليَّةً مميَّزةً، ولديها خاصيَّة في الحفاظ عليها صحيًّا؛ لكونها مصنوعةً من موادّ طبيعيَّةٍ خاليةٍ من موادَّ كميائيَّة. وتطرَّق الخبير التُّونسي إلى مراحل تصنيع علبة حفظ التُّمور والموادّ والمعدَّات اللَّازمة لذلك. وقد تخلَّل حلقة العمل عرضًا مصوَّرًا لبعض المشروعات المصنوعة من السَّعفيَّات.

مركز الخدمات الاستشاريَّة وتوطين الابتكار بالجامعة ينظِّم دورةً تدريبيَّة حول السَّعفيَّات وتقطير الزُّيوت والمياه العطريَّة 

فيما قدَّمت الأستاذة ألفة اللَّواتي ورقةً علميَّةً بعنوان "استخلاص الزَّيت الطَّبيعي من النَّباتات"، شرحت من خلالها أهميَّة النَّباتات العطريَّة وخاصَّةً الطِّبيَّة، قائلةً إنَّ أهميَّتها تنبع من خلال استعملاتها العديدة الَّتي منها مثلًا الصِّناعات الغذائيَّة كمكسبات طبيعيَّةٍ للنَّكهة وموادّ حافظةٍ طبيعيَّة لها، وفي صناعة الأدوية فمنها تصنع مختلف الأدوية مثل قطور العين، والدهانات، وتدخل هذه النباتات أيضًا في صناعة مستحضرات التَّجميل مثل الزيوت والكريمات وغيرها، إلى جانب استعمالها في صناعة العطور بشتَّى أنواعها. وقد قسَّمت الخبيرة التَّونسيَّة ورقتها إلى ثلاثة أقسامٍ كان أوَّلها استخلاص الزَّيت الطَّبيعيِّ عن طريق بخار الماء، وعرضت فيه مراحل تصنيع الزَّيت الَّتي هي مرحلة التَّنظيف، والتَّجهيز، والتَّجميد، والتَّقطير، موثِّقةً ذلك بعددٍ من الصُّور التَّوضيحيَّة. بعد ذلك انتقلت اللَّواتي إلى القسم الثَّاني من ورقتها العلميَّة، وهي استخلاص الزَّيت الطَّبيعيِّ عن طريق الضَّغط، والَّذي يمرُّ بعدَّة مراحل منها: مرحلة التَّنظيف، ومرحلة الطَّحن، ومرحلة استخلاص الزيت، ومرحلة التَّعليب. عارضةً فيها طرق الاستعمال والموادّ والمعدَّات المستعملة لذلك. وفي أخير عرضها تطرَّقت الأستاذة ألفة إلى موادّ التَّجميل الطَّبيعية، ذكرت من بينها الطين الأخضر، والطِّين الأبيض وفائدتهما في التَّجميل الطَّبيعي، والطِّين الأحمر، والطِّين الأصفر، وغيرها من أنواع الطِّين المستعملة في عمليَّات التَّجميل.

وأُتيحت الفرصة في نهاية الدورة للمشاركين تقديم الاستفسارات والأسئلة والملاحظات والمداخلات على قسمي الدَّورة، الَّذين أثروا الدَّورة بخبراتهم ومعلوماتهم. وتأتي هذه الدَّورة التَّدريبيَّة في إطار مشروع "دراسة الجدوى الفنِّيَّة والاقتصاديَّة للصِّناعات التَّقليديَّة الزِّراعيَّة بسلطنة عُمان" الَّذي يقوم به مركز الخدمات الاستشاريَّة وتوطين الابتكار بمكتب نائب رئيس الجامعة للدِّراسات العُليا والبحث العلمي، وذلك بالتَّعاون مع وزارة الزِّراعة والثَّروة السَّمكيَّة، والهيئة العامَّة للصِّناعات الحرفيَّة.

يذكر أنَّ مركز الخدمات الاستشاريَّة وتوطين الابتكار بالجامعة أنشئ حديثًا، حيث يأتي استكمالًا لمنظومة الجودة الشَّاملة والتَّطوير والتَّحديث في الجامعة، وهو يهدف إلى استكمال تطبيق رسالة جامعة نزوى على أرض الواقع، من خلال توفير بيئةٍ ملائمةٍ للبحث العلميّ في الجامعة والسَّلطنة بوجهٍ عام، إضافةً إلى تقديم الخدمات الاستشاريَّة للجهات الحكوميَّة والقطاع الخاصّ في مجالات البحث العلمي والتَّطوير والدِّرسات العلميَّة. ويسعى كذلك إلى تشجيع البحث العلميِّ والخدمات الاستشاريَّة في المجالات المرتبطة بشكلٍ مباشرٍ بتنمية السَّلطنة.